1140911
1140911
العرب والعالم

آبي في الطليعة عشية الانتخابات التشريعية المبكرة باليابان

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

طوكيو - (أ ف ب): تعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حماية اليابانيين في اليوم الأخير من حملة الانتخابات التشريعية المبكرة التي هيمنت عليها تهديدات كوريا الشمالية.

وقال آبي أمام حشد في وسط اليابان تحدى الأمطار الغزيرة مع تقدم إعصار باتجاه الأرخبيل ان «التحالف الحاكم... هو القادر على حماية حياة الناس والدفاع عن أسلوب حياة سعيدة»، ملمحا بذلك إلى كوريا الشمالية التي تريد «إغراق» الأرخبيل وأطلقت صواريخها فوقه مرتين.

ووعد ابي في آخر خطاب انتخابي ألقاه في حي تجاري في طوكيو مساء امس بالضغط على كوريا الشمالية لدفعها إلى التفاوض، وقال «المطلوب دبلوماسية قوية»، متعهدا العمل لهذا الغرض مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وأضاف «علينا ألا نتراجع أمام تهديد كوريا الشمالية».

ويبدو رئيس الوزراء القومي الذي دعا إلى انتخابات مبكرة في طريقه لكسب الرهان وتولي رئاسة حكومة ثالث اقتصاد في العالم لولاية جديدة. وأشار استطلاع للرأي نشرت صحيفة «نيكاي» الاقتصادية نتائجه إلى أن تحالف الحزب الليبرالي الديمقراطي اليميني بقيادة آبي وحزب كوميتو سيفوز اليوم بحوالي 300 مقعد من أصل 465 في مجلس النواب.

ويتنافس تحالف آبي مع حزب الأمل اليميني أيضا الذي أسسته رئيسة بلدية طوكيو يوريكو كويكي التي تتمتع بشخصية قوية، والحزب الديموقراطي الدستوري (يسار الوسط) اللذين تأسسا مؤخرا. ويتوقع ان يحصل كل منهما على خمسين مقعدا.

وقالت كويكي في خطاب امس في ختام حملة قصيرة استمرت 12 يوما «يجب ألا نبقى على وضعنا القائم في السياسة المتراخية التي لم تتمكن من إجراء اصلاحات كبيرة وضرورية».

وانتهت خطب المرشحين وجولات الشاحنات الصغيرة التي تعلوها مكبرات صوت والمزينة بصور سياسيين، في الشوارع الصغيرة للأحياء السكنية تحت أمطار غزيرة ناجمة عن اقتراب إعصار يتوقع ان يضرب جزءا كبيرا من اليابان في يوم التصويت.

وسيسمح الفوز في هذه الانتخابات لابي بالبقاء في السلطة حتى 2021 اذا فاز في انتخابات رئاسة حزبه الصيف المقبل. وفي حال حدث ذلك، سيتجاوز الرقم القياسي الذي سجله رئيس وزراء ياباني في البقاء في السلطة وكان حوالى ثماني سنوات من قبل.

وراهن آبي (63 عاما) الذي يواجه فضائح مرتبطة بالمحسوبية أثرت على شعبيته، وأضعفته هزيمة تاريخية لحزبه في الانتخابات البلدية في مدينة طوكيو، على ورقة حل مجلس النواب في نهاية سبتمبر الماضي قبل عام من موعد الانتخابات.

وقد فاجأ بذلك معارضة ضعيفة ومشرذمة في محاولة لتعزيز وضعه والحصول على دعم لموقفه الحازم حيال كوريا الشمالية ولسياسة انعاش الاقتصاد المعروفة باسم «ابينوميكس».

لكن المفاجأة جاءت أيضا من كويكي التي صرحت بعد ساعات على الإعلان الرسمي عن الانتخابات المبكرة أنها ستقود حركة سياسية جديدة.

وهذه المرأة اليمينية البالغة من العمر 65 عاما كانت نجمة تلفزيونية تملك حسا عاليا للحوار والوزيرة السابقة في حكومة آبي وقومية كذلك. وقد أنعشت ساحة سياسية يابانية نبضها ضعيف وسرعت إعادة تشكيلها.

وأدى ذلك إلى تفكك أكبر أحزاب المعارضة الحزب الديمقراطي مع انتقال عدد كبير من أعضائه إلى حزب الأمل، بينما انشأ احد اهم مسؤوليه يوكيو ايدانو المدافع عن جناحه اليساري «الحزب الديمقراطي الدستوري الياباني».

لكن كويكي فقدت زخمها عندما قررت الا تترشح في الاقتراع مما يلغي احتمال توليها رئاسة الحكومة في بلد يفرض فيه الدستور ان يكون رئيس الحكومة عضوا في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب.

ويؤخذ على كويكي انها لم تعد برنامجا عمليا جدا ومختلفا عن برنامج الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم منذ 1955 بلا انقطاع تقريبا.

وفي مواجهة شيخوخة السكان وانكماش يضر بالاقتصاد منذ عامين ونمو متعثر، يشدد آبي على ما حققته سياسته الاقتصادية من زيادة في الميزانية وسياسة نقدية ثابتة في مد السوق بالسيولة.

وتقترح يوريكو كويكي ما سمته «يورينوميكس» وتوجه إلى آبي انتقادات لأنه لم يجر إصلاحات بنيوية، واعدة بتجميد خطة لزيادة رسم القيمة المضافة. وهي تختلف عنه أيضا برغبتها في وقف استخدام الطاقة النووية بعد حادث محطة فوكوشيما المفجع في 2011.

لكنها مثل آبي، تؤيد تعديل الدستور السلمي الذي أملته في 1947 الولايات المتحدة بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية وتنص المادة التاسعة منه على التخلي «إلى الأبد» عن الحرب. ويعارض الحزب الديمقراطي الدستوري ذلك.