صحافة

إعصار «أوفيليا» الأسوأ منذ خمسين عاما

23 أكتوبر 2017
23 أكتوبر 2017

تعرضت بريطانيا وإيرلندا لعاصفة عاتية عرفت باسم «إعصار أوفيليا»، الذي تسبب في إغراق البلاد في ظلام دامس، وخلف وراءه أربعة قتلى وعشرات الجرحى نتيجة سقوط الأشجار على السيارات، كما ترك نحو ربع مليون منزل بلا كهرباء، بحسب السلطات المحلية في انجلترا وايرلندا. ونشرت العديد من الصحف البريطانية صور المأساة والآثار الدرامية التي خلفها إعصار أوفيليا. ومن بينها صحيفة «مترو» التي خصصت الصفحة الأولى بالكامل لصورة قرص الشمس باللون القرمزي المحترق في كبد سماء لندن . وفي وسط قرص الشمس كتبت الصحيفة عنوانا يقول: «أكتوبر الأحمر»، في إشارة إلى الثورة البلشفية الشيوعية، بقيادة لينين وستالين وتروتسكي في أكتوبر عام 1917، التي تغلّب فيها بلاشفة روسيا على المناشفة فيها. وقالت الصحيفة إن إعصار «أوفيليا» هو الأسوأ الذي تشهده أيرلندا منذ أكثر من نصف قرن، والأسوأ في بريطانيا عموما منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتحديداً في العام 1987 عندما تسبب إعصار مماثل بمقتل 18 شخصاً.

وذكرت الصحف أن السلطات الأيرلندية وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب وأغلقت المدارس واتخذت إجراءات احترازية لحماية مواطنيها. كما تم إلغاء أكثر من 100 رحلة طيران من مختلف المطارات الأيرلندية وأصبحت البلاد في حالة شلل شبه كاملة، وتعطيل عشرات الرحلات البحرية للعبارات التي تربط موانئ أيرلندا بأماكن مختلفة من العالم والمنطقة لحين مرور العاصفة.

صحيفة «الغارديان» نشرت تقريرا كتبته نادية خوماني، أشارت فيه إلى تحول سماء بريطانيا إلى اللون الأحمر القاني، وكأنه علامة من علامات يوم القيامة. وقالت إن الخبراء يقولون إن اللون الأحمر مرتبط بظاهرة علمية، فهو بقايا إعصار أوفيليا الذي حمل معه الهواء الاستوائي والغبار من الصحراء، وأدى الغبار إلى بناء موجة من اللون الأزرق الباهت، الذي بدا مثل اللون الأحمر. وتنقل الكاتبة عن مراسل الشؤون الجوية في «بي بي سي» سايمون كينغ، قوله إن النيران التي اشتعلت في البرتغال وإسبانيا أدت دورا في تحول السماء للون الأحمر، وأضاف كينغ أن إعصار أوفيليا بدأ من منطقة أزوروس، وسار في طريقه شمالا، حاملا معه المياه من الاستواء والصحراء الإفريقية، وانتشر الغبار في الجو وارتفع عاليا في الأجواء البريطانية.  ونقلت الصحيفة عن شرطة لندن، قولها إن الغالبية العظمى من الغبار جاءت نتيجة للنيران في شبه الجزيرة الأيبيرية، التي حملها إعصار أوفيليا معه، مشيرة إلى أن الإعصار حمل معه أيضا الجو الساخن، ولهذا السبب وصلت درجة الحرارة لما فوق العشرين في عطلة نهاية الأسبوع. وذكرت صحيفة «ديلي تلجراف» ان البريطانيون استيقظوا صباح الاثنين الماضي على ظاهرة غريبة عندما شاهدوا قرص الشمس أحمر وغريبا. ونقلت عن مكتب الأرصاد الجوية إن الشمس الحمراء نتجت عن الرياح التي حملها الإعصار أوفيليا، حيث حملت معها الغبار الصحراوي الذي انعكس وانكسر في موجات أطول، مما أعطي مظهرا أحمر إلى السماء. كما ذكرت الصحيفة أن بعض المناطق أجبرت على تشغيل أضواء الشوارع في منتصف النهار بعدما حجب الغبار ضوء الشمس جزئيا.