1137959
1137959
مرايا

المال والوقت والمخيلة.. من أهم مقومات الدراما الفنان - سمير شمص: اللغة العربية ضرورة قصوى للممثل

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

حاورته- ضحى عبد الرؤوف المل -

بدأ الفنان« سمير شمص» بكتابة رواية هي رحلة خيالية الى الفضاء الخارجي، كما أنها رسالة الى أهل الأرض التي من شأنها أن تضفي على مسيرته الفنية لغة أدبية تجعله من الفنانين المتمسكين باللغة الفصحى التي مارسها بإتقان، وبتعبير صوتي لا يقل أهمية عن الأداء التمثيلي المزين بثقافة تختزن من الخبرات ما يجعلها مرجعية، أو بالأحرى مدرسة تنم عن قوة حوارات داخلية تعكس قيمة الشخصية التي يتقمصها من خلال فن ينطق بقيمة التمثيل، وتأثيراته على الحدث الدرامي وجماليته وفق الأداء الحركي الهادئ، معتمدا على عضلات الوجه ونبرة الصوت بلغة هي أشبه ما تكون للإلهام الارتجالي الذي يشعر المشاهد من خلاله بطبيعة الشخصية غير المقيدة بنص درامي، فيتحرر المشاهد معه ويتفاعل مع الحدث وجدية الأداء الأصيل جامعا النبرة والصوت والإيماءة والجسم، ومن ثم الأساليب التمثيلية المختلفة التي يعتمدها بحرفية عالية تدفع المشاهد نحو الفهم والانسجام معه، بل! وقدرته على التأثير المنظم والمدروس، وإن بدا عفويا على المشاهد منذ «سفر بلك» وحتى «بلاد العز» وما بينهما من دبلاجات حفرت بصمتها في نفوس الأطفال الذين ترعرعوا على الصوت المتمسك باللغة العربية ومخارج حروفها التي يسودها مختلف الطبقات الصوتية، ومن الأعمال المدبلجة المتمسكة بالمنطق التمثيلي الأشد واقعية منجذبا نحو التغيير في كل الأدوار التي لعبها خلال المسيرة الحافلة بالأعمال السينمائية والمسرحية والمدبلجة وحتى الدورات التي يقوم فيها لإعداد الممثل والمقدم الإذاعي والتلفزيوني.

مع الفنان «سمير شمص» أجرينا هذا الحوار..

- تمتلك قدرة على التعبير الصوتي وفق قدرات مختلفة منضبطة وخامة صوت تجذب السمع، كيف استثمرت ذلك في حياتك الفنية؟

ممارسة الأعمال الإذاعية والدبلجة والوثائقيات صقلت صوتي الذي كان مؤهلا كخامة صوتية مساعدة، ولا شك أن ما أمارسه في التدريبات الإعلامية بمعهدي ينعكس إيجابا على قدراتي وقدرات تلامذتي في هذا المجال.

- تتقن اللغة العربية وهذا ملموس جدا حتى في أدوارك التمثيلية ضمن مسلسلات باللهجة اللبنانية المحكية، ألا يتعبك هذا؟ وماذا أضافت اللغة العربية على الفنان سمير شمص؟

أنا افكر باللغة العربية الفصحى وأعطي تلامذتي في معهدي دروسا مساندة لجهة تصحيح الأخطاء الشائعة في الإعلام، فاللغة العربية بالنسبة للممثل ضرورة قصوى في عمله خاصة إن أتقنها واستمر في دراستها.

- سفر برلك ومسلسلات كثيرة شاركت بها، ما هو العمل الراسخ منها في ذاكرتك؟ ومتى ينهي الفنان رسالته الفنية المحملة بالوطنية ؟

لقد صورت عدة مسلسلات تدور في فلك المواطنية والقضايا العربية بعد سفر برلك ومنها (ملح التراب) و(قيامة البنادق) ومؤخرا (بلاد العز).

- الدراما اللبنانية انطلقت وهي تصعد بخطى بطيئة، ماذا ينتظر منها الفنان سمير شمص، وأين هو منها اليوم؟

كنت دائما أقول إن للدراما مقومات ثلاثة لتكون على الطريق الصحيح، وهذه المقومات هي المال والوقت والمخيلة، وأي تقصير في إحداها يعرضها للفشل. والدراما اللبنانية لا تكتمل فيها معظم هذه العناصر رغم بعض المحاولات الناجحة التي تبشر بمستقبل جيد لهذه الدراما.

- من الصحافة الى السيناريو الى التمثيل والمفاجئ كتابة الرواية «عند حافة الكون» ما هي هذه الرواية؟ وأين هي اليوم؟

إنها رحلة خيالية الى الفضاء الخارجي، وهي رسالة الى أهل الأرض تذكرهم كم يسيئون الى كوكبهم الفريد الذي حباه الله بكل الجمال والخيرات، فالحروب والتلوث والاعتداء على الطبيعة والحيوانات تسيئ الى الكوكب، وهو أمر تركز عليه روايتي.

- ما الهدف من مواصفات الفنان التي يعمل على صقلها الفنان سمير شمص من خلال الدورات التأهلية؟

كتبت ونفذت مجموعة كبيرة من البرامج التلفزيونية والإذاعية لا يتسع المجال لذكرها، وفي دوراتي التأهيلية دروس خاصة حول صناعة الأفلام الوثائقية وكتابة السيناريو.

- ما البصمة المؤثرة التي تركتها الدبلجة في نفس الفنان سمير شمص، وماذا تخبرنا عن حساسية الدبلجة الكرتونية على حواس الطفل؟

ليس هناك من تأثير على الأطفال أقوى من البرامج الكرتونية، ولا أبالغ إن قلت أني كنت أول المدبلجين للبرامج الكرتونية مثل زينة ونحول، وكذلك البرامج الدرامية مثل (أنت أو لا أحد) الذي لعبت دور البطولة الصوتية فيه، وكان من أول المسلسلات المدبلجة وأشهرها.

-الى أي مدى تأثرت بالأوضاع السياسية في لبنان؟ وما الذي أخذته الحرب من الفنان سمير شمص؟

الحروب تحول حياة الناس الى جحيم وحين تنتهي تترك آثارها في النفوس، واعترف أن الحرب اللبنانية وما تلاها من قلاقل أمنية جعلت عملنا مهمة صعبة، لكن إرادة التحدي والأمل وحب الحياة تجعل منا طيور سلام تحلق فوق صفيح ساخن لتنشر الحب والسلام.

- رسالة وجع يكتبها الفنان سمير شمص لقراء مجلة مرايا، ما هي؟

إن الأنسنة ما زالت أمنية بعيدة المنال عن الإنسان الذي يشتق اسمه منها ولا يمارسها، فقتل الأخ لأخيه مع بداية الخلق تشير الى استمرار هذه الممارسات اللاإنسانية، ولا يبدو أن لها نهاية للأسف.