sharifa
sharifa
أعمدة

وتر: باحث عن عمل

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

شريفة بنت علي التوبية -

أشعر بالغيرة كلما وجدت وافدًا يشغل وظيفة في أي موقع من المواقع، والشاب العماني ما زال باحثًا عن عمل، وأنا أجد الكثير من خريجي الجامعات بلا وظائف، رغم الوظائف الكثيرة التي يشغلها الوافد وفي كافة التخصصات، وأشعر بالحزن حينما يُعامل الأجنبي كخبير فتفتح له الشركات أبوابها والشاب العماني ما زال باحثًا عن عمل، فالشهادة بالنسبة لبعض المؤسسات والقطاعات غير كافية للقبول في وظيفة شاغرة، ليصبح شرط الخبرة في بعض الإعلانات الوظيفية حكاية تدعو للتساؤل والتندر، إذ كيف بخريج جامعي يأتي بخبرة تتجاوز سنوات عمره!

كنت أتوقع كما يتوقع غيري أنه بعد هذه السنوات أن يكون الطبيب عمانيًا في كافة المستشفيات والعيادات وأن يكون الممرض عمانيًا والمحاسب عمانيًا والكهربائي عمانيًا والسبّاك عمانيًا والعاملة بحضانة الأطفال عمانيةً، ولكن عجبًا لواقع لا يشبه المتوقع، فما زال الوافد موجودًا بتلك المواقع وما زال العماني باحثًا عن عمل.

إنَّ الأوامر السامية بتوفير 25 ألف وظيفة جاءت ردًا حاسمًا على تلك الشروط بتلك المؤسسات التي يشغل الوافد فيها أكثر من نصف أعمالها، والتي سلّمت له زمام أعمالها متجاهلة طلبات التوظيف المتزايدة خلف أبوابها المغلقة في وجوههم، وقد آن الأوان لأن تلزم تلك المؤسسات بتعمين وظائفها وتوفير فرص عمل للعماني؛ لأن العماني أولى بالوظيفة والعماني أولى بالراتب وأولى بالثقة من غيره، وقد آن الأوان لأن يسير التوظيف وفق خطة مدروسة ابتداء من التخصصات المطروحة في الجامعات والكليات ونسبة المخرجات التعليمية التي يجب أن تتناسب مع سوق العمل واحتياجاته، وآن الأوان لأن تكون هناك خطة تعمين شاملة في القطاع الخاص وان تسير سيرًا حثيثًا بدلًا من ذلك السير الخجول المتردد بحجة أن العماني يتأفف من ساعات العمل الطويلة، وبحجة أن العماني لا يقبل العمل إلا في مكتب مزود بمكيف وخط هاتف وشبكة انترنت، وأن العماني لا يملك الخبرة التي يملكها الأجنبي، وأن العماني لا يعمل بنفس الجهد الذي يعمل به الوافد، وأن العماني كثير التذمر وكثير الشكوى، وأن العماني غير منتج، وأن الدرجات المالية المتاحة في تلك القطاعات لا تناسب العماني لذلك فهو غير صالح للعمل، ولكن الحقيقة أن العماني لا يرفض العمل الشريف مهما كان، فالعماني سائق تاكسي وموزع اسطوانات غاز وسائق لحافلة مدرسية والعماني مزارع وصياد وتاجر، فمتى سنثق بأنفسنا وبهم من أجل هذا الوطن الحبيب الذي ينتظر نتاج ما درسوه من علم ومعرفة؟.