1142754
1142754
الرئيسية

المنتدى الأول للتواصل الحكومي ينطلق بتدشين سلسلة من المنصات التفاعلية

23 أكتوبر 2017
23 أكتوبر 2017

في إطار تعزيز تكامل الجهود بين المؤسسات استنادا على التوجيهات السامية -

تيمور بن أسعد يؤكد على تبادل الخبرات والشراكة والتفاعل المباشر مع المجتمع -

كتب: محمد الصبحي -

أطلقت أمس حسابات «مركز اتصالات الخدمات الحكومية» بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، عبر منصة تويتر، وانستجرام، ويوتيوب، وذلك ضمن أعمال المنتدى الأول للتواصل الحكومي الذي تنظمه على مدار يومين الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بالقاعة الكبرى في مركز جامعة السلطان قابوس الثقافي، وافتتحه أمس صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، وعدد من موظفي المؤسسات الحكومية.

وقال صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد على هامش افتتاح المنتدى: «يسعدنا أن نلمس هذه الجهود التي تهدف إلى تبادل التجارب بين العاملين في مجال الاتصال والتي تستند بلا شك لتوجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في تفعيل دور المؤسسات الحكومية في تواصلها مع المجتمع بما يعزز الشراكة والتعاون بين الجميع».

وأضاف: «من المطمئن أن تظهر هذه الجهود بصورة موحدة من أجل تعزيز التواصل بين مؤسسات الحكومة والمجتمع وأن إقامة مثل هذه الملتقيات بشكل دوري على مستوى مؤسسات الحكومة كافة تساهم بفعالية في تمكين العاملين في هذا المجال عبر تبادل الخبرات والمعارف، ومناقشة التحديات ووضع الحلول المناسبة لها، بالإضافة إلى مشاركة قصص النجاح. ونرجو كل التوفيق للعاملين في مجال التواصل والإعلام بالمؤسسات الحكومية المختلفة في التفاعل مع المجتمع بشكل مباشر، ونتطلع لأن يسهم هذا المنتدى في تعزيز التكامل بين الأدوار المختلفة للقائمين على الاتصال والإعلام في مختلف المؤسسات الحكومية».

تواصل مستمر

من جانبه، قال معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء خلال تدشين حسابات التواصل الاجتماعي للأمانة: «لقد أطلقنا نوافذ إلكترونية للتواصل المجتمعي، بإدارة مباشرة من مركز اتصالات الخدمات الحكومية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهذه النوافذ تنسجم مع الجهود المستمرة من قبل جميع المؤسسات في تفعيل منظومة متكاملة للتواصل الحكومي وتصل إلى المجتمع بشكل مباشر، وبما يواكب التطورات والمعايير العالمية في هذا المجال».

وأضاف الحارثي: «إن العمل على فتح قنوات التواصل هذه يأتي عملًا بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بحيث تكون منظومة العمل هذه مبنية على أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة».

وأوضح الحارثي سعي الأمانة إلى تعزيز تكامل الجهود من قبل المؤسسات الحكومية كافة؛ للعمل وفق رؤية استراتيجية من أجل تطوير التواصل الحكومي، بما يحقق التقدم المتواصل لبلدنا الغالي عمان، وبما يواكب تطلعات المواطن في ظل تطور تقنيات الاتصال وتبادل المعلومات».

مواكبة متطلبات العصر

من جهته، قال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية: «إن وزارة الخارجية تعدُّ شريكًا مع باقي أجهزة الدولة والمجتمع، في مواكبة متطلبات العصر، للعمل على تحقيق توجهاتِ وسياساتِ السلطنة سواء على الصعيد المحلي أم الخارجي، وأن كليهما مساران متلازمان لرؤية واحدة، لا يمكن أن يعملَ أحدُهُما بمعزل عن الآخر». وأكد معاليه في كلمته بأهمية أن «يكون المواطن على دراية بما يجري، حتى لا نفتح مجالا للشائعات، ويعيش المجتمع على الأوهام من خلال ما تبثُّه بعضُ منصات التواصل الاجتماعي». وقال: «إن تماسكَ النسيجِ الوطني، يمثل واحدًا من أهم عناصرِ قوتِنا، وينبغي المحافظة عليه بالعمل معا والمشاركة والحوار البناء الشامل، بحيثُ يشعرُ كلُّ مواطن، بأن صوتَهُ مسموع، وبأنه الشريكُ الأول في التنمية».

وأضاف: «تراودُني حقيقةٌ تاريخيةٌ، مفادُها، أن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- عندما تولى مقاليدَ الحكم، ظل صادقًا شفافًا مع مواطنيه، حيثُ أبانَ بأن تحدياتٍ جساما تواجهُنا، ولن تكونَ الأيامُ مفروشةً بالورود، واستنادًا لهذا الوضوح، وقف شعبُه بجانبه، عاملًا راضيًا كادحًا، فازدهرت البلادُ إلى واقع سعيد. ومن جلالته -حفظه الله- نستقي الدرس في تعامُلنا، ليكون المواطن على دراية بما يجري، حتى لا نفتح مجالًا للشائعات، ويعيش المجتمع على الأوهام من خلال ما تبثُّه بعضُ مِنصات التواصل الاجتماعي».

وأكد معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام أهمية المركز من أجل تعزير الإعلام ودورمختلف الوحدات الحكومية في الشراكة الاستراتيجية بين وزارة الإعلام والمركز، وهناك تعاون وتكامل بين المركز مختلف دوائر الإعلام في المؤسسات الحكومية .

وأضاف الحسني انه في الفترات الماضية أقيمت العديد من الدورات التدريبية وحلقات العمل في العديد من دوائر الإعلام في المؤسسات الحكومية، حيث تم عمل دورات مكثفة لأشخاص من المؤسسات لتأهيلهم في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، والانتقال إلى مرحلة جديدة مكملة وهي عملية التواصل الحكومي، والانتقال من دوائر إعلامية تقوم بالمهام والتخصصات إلى مركز يجمع كل هذه المؤسسات في عملية تكاملية لنقل ما يتم تحقيقه من إنجازات بصورة تكاملية تفاعلية مع المجتمع.

اكتمال المنظومة

وقال بدر بن عبدالله الهنائي مدير عام اتصالات الخدمات الحكومية: إن المركز يأتي كمكمل للمنظومة الأخذة في النمو التي تعنى باتصالات الحكومية أو التواصل الحكومي، حيث سيكون حلقة وصل بين الحكومة والمواطنين والمؤسسات الإعلامية الأخرى، كما أنه جهة مرجعية لكل دوائر الإعلام في المؤسسات الحكومية، من أجل تفعيل قنوات جديدة في التواصل مع المجتمع.

وأضاف الهنائي: يحتوي المركز على أحدث التقنيات على مستوى العالم في مجال الاستماع إلى آراء ومقترحات وملاحظات الجمهور باعتبارها تغذيةً راجعةً لوسائل الإعلام من أجل تطوير وتحسين الخدمات بما يتلاءم مع متطلبات الدولة، والمنتدى أحد أوجه التكامل بين المؤسسات الحكومية والمركز.

التجربة البريطانية والسنغافورية

وتضمن اليوم الأول من المنتدى استعراض التجربة البريطانية والسنغافورية، حيث بدأ أليكس آيكِن الرئيس التنفيذي ورئيس وحدة الاتصال الحكومي بالمملكة المتحدة بالإشادة باهتمام السلطنة بتنويع سبل التواصل بين الحكومة والمجتمع، وأكد على إيمان حكومته بالاتصال الحكومي، وتمكين المجتمع ووسائل الإعلام من الوصول للمعلومة من مصدرها لمد جسور الثقة بين أطراف الدولة، مع الاستمرار في تقييم تجربة التواصل بين فترة وأخرى لتحقيق الأهداف التطويرية.

وقال أكملت التجربة البريطانية عامها الـ100عام، موضحًا أن التواصل الحكومي في المملكة المتحدة تأسس في 1970، والذي يقوم على خطة موحدة تواصل بين الجهات، طاقم مؤهل، رقابة صارمة على التطبيق.

وقال ألاكان: إن مركز الاتصال الحكومي يجتمع يوميًا للاتفاق على ما يجب الترويج له، وكيف يتم ذلك عبر وسائل الإعلام، وأن القائم بالاتصال يجب أن يتمتع بـ4 مهارات يتمتع بها القائم بالاتصال في العصر الجديد، وهي القدرة على تحليل وتفسير البيانات، والقدرة على فهم التغير في السلوك المجتمعي والقدرة على بناء تحالفات مع المجتمع المدني وإنتاج محتوى قوي، مشيرًا إلى أن يجب تحديد أهداف التواصل الحكومي وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.

الاتصالات الحكومية

من جانبه، استعرض جانداس ديفان رئيس الاتصالات الحكومية بوزارة الاتصالات بجمهورية سنغافورة التجربة السنغافورية في الاتصال الحكومي وقال: «الاتصال الحكومي لابد أن يتجاوز فكرة التواصل الإعلامي فقط، هنالك الكثير من الأقسام والأنواع في التواصل، كما وجود قاعدة بيانات خاصة بالتفاعل المجتمعي والفئات المستهدفة هو مطلب أساسي لتحقيق فاعلية التواصل بين الأفراد والمؤسسات، وأن الشفافية والمصداقية ودقة المعلومات من خلال منصّات التواصل الاجتماعي الرسمية كفيل بتهميش أثر الشائعات وتبديدها.

وقال رئيس الاتصالات الحكومية بوزارة الاتصالات بجمهورية سنغافورة: «إن الإعلام الجديد يبني شبكات من التواصل التي يصعب التحكم بها، وهنا تظهر أهمية حضور المؤسسة الحكومية وتظهر الحاجة إلى بناء علاقتها مع المؤسسات الإعلامية». وتناولت التجربة السنغافورية استعراض نبذة عن قسم البيانات والبحوث، الذي يهدف لقياس الحملات الإعلامية والتسويقية ومدى فعاليتها في تحقيق أهداف الحكومة».

إدارة الأزمات

وقد تناول اليوم الأول من المنتدى مناقشة عدد من الممارسات والتجارب المحلية في إدارة الأزمات إعلاميا، شارك فيها عبدالله بن سالم الحجري مدير عام مساعد الشؤون الإدارية بوزارة السياحة، ومن المقدم فيصل بن سالم الحجري اللجنة الوطنية للدفاع المدني والإسعاف، بمشاركة الدكتور عبدالله بن خميس الكندي، أستاذ الصحافة المشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، حيث استعرضت الحلقة النقاشية التحديات التي تواجه المؤسسات الحكومية في تواصلها المباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والسياسة التي تقوم عليها المؤسسات للتجاوب مع الشكاوى والاقتراحات والأفكار التي ترد إليهم إلكترونيا.

وخلال الجلسة النقاشية قال المقدم فيصل بن سالم الحجري مدير المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني إن قوة التواصل الإعلامي تساهم بشكل كبير في توفير الأمن والأمان لأي دولة، كما التواصل يعزز من المشاركة المجتمعية.

وأوضح الدكتور عبدالله بن خميس الكندي أستاذ الصحافة المشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية إن الوسائل الإعلامية الجديدة خلقت طفرات إعلامية مؤثرة على الرأي العام، وإدارة الأزمة إعلاميًا هو جزء من إدارة الأزمة، لا يذهب لخلد الإعلاميين أنهم هم من يديرون الأزمة، وتخطأ بعض المؤسسات في عدم ضم وحدة العلاقات العامة إلى قمة الهرم المؤسسي، بحيث إن دوائر العلاقات العامة مسؤولة عن رسم صورة المؤسسة وينبغي وضعها في مستوى عالٍ من الهيكل التنظيمي.

وأشار الكندي إلى أنواع أدوات الاتصال التي لا تزال تتطور بمرور الوقت، الأمر الذي يحتم على المؤسسات الحكومية الاستفادة من المزايا التي توفرها هذه الأدوات بما يساهم في تحقيق أهداف التواصل الحكومي. واستعرض بعدها أثر وسائل الإعلام في تكوين الرأي العام، والفرص والتحديات التي تواجه المؤسسة في عملياتها بما يواكب المتغيرات التقنية.

وقال عبدالله بن سالم الحجري مدير عام مساعد الشؤون الإدارية بوزارة السياحة: إن مساهمة السياحة في النتاج المحلي ارتفعت إلى 3% حيث كان من المتوقع أن تصل إلى 2.8%، وتجيب الوزارة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مع جميع الاستفسارات التي تصل إلى الحسابات، حيث ساهمت الحسابات في الرد على كثير من الاستفسارات في توضيح بعض الأحداث، كما أنه صححت بعض المعلومات.

وشارك في الجلسة الثالثة «المحتوى البصري في تعزيز التواصل» كل من منى بنت سعيد العبرية مديرة دائرة الإعلام والهوية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات وحشر بن خميس المنذري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة العلامة للتسويق والسيد نصر بن بدر البوسعيدي مدير دائرة الجودة بوزارة البيئة والشؤون المناخية، الذين أكدوا على أهمية تنويع وتقوية المحتوى البصري في التواصل الاجتماع، وإبراز الجودة في المحتوى.

تجارب واستفادة

وقالت ريا بنت عبدالحميد البوسعيدية، أخصائية إعلام بوزارة التراث والثقافة: إن مثل هذه اللقاءات التي تنظمها المؤسسات الحكومية هي نوع من التواصل مع دوائر الإعلام لنقل تجارب بعضها البعض والاستفادة منها، كما أن وجود عدد من المؤثرين الإعلاميين في مختلف المؤسسات سواء كانت هذه المؤسسات حكومية أم خاصة يدعم هذه التجمعات عن طريق طرح ومناقشة القضايا الإعلامية والاستفادة من خبراتهم في شتى المجالات الإعلامية».

وقالت جيهان اللمكية من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون: «إن التواصل الحكومي يبدأ من التواصل الاجتماعي داخل المجتمع، ومع وجود مركز اتصالات الخدمات الحكومية ستكون هناك جهة ربط بين رسالة المجتمع والحكومة، ومن ثم سيكون هناك نوع من التفاعل وآلية أسرع لإيصال الرسالة، ومن ثم هذا سيسهل تقييم احتياجات المجتمع، وهذه خطوة مهمة جدًا، وأعتقد أن من أدوار المركز توعية المجتمع بأهمية وسائل التواصل الاجتماعية وأهمية استخدام هذه الحسابات بدقة وإيصال المعلومات الصحيحة».

فرصة للتعارف

وقال المعتصم بن سعيد السريري، مدير عام شؤون شركة النفط العمانية: «إن المنتدى يعتبر فرصةً حقيقةً أولًا للتعارف مع مختلف دوائر الاتصال والعلاقات العامة بين مختلف الجهات الحكومية وأيضًا القطاع الخاص لاسيما الشركات الحكومية، وهذه فرصة حقيقة للتعارف والاستفادة من خلال تبادل المعرفة وتبادل التحديات ومناقشتها، وهي فرصة لاستشفاف التجارب التي وضعت لها بصمة في هذا المجال وبالإمكان أن نتعلم منها، وأضاف: «نأمل أن تكون التجربة العمانية رائدة في مجال الاتصال الحكومي لا سيما أن الاتصال نهج مولانا -حفظه الله- فهو ليس بالشيء الغريب، وإنما هو تكملة لمشوار مولانا -حفظه الله- كما أن قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة لها دور أساسي ومهم في إيصال الرسالة الإيجابية التي نسعى لتوصيلها لكافة أطياف المجتمع بكل سلاسة».

وشهد التدشين نشر فيديو يعيد تقديم رؤية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في التواصل في عام 1975. حيث تستند رسالة ورؤية المركز على خطاب صاحب الجلالة الذي أكد فيه على أهمية توفّر الكلمة الصادقة، والخبر صحيح في صورة مشرقة، بحيث تنقل ما يدور على أرض عمان، بما يعكس الأعمال الجسام والآمال الكبار للشعب العماني» وهو الأمر الذي يعكس وظيفة مركز اتصالات الخدمات الحكومية لتأدية المهام الإعلامية والاتصالية الدقيقة التي أجملها صاحب الجلالة في خطابه.

ويواصل اليوم أعمال المنتدى بعدد من أوراق العمل والجلسات.