1143785
1143785
المنوعات

الجمعيات العمانية.. معسكرات مدنية لصقل مواهب الشباب والوصول بهم إلى العالمية

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

«هواة العود» و «الفنون التشكيلية» و«التصوير» نموذجًا -

إعداد – عامر بن عبدالله الأنصاري -

تتعدد المؤسسات الداعمة للشباب في السلطنة، ولا تكاد تخلو مؤسسة حكومية أو خاصة من دعم هذه الفئة التي يناط بها الكثير من الآمال، سواء بالجانب العملي أو الابداعي، ومن بين تلك المؤسسات جمعيات احتضنت مواهب الشباب وتفتح أبوابها أمام المواطنين والمقيمين على حد سواء، فما من موهبة إلى وتجد جمعية تحتضنها، تعزز لديهم مكامن الابداع، وتصقل الموهب، وتعززها بالبرامج التدريبية وأساسيات القواعد التي تبنى عليها مختلف الفنون. ومن تلك الجمعيات «الجمعية العمانية لهواة العود»، و «جمعية الفنون التشكيلية»، و «جمعية التصوير الضوئي»، وغيرها العديد من الجمعيات، وإنما جاء تخصيص تلك الجمعيات الثلاث لأننا قابلنا عضوا واحدا من كل منها، حدثونا عما تتميز بها جمعيتهم. إلى جانب تلك الجهات تحتفل اليوم الخميس اللجنة الوطنية للشباب بتكريم 114شابا وشابة من أبناء السلطنة الموهوبين في مجالات متعددة، شكرا من اللجنة على ما قدمه الشباب وتحفيزا لهم وتشجيعا لمواصلة المزيد من العطاء، وذلك ضمن مشروع «شكرًا شبابنا» الذي يبحث عن الشباب العمانيين الذين حققوا إنجازات محلية وإقليمية ودولية في شتى المجالات العلمية، والاجتماعية، والتقنية والثقافية، وغيرها، لإبرازهم كنماذج ناجحة، وتكريمهم في يوم الشباب العماني، وسيقام الحفل بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بولاية صلالة.

هواة العود

بداية تحدثنا مع عازف العود يعقوب بن عبدالله الحراصي، أحد أعضاء الجمعية العمانية لهواة العود، فقال: «الجمعية العمانية لهواة العود قدمت لي الشيء الكثير، حيث انتسبت لها في عام ٢٠٠٧، فكانت البداية لصقل موهبتي بالعزف على آلة العود، فمنذ إشراقات الأوامر السامية من لدن مولانا جلالة السلطان بإنشاء هذا الصرح الفني الفريد من نوعه على مستوى الوطن العربي فقد وجدنا نحن الحالمين بهذه الآلة ضالتنا فمن الجمعية كانت بداية الشهرة وبداية الاحتراف في العزف على آلة العود فكانت إضافة قوية وكبيرة في صقل موهبتي، وما وصلت إليه الآن من مستوى».

وأضاف: «مشاركاتي الدولية عن طريق الجمعية كثيرة، فقد مثلتها في محافل دولية كالاحتفاليات بيوم الموسيقى العالمي في عدة دول واحتفاليات سفارات السلطنة في الخارج بالأعياد الوطنية وغيرها مِن المناسبات، ومن تلك الدول الصين وروسيا وبيلاروسيا وأمريكا واليونان وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وسويسرا، كما ان لي مشاركات دولية خاصة بي على مستوى دول الخليج وبعض دول أوروبا، وأضافت لي المشاركات الدولية في المقام الاول اكتساب ثقافة تلكم الدول وايضا التعرف على شخصيات مرموقة ناهيك عن حصولي على بعض الدروع والميداليات والشهادات التقديرية لهذه المشاركات فكانت وساما على صدري ولعل أهمها وسام السلام في موسكو عام ٢٠١٠ ».

وتابع الحراصي: «أتمنى من الجمعية ان تتواصل بهذا العطاء المتميز لأعضائها، كما اننا نأمل تكاتف الجهود في دعم الفنان العُماني من لدن الجهات الحكومية الاخرى والقطاع الخاص وعلى مستوى الأفراد لكي نقوم بالرقي بهذا الفن، فكلما كان الدعم كان الإبداع، كما نأمل في ان يكون للجمعية مبنى خاص ومستقل، بدلا من المبنى الحالي المستأجر في الحيل الجنوبية».

واختتم الحراصي: «تقدم الجمعية لأعضائها ادوات العزف والعديد من الدورات التدريبية بشكل مستمر، ومنها دورات أساسية بواقع دورتين في المجال التأسيسي سنويا، ودورات احترافية استقطبت من أجلها الاستاذ حسين سبسبي من سوريا ونصير شمه من العراق واحمد فتحي من اليمن وشربل روحانا من لبنان وغيرهم».

الفنون التشكيلية

وفيما يتعلق بجمعية الفنون التشكيلية، قال الفنان سامي بن سالم السيابي أحد أعضاء الجمعية: «بداية انضمامي إلى جمعية الفنون التشكيلية عام 2009، هي بداية خير بالنسبة لي، فكانت نشاطات الجمعية متنوعة وعديدة بين حلقات تدريبية متنوعة يقدمها نخبة من الفنانين منهم عالميون من خارج عمان ومن داخلها، وكانت تقيم العديد من المعارض المتنوعة، واستمر الحال إلى عام 2011 على نفس الوتيرة، نشاط متواصل استقيت منه شخصيا فائدة جمة في مختلف فنون الرسم من الواقعية والبورترية والتجريدية وغير ذلك، وما بعد ذلك قل نشاط الجمعية بشكل ملحوظ، إلا ان هناك حدثا سنويا وهو (المعرض السنوي) ويجتمع فيه نخبة من الفنانين».

وتابع: «إلى جانب ذلك تواصل الجمعية دعمها للفنانين الاعضاء من خلال توفير أدوات الرسم والفنون المتنوعة، وهذا أمر يساهم في تهيئة بيئة ملائمة للأعضاء لصقل مواهبهم والاجتماع تحت سقف واحد وتبادل الآراء والحديث في اهتمام واحد مشترك وهو الفن، الأمر الذي يساهم في تعزيز الخبرات والموهبة، ونتمنى من الجمعية الاستمرار في تقديم الدعم للفنانين، وكذلك تكثيف جهودها بإقامة المعارض بحيث يكون للجمعية أكثر من معرض كبير في السنة الواحدة».

وتابع السيابي حديثه قائلا: «كانت لي فرصة للمشاركة مع جمعية الفنون التشكيلية في حدث دولي، حيث سافرت مع فريق من الجمعية إلى مملكة إسبانيا، وحقيقة استفدت من هذه المشاركة الكثير، وهي أول مشاركة دولية، وكانت بمثابة مدرسة حقيقية نهلت من علمها واطلعت على تجارب وثقافة دول أخرى واطلعت على تقنيات مختلفة، وهذه هي طبيعة المشاركات الدولية لا تخلو من الفائدة، سواء على الصعيد الفني، أو على الصعيد الشخصي».

وحول ما يتمناه قال السيابي: «اتمنى من الجمعية ان تكثف نشاطها كما كانت في الفترة ما بين 2009 و 2011، الفترة التي عايشتها، وأن تستقطب مختلف الفنانين سواء من داخل السلطنة أو من خارجها، ليطلع الاعضاء على كل ما هو جديد، ويتعرفوا على المواد الجديدة في الرسم والفنون التشكيلية بشكل عام، وأن يطلعوا على التقنات وآخر الصيحات الحديثة في هذا الخصوص، كما انه من الضروري أن تكثف الجمعية دوراتها في مجال الاخراج الفني، وهذا لا يعني أن الجمعية لا تقدم حلقات تدريبية، ويتواجد في الجمعية بشكل متواصل الفنان العماني أنور سونيا وقدم دورات تدريبية ونصائح بشكل أسبوعي، ولكن اتمنى منها أن تكف تلك الدورات والحلقات، كما أتمنى ان تتوزع تلك النشاطات في مختلف الولايات، فهناك فنانون عمانيون من كافة الولايات يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وكذلك على الاعلام أن يوصل اسم الجمعية إلى كافة الفنانين ويعرف بخدماتها الاجتماعية ورعايتها للفن والفنانين».

التصوير الضوئي

ولجمعية التصوير الضوئي أعضاء كُثر، ومن بينهم المصور علي بن حمد الغافري الذي حقق حوالي 65 انجازا منها انجازات دولية، وحدثنا عن الجمعية بقوله: «الاهداف الواضحة للجمعية ساهمت بأن اتوجه لها وأركز على فن التصوير الذي أقدمه، ومن ضمن أهداف الجمعية أن تضع اسم السلطنة على خارطة العالم في مجال التصوير، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التدريب المتواصل وصقل مهارة التصوير لدى كافة الأعضاء المنتسبين سواء عن طريق البرامج أو من خلال الاختلاط مع نخبة من مصوري السلطنة أعضاء الجمعية».

وتابع: «بالنسبة للمشاركات الدولية فهي محدودة إذا ما جئنا نتحدث عن الاعضاء، فكثرة اعضاء الجمعية من المصورين المحترفين، تضعنا في منافسة شديدة، ولا يمكن للجمعية أن تختار من يمثلها في المحافل الدولية إلا المجيد القادر على تشريف السلطنة، وهذه مهمة صعبة على عاتق الجميع، وهناك من الاعضاء من هم في قائمة الانتظار للمشاكات الدولية القادمة، ولدي مشاركات الدولية خلال خمس سنوات، منها في إسبانيا عام 2012 في بينالي الشباب وحصلت على الميدالية الذهبية، وحصلت على المركز الرابع في جائزة الكويت الكبرى في التصوير الفوتوغرافي، وكذلك شاركت في معرض بالصين عام 2016، كما أن المشاركات الدولية أضافت لي الكثير، خصوصا بحصولي على انجازات، وهذا اعطاني حافزا وحملني مسؤولية الاستمرار في العطاء، كما تعرفت على نظرة مختلف المجتمعات الغربية إلى الصورة وهي نظرات تختلف عن بعضها وعن النظرة العربية تحديدا، وكل هذا امر يصقل الموهبة بطريقة غير مباشرة، فالتصوير عالم متجدد والاحتكاك مع مختلف المصورين في العالم يوسع المدارك».

وأضاف: «الجمعية لا غبار عليها في مجال دعم المواهب، وكل ما على الموهوب أن يبحث عن شروط الحصول على العضوية والانضمام إلى الجمعية لينهل من معينها، ولدى الجمعية مقر في الخوض، وهو جدا رائع ويحتوي على استيديو، وقاعات معالجة رقمية مجهزة بأفضل الحواسيب، وقاعات محاضرات ومعارض، ومن وجهة نظري ينقص الجمعية تواجد الاعضاء والفنانين العمانيين، فالجمعية ترحب بالاعضاء وعامة الناس».

واختتم حديثه قائلا: «الدورات التدريبية التي تقدمها الجمعية موجودة بكثافة، واغلبها تستهدف العامة والاعضاء، ولكن من خلال الاهتمام الكبير من الجمعيات الاهلية والمؤسسات التعليمية في التصوير أصبح من يحب التصوير ملمًا بالاساسيات، لذلك اتمنى من الجمعية أن تركز على الدروات التدريبية المتخصصة، فجميع المهتمين والمبتدئين ملمون بالأساسيات».