صحافة

بريطانيا تواجه أعنف تهديد إرهابي على الإطلاق

23 أكتوبر 2017
23 أكتوبر 2017

نشرت صحيفة «الغارديان» تقريرا على صفحتها الأولى كتبه فيكرام دوود، تحت عنوان «المملكة المتحدة تواجه أعنف تهديد إرهابي على الإطلاق» كشف فيه عن تحذير أندرو باركر، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية «إم.آي 5»، من أن بريطانيا ترى «تغيرا دراماتيكيا» في ما أسماه (الإرهاب الإسلامي). وان المزيد من الهجمات الإرهابية لا مفر منها من جانب متشددين يسعون لشن هجمات كبيرة من خلال مؤامرات عفوية يستغرق تنفيذها أياما قليلة فقط.

ونقلت الصحيفة عن باركر قوله، إن بريطانيا تعرضت «لزيادة بالغة في التهديدات الإرهابية هذا العام»، مشيرًا إلى الهجمات التي وقعت فوق جسر وستمنستر، ومانشستر، وجسر لندن، ومسجد فنسبري بارك وانفجار مترو أنفاق بارسونز جرين . وهي هجمات نفذها متشددون وأودت بحياة 36 شخصا وكانت الأكثر دموية منذ تفجيرات لندن في 7 يوليو 2005.

ووصف باركر التهديد بأنه عند أعلى وتيرة يشهدها على مدار 34 عاما من عمله في مجال المخابرات. وأضاف بأن التهديد بات أكثر تنوعًا مما علم عنه في أي وقت مضى. فهناك مؤامرات حيكت هنا في المملكة المتحدة، ومؤامرات وجهت من الخارج أيضًا، ومؤامرات على الإنترنت ومخططات معقدة وكذلك حوادث طعن بسيطة وخطط طويلة الأمد، ولكن هناك أيضًا هجمات عفوية.

وخصصت صحيفة «ديلي ميل» صفحتها الأولى لهذا الموضوع حيث كتبت لاروسا براون، محررة شؤون الدفاع والأمن، تقريرا بعنوان «رئيس المخابرات الداخلية MI5 يقول لعمالقة الويب: أوقفوا مساعدة الإرهابيين». وتقول الصحيفة إن اندرو باركر طلب من شركات الأنترنت المساعدة في وقف إراقة الدماء في شوارعنا. فالإرهابيون يستخدمون ما ينشر على الأنترنت لتعلم صناعة القنابل وغيرها من المعلومات التي تساعد على ارتكاب الجرائم.

وذكرت صحيفة «الصن» أيضا أن رئيس جهاز الاستخبارات الداخلي MI5 يطلب من شركات التكنولوجيا مثل «الأمازون» إظهار «المسؤولية الأخلاقية» لوقف الإرهاب لأنه يحذر من أن التهديد الإرهابي هو أسوأ ما رَآه في السابق. وأشارت الى تحذير باركر من صعوبة اكتشاف النشاط الإرهابي الآن أكثر من أي وقت مضى، فهناك «تغيير مفاجئ» في نوع التهديدات التي شوهدت.

وذكر باركر أن استغلال المتشددين للإنترنت في أنشطتهم قد يبطئ وتيرة ملاحقة المهاجمين. وأضاف، «تلك الوتيرة إلى جانب الطريقة التي مكن بها للمتطرفين استغلال الفضاءات الآمنة على الإنترنت يمكن أن تصعب رصد التهديدات ولا تتيح أمامنا سوى نافذة ضيقة للتحرك». وفي مقال كتبه كون كوغلين لصحيفة «الديلي تلغراف» بعنوان «كان هناك انتصار في الرقة، لكن هذا لا يعني نهاية التشدد الإسلامي»، أشار فيه إلى تصريح مدير جهاز الاستخبارات البريطانية MI5 أندرو باركر بقوله إن خطر الإرهاب ما زال قائما في بريطانيا. وأوضح أنه بالرغم من انهيار أحلام تنظيم (داعش) لإقامة دولة في العراق والشام، فإن التطرف ببساطة قد تحول من شكل إلى آخر. وقال ان باركر يعتقد أن مستوى خطر الإرهاب الذي تواجهه بريطانيا حاليا هو الأعلى منذ 34 سنة. وينحي الكاتب باللائمة في زيادة نفوذ التنظيم على دول الغرب، وفي طليعتها الولايات المتحدة التي فضل رئيسها السابق باراك أوباما قيادة جهود مكافحة تنظيم داعش عن بعد، مما مكن التنظيم من الاستيلاء على مساحات شاسعة في العراق وسوريا. ويرى أن الغرب كان مترددا في التورط في تدخل عسكري آخر، بعد تجربته في العراق وأفغانستان.

وأوضح الكاتب ان داعش فقد أراضيه وثروته ونفوذه بفقدانه مدينة الرقة في سوريا والموصل في العراق لذلك كثف المتشددون دعايتهم الإلكترونية التي ساعدتهم في عمليات التحويل إلى التطرف والإلهام بشن هجمات على المدنيين باسم الإسلام في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وأشار باركر إلى أنه لم يحدث بعد تدفق كبير للمتشددين البريطانيين العائدين من سوريا والعراق. وأكد أن بريطانيا أحبطت 20 مؤامرة خلال السنوات الأربع الماضية بينها 7 لإسلاميين متشددين في الشهور الـ7 الماضية. وأضاف أن هناك 500 عملية يقوم بها الجهاز لمتابعة 3 آلاف شخص ضالعين في أنشطة متشددة.

وكشف باركر، أن جهاز (إم.آي 5) الذي يضم قرابة 4 آلاف موظف، لا يملك الموارد الكافية لمراقبة كل شخص مثير للريبة. ويعمل الجهاز إلى جانب جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي 6)، الذي يضطلع بمهام المخابرات الخارجية.