1142934
1142934
عمان اليوم

وضـع منهجـية متسمة بالاســـتدامة لتأسيس شباب مواكـب لعصره متمسـك بهويته

23 أكتوبر 2017
23 أكتوبر 2017

«الوطنية للشباب» تحتفي بالمجيدين من داخل السلطنة وخارجها -

كتبت: عهود الجيلانية -

أكد الدكتور راشد بن سالم الحجري رئيس اللجنة الوطنية للشباب على تميز العُماني في منافسة الطاقات العالميّة خاصة مع وجود البيئة المناسبة التي تؤمن بقدراته وتصقل مهاراته وتوجه طاقاته في مساراتها الصحيحة، مشيرا إلى أنه تم وضع توصيات لتفعيل المشاركة المجتمعية لدى الشباب ورفع مستوى التدريب وأخرى مرتبطة بالتوظيف وريادة الأعمال والصحة وجودة المعيشة لدى الشباب وتم رفعها للجهات المعنية، موضحا أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي مع ارتباط الفئة المستهدفة كثيرا بها لذا نجحت اللجنة في فتح قنوات تواصل هادفة مع الشباب في السلطنة، وترسيخ قيم المواطنة الصالحة والموروث الحضاري العماني وأخلاقيات التواصل والحوار بين فئات ومؤسسات المجتمع المختلفة.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للشباب في حديث خاص مع «عمان» حول ما مستجدات فعاليات يوم الشباب العماني وأبرز الأنشطة : نسعى في اللجنة الوطنيّة للشّباب أن نطوّر أعمالنا عامًا بعد عام، ونُعِدُّ يوم الشّباب العُماني فرصة لتقييم ما تمّ، وفي هذا العام.. نحتفي بالشّبابِ عن طريقِ تكريم نخبة منهم، تراوح عدد المنجزين المكرّمين في يوم الشّباب العُماني هذا العام 114 شابا وشابّة في مختلف المجالات، على المستويين الدّولي والإقليمي، فيما نكرِّم 23 شابًّا ومبادرة فاعلين في مجال العمل الشبابي.. كما نُكرِّم ما يزيد عن 300 شاب وشابّة من المبتعثين، من 29 جمعيّة طلابيّة في مختلف دول العالم؛ حيث سيتم الاحتفاء بيوم الشّباب العُماني هذا العام داخل وخارج السّلطنة، وقد أضفنا هذا العام منصّاتٍ حواريّة للمعرِض المصاحب ليوم الشّباب والذي يحوي أركانا متعدِّدة لمؤسسات تخدم القطاع الشبابي، بالإضافة إلى شركاتٍ طلابيّة ومبادراتٍ شبابيّة منجزين، تُعنى المنصّات باستضافةِ نماذج شبابيّة ناجحة بغرض التفاعل مع المعرض، وتعريف الزّوار على الشباب وتجاربهم وأهم قضاياهم واهتماماتهم.

كما أنّه ضمن الفعاليّات المصاحبة ليوم الشّباب جلسة شبابيّة ، بعنوان ( ثقافة استثمار أوقات الفراغ)، نستضيف فيها ممثلين من مجمع السُّلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه، ووزارة الشؤون الرياضيّة بالإضافة لوزارة التراث والثقافة وعدد من أصحاب المبادرات الشبابيّة والشباب الناجحين في استثمار أوقاتهم بما يُفيدهم.

توصيات هامة

وأشار الدكتور راشد إلى التوصيات الهامة التي خرجت بها الفترة الثانية من عمر اللجنة، فقال: من خلال عمل اللجنة واقترابها من الشّباب، واستقرائِها لاهتماماتهم، استطعنا استخلاص أبرز التوصيات، وتم رفعها للجهات المعنيّة، وقد صنّفنا التوصيات وفق أربعة مجالات، هي: توصيات متعلقة بجوانب المشاركة المجتمعية لدى الشباب، وتوصيات متعلقة بجوانب التعليم والتدريب لدى الشباب، وتوصيات متعلقة بجوانب التوظيف وريادة الأعمال لدى الشباب، وتوصيات متعلقة بجوانب الصّحة وجودة المعيشة لدى الشباب.

وعن وجود إقبال وتفاعل من قبل الشباب للمشاركة في البرامج والأنشطة والأفكار التي تطرحها اللجنة، أوضح الدكتور: يتفاوت الإقبال على المناشط والمشروعات التي تعلنها اللجنة، وذلك بتفاوت اهتمامات الشّباب، إلا أنّنا نواجه في بعض الأحيان تحديا مع الشّباب في عدم تقيّدهم بالحضور رغم تأكيدهم للحضور وتسجيلهم، وهنا يتم حجز المقعد لشاب على حساب آخرين، وللأسف لا يلتزم.

وأكد الدكتور راشد الحجري على اهتمام اللجنة بوسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: لا يمكن لأحد إغفال دور وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي، بالإضافة إلى أنّ فئتنا المستهدفة مرتبطة كثيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي، ومما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أداة من الأدوات التي من خلالها تسعى اللجنة للوصول والاقتراب من الشباب؛ لذلك ننشطها بمحتوى شبابي واستضافات تبرز النجاحات الشبابية المشرِّفة، وقد نالت اللجنة الوطنيّة للشباب جائزة روّاد التواصل الاجتماعي العرب على مستوى الوطن العربي في دورتها الثانية عن فئة الشّباب؛ لنجاحها في فتح قنوات تواصل هادفة مع الشباب في السلطنة، وترسيخ قيم المواطنة الصالحة والموروث الحضاري العماني وأخلاقيات التواصل والحوار بين فئات ومؤسسات المجتمع المختلفة، ومع ذلك حضورنا على مواقع التواصل الاجتماعي متوازٍ إلى حدٍّ ما مع حضورنا الفعلي على أرض الواقع خاصّة في مشروعاتنا وأنشطتنا.

مجالات التعاون

وأكد رئيس اللجنة الوطنية للشباب على وجود مجالات للتعاون مع القطاع الحكومي والخاص في دعم المبادرات الشبابية وتبني المشروعات، حيث تم العمل خلال الفترة الحالية على قيمتي الشراكة والتكامليّة، فقال: كل مشروعاتنا التي انطلقت حتّى الآن هي بشراكاتٍ استراتيجيّة مع مؤسسات من القطاع الحكومي أو من القطاع الخاص، فقد علمنا في مشروع تسجيل وبناء قدرات المبادرات الشبابيّة والفرق التطوعيّة مع شركة نماء القابضة، عبر مسابقة ( ويّاكم)؛ وذلك تعزيزًا للمنافسةِ بين المبادرات الشبابية، كما وقّعت اللجنة على مذكرات تعاون مع مؤسساتِ القطاع الخاص كالشركة العمانيّة القطرية للاتصالات ( أوريدو)، والمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وإنجاز عُمان، تهدف هذه التعاونات للعملِ على شراكاتٍ تخدم القطاع الشبابي، وتتبنّى الأفكار الشبابيّة كلا وفق اختصاصه.

وأضاف رئيس اللجنة الوطنية للشباب حول دورهم في توعية الشباب بالقوانين والتشريعات المتعلقة بحقوقهم: نعمل في اللجنة بمعيّة بقية المؤسسات لتوعية المجتمع بالقوانين والتشريعات؛ وذلك من خلال المشروعات المعدّة بهذا الشأن بالإضافة إلى آليّة العمل معهم والتي تعرِّف الشّباب على الطرق السليمة قانونيًّا في تنفيذ مبادراتهم وأفكارهم، وضمن المشروعات المعتمدة على التوعية بالقوانين والتشريعات مشروع (خلنا في السّليم)، وهو عبارة عن حملات إعلاميّة للتوعية بثلاثة قوانين، ابتدأنا حاليًّا بقانون المرور من خلال حملة قراري للسلامة المروريّة، ومن قبل كانت حملة ( روح القانون)، وحملة ( خلّك في السّليم).

وأضاف: هناك خطط موجهة للشباب سواء في المدارس أو الكليات والجامعات حيث نسعى للوصول للشباب في مختلف المؤسسات، ومختلف الأعمار؛ لذلك نتواصل بشكلٍ مستمر مع المؤسسات المعنيّة، ونوجِّه الدعوات للمشاركة والتفاعل مع مشروعاتنا وأنشطتنا، فالدعوة مفتوحة للشّباب (15-39) سنة، وبما أنّ طلاب المدارس والكليّات والجامعات ضمن فئتنا المستهدفة، فبلا شك كل المشروعات تعنيهم، كما أننا نكثّف وجودنا في المدارس والجامعات لتنفيذ المشروعات التوعويّة، بالإضافة لتخصيص (دوري القراءة) التابع لمشروع صناعة القرّاء لهذا العام لفئة طلاب المدارس، كما ارتكزت الزيارات الميدانيّة مؤخّرًا على مؤسسات التعليم العالي.

زيارات ميدانية

وحول تساؤل البعض عن انخفاض الزيارات الميدانية التي يقوم بها أعضاء اللجنة في المحافظات للالتقاء بالشباب، والأسباب المتعلقة بهذا الجانب، أوضح : الكثير من الزيارات التي يقوم بها أعضاء اللجنة الوطنيّة للشّباب، وموظفو أمانة سر اللجنة لا تغطّى إعلاميًّا ربّما لذلك يعتقد البعض قلّة الحضور الميداني، ورغم ذلك نحنُ لا نفوّت فرصة للالتقاء بالشباب والمشاركة معهم، وكانت لنا في هذا الصيف مشاركات مع وزارة الشؤون الرياضية في برامجها الصيفيّة، بالإضافة لقافلة أوريدو والحضور في المعارض والأنشطة الطلابيّة، واستكمالا للجهود تنظّم اللجنة مؤخّرًا زيارات ميدانيّة للمحافظات بهدف التعريف بمشروعات اللجنة وبرامجها الاستراتيجيّة، والاستفادة من الأفكار الشبابيّة في مختلف المحافظات، وقد زارت محافظة جنوب الشرقيّة ومحافظة الوسطى، ومحافظة البريمي بالإضافةِ لظفار ومحافظة جنوب الباطنة ومسندم.

وتطرق الحجري بقوله : الشباب العُماني مُبدع حيثما وجد البيئة المناسبة له، البيئة التي تحفِّز إبداعه، وتؤمن بقدراته، وتصقل مهاراته وتوجِّه طاقاته في مساراتها الصحيحة؛ وليس أدل على ذلك من أعداد المنجزين والحائزين على مراكز متقدمة دوليًّا وإقليميّا، والذين نتعرّف عليهم بشكل دوري في مختلف المحافل، فالشباب العُماني يُنافس الطاقات العالميّة.. ونحن في اللجنة الوطنيّة للشباب نكرِّم سنويًّا ما يتجاوز الـ 100 شاب وشابّة ممن أخذوا الصدارة في تنافساتٍ عالميّة في مختلف المجالات، كما أنّنا نلمس تميُّز الشّباب كلا في مجاله من خلال تعاونهم الدّائِم معنا في تنفيذِ أفكارهم؛ فمقترحات الأفكار التي نعمل عليها معهم تنم عن فكرٍ شبابي مُبدع.

ورد الحجري حول وجود تحديات أو صعوبات في الشراكة مع كافة الجهات: أغلب المؤسسات تؤمن بقدرات الشّباب وإمكانات القطاع الشّبابي، وتضع على عاتقها ضرورة المساهمة في تنميته؛ لذلك تعاوننا مستمر مع الجهات؛ وكل الجهات التي نتواصل معها أبدت استعدادا للشراكة في خدمة القطاع الشبابي، فلدينا شراكة استراتيجيّة مع وزارة الصِّحة في مشروع (الشّباب والحياة الصحيّة)، وشراكة مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في العمل على مشروعِ (يشهدون) لتوثيق التاريخ الشّفوي، ومع شركة نماء القابضة في مجال العمل التطوعي وتشجيعه عبر مسابقة (وياكم)، ومع وزارة التربيةِ والتعليم ووزارة التراثِ والثقافةِ في مشروعِ (صناعة القرّاء).

وتطرق الحجري إلى إيضاح الرؤية المستقبلية التي تسعى اللجنة إلى تحقيقها خلال الفترة الحالية، فقال: إن المنهجيّة التي أطلقتها اللجنة الوطنيّة للشّباب في حفل يوم الشباب العُماني الثالث العام الماضي، قد أعلنت الرؤية التي تطمح اللجنة إلى تحقيقها في القطاع الشبابي، وهي «شباب عماني واعٍ، مبادر، مواكب لعصره، متمسك بهويته الوطنية ومشارك في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة».

كما أنّ مسار اللجنة الوطنية للشّباب قد تحدّد وفق المنهجيّة إلى خمس سنواتٍ قادمة، مرتكِزًا على أن تكون برامج اللجنة وفق المنهجيّة متسمة بالاستدامةِ مبنيةً على التجارب السابقة، كما يجب أن تركز البرامج على توسيع الفرص والوصول لمختلف الشرائح بالإضافة إلى الشراكات والتكامل مع باقي المؤسسات في القطاعين، ونظرًا لمدة تنفيذها، فيجب أن يكون تنفيذها تدريجيًّا، لذلك أعلنت عن خمس برامج استراتيجية ينضوي تحتها 23 مشروعًا.