1140926
1140926
العرب والعالم

الجيش السوري يستعيد مدينة القريتين من تنظيم «داعش»

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

اتهم إسرائيل بالتنسيق مع المجموعات الإرهابية ودعمها -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

استعاد الجيش السوري وحلفاؤه أمس السيطرة على مدينة القريتين في محافظة حمص وسط سوريا ، بعد ثلاثة أسابيع من استيلاء تنظيم (داعش) عليها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وذكرت الوكالة أن «وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة أعادت الأمن والاستقرار الى مدينة القريتين بعد القضاء على مجموعات ارهابيي داعش التي تسللت الى المدينة». وأفادت أن «وحدات الهندسة في الجيش قامت بإزالة العبوات الناسفة والألغام التي زرعها إرهابيو تنظيم داعش فى المنازل والشوارع والساحات والمؤسسات الحكومية» في المدينة. وسيطر التنظيم على المدينة الواقعة في ريف حمص الشرقي على أطراف البادية السورية، مطلع الشهر الحالي إثر شنه هجوماً مباغتاً ضد مواقع القوات السورية، بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها الطرفان على أكثر من محور في البادية. وبدأت القوات الحكومية وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان «عملية عسكرية في المنطقة في الساعات الأولى من صباح السبت» قبل أن تتمكن من السيطرة على المدينة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التقدم حصل «بعد انسحاب أكثر من مائتي عنصر من التنظيم ليلاً باتجاه مناطق البادية، بعدما أطبقت القوات النظامية حصاراً كاملاً على التلال المحيطة بالمدينة».

وسيطر التنظيم المتطرف للمرة الأولى على القريتين التي تعد رمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في وسط سوريا مطلع أغسطس 2015. وعمل إثر ذلك على تدمير دير أثري من القرن السادس ميلادي وإحراق عدد من الكنائس. ثم تمكنت القوات السورية من استعادة المدينة بدعم روسي في بداية أبريل 2016. وكان عدد سكان القريتين يقدر بنحو ثلاثين ألف شخص بينهم 900 مسيحي قبل بدء النزاع الذي تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ومني تنظيم (داعش) بخسائر ميدانية متتالية في سوريا على أيدي القوات النظامية السوري المدعومة من ايران وروسيا، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، التي تمكنت الثلاثاء من السيطرة على مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا.

ولا يزال التنظيم يسيطر حالياً على بضعة أحياء في مدينة دير الزور (شرق) وعلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق وعلى مناطق صحرواية واسعة، في موازاة احتفاظه بجيوب صغيرة في ريفي حمص وحماة (وسط) وفي درعا (جنوباً) وفي مخيم اليرموك جنوب دمشق.

في الأثناء ، اتهم الجيش السوري مسلحي المعارضة بإطلاق قذائف هاون سقطت في مناطق خالية داخل الجولان السوري المحتل، لإعطاء ذريعة لإسرائيل لقصف مواقع للجيش السوري، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية.

وقال الجيش السوري ، في بيان : « يأتي هذا الاعتداء في إطار التنسيق بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية المدعومة منها في المنطقة، بعد أن أطلق الإرهابيون، وبإيعاز من إسرائيل قذائف هاون سقطت في منطقة خالية متفق عليها داخل الأراضي المحتلة لإعطاء ذريعة للعدو الصهيوني بتنفيذ عدوانه».

وجاء في البيان إن قيادة الجيش السوري تحذر من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية ، وتحمّل إسرائيل كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك بغض النظر عن الذرائع الواهية ، التي أصبحت مفضوحة ومعروفة للجميع .

وكان مصدر عسكري سوري في محافظة القنيطرة قال :« قصفت إسرائيل أحد مواقعنا العسكرية في محيط بلدة نبع الفوار بصواريخ ، ما أدى إلى تدمير ثلاثة مدافع عيار 122مم وإصابة إثنين من المقاتلين». وأضاف أن «الصواريخ أطلقت من محيط تل ابو الندى في الجولان السوري المحتل بمحافظة القنيطرة».

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن قصف ثلاثة مواقع للمدفعية السورية ردا على إطلاق خمس قذائف صاروخية على الجزء الخاضع لسيطرة إسرائيل في هضبة الجولان . وذكرت هيئة البث الإسرائيلي ان سقوط القذائف الصاروخية لم يسفر عن وقوع إصابات أو اضرار. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه لن يسمح بأي محاولة للمساس بسيادة إسرائيل وأمن سكانها، محملا الجيش السوري مسؤولية ما يجري على أراضيه.

وواصلت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ديرالزور عمليات مكثفة ضد تنظيم «داعش» تقدمت خلالها نحو بلدة خشام بريف دير الزور الشمالي بالتوازي مع اشتباكات ضد عناصر التنظيم في حويجة صكر على الضفة الشرقية لنهر الفرات. واستهدف الجيش السوري بعدة صواريخ أرض - أرض مواقع وتحصينات الجماعات المسلحة في محور جوبر عين ترما.

من ناحية ثانية ، قال الكرملين أمس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوجان بحثا اجتماعا سيعقد أواخر الشهر الجاري في آستانة عاصمة كازاخستان بشأن الصراع السوري.

وأضاف الكرملين في بيان أن بوتين وأردوجان تحدثا خلال اتصال هاتفي عن الجهود المشتركة في إطار عملية آستانة بما يشمل إقامة «مناطق عدم التصعيد» في سوريا وعن ضرورة المزيد من التنسيق لحل الأزمة السورية.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أمس، إن موسكو ترحب بتحرير الرقة من تنظيم «داعش» وتعتبره خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة الإرهاب في سوريا. وردا على سؤال صحفي، أضاف: إننا نرحب بكل نجاح في مكافحة «داعش». وطبعا ما تم تحقيقه في الرقة، يعد خطوة كبيرة إلى الأمام. وأوضح أن موسكو تنطلق من ضرورة تطوير التعاون الوثيق والشامل في مجال مكافحة الإرهاب لتقليل ما سماه بالتداعيات غير المرغوب فيها لمثل هذه العمليات.

ونقلت وكالة (سبونتيك) عن رئيس لجنة الدفاع في (الدوما)، يوري شفيتكين قوله، ان قوات سوريا الديمقراطية «قسد» لما استطاعت تحرير مدينة الرقة لولا قتال ومشاركة الجيش السوري في العمليات التي تساندها القوات الجوية الروسية».

وأضاف شفيتكين ان «إلهاء القوى الرئيسية أي الجيش السوري وحلفائه بمعارك ثنائية مع الإرهابيين، أعطى «قسد» الأفضلية والسرعة للسيطرة على مدينة الرقة واستباق الجيش السوري بالوصول اليها».

في الوقت ، أعلن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف امس أن سبع نساء و14 طفلا روسيا عثر عليهم في النقاط الساخنة في سوريا سيعودون في القريب العاجل إلى وطنهم.

وأشاد قديروف على حسابه على «إنستجرام» بفعالية العملية التي تجري تحت إشراف مبعوث الرئيس الشيشاني إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعضو مجلس الاتحاد الروسي، زياد سبسبي، وبمساعدة القوات والشرطة العسكرية الروسية، بغية البحث عن المواطنين الروس العالقين في مناطق القتال داخل سوريا.

من جهتها ، شددت الأمم المتحدة على أهمية توفير الظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين العالقين في مدينة الرقة.

ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق قوله في إيجاز صحفي، في نيويورك، ان الوضع في الرقة «مقلق» وهناك «أكثر من 300 ألف مدني عالق في الرقة بحاجة لمساعدات إنسانية».

وكانت الأمم المتحدة أبدت منذ أيام استعدادها للذهاب إلى مدينة الرقة والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية بعد انتهاء عملية تحريرها، وفرض الأمن هناك.