المنوعات

«أزمنة مثيرة » يكشف تدخل القنصل البريطاني في الدولة العثمانية

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

صدر عن منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب جديد حمل عنوان «أزمنة مثيرة» لجيمس فين.

مؤلف هذا الكتاب القنصل البريطاني في بيت المقدس James Finn في الفترة (1845-1863)، أما مترجمه فهو جمال ابو غيدا الذي سبق له أن ترجم كتاب ماري اليزا روجرز « الحياة في بيوت فلسطين» الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وهو الى جانب ذلك روائي صدر له عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ومكتبة كل شيء رواية « خابية الحنين » .

يقول الدكتور جوني منصور الباحث الفلسطيني من حيفا الذي كتب مقدمة وافية للكتاب والذي يحمل عنوان «أزمنة مثيرة» – وقائع من سجلات القنصلية البريطانية في بيت المقدس (1956-1853) :

صدر هذا الكتاب في لندن عام 1878 في جزأين تألفا من 975 صفحة، فيه وصف لفلسطين في فترة دقيقة وحساسة للغاية كانت تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط عمومًا والدولة العثمانية خصوصًا، ألا وهي أزمة حرب القرم (1853 – 1856)، وهي تمثل في واقع الأمر «أزمنة مثيرة» أو أزمنة عاصفة. لكنه لم يحصر نصوصه في هذه الفترة فقط، بل تطرق إلى ما سبقها وما تبعها لاحقًا.

هذا الكتاب هو عبارة عن عملية توثيق لتدخل لا متناهٍ تقريبًا للقنصل البريطاني في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية، سواء في سنجق القدس أو خارجه، وكأن هذه المنطقة خاضعة لنفوذه القانوني. ولم يردعه أي تأنيب ضمير بالنسبة لنشاطه هذا، حيث إن ضميره وإيمانه ومعرفته الملتصقة بمهمته السياسية سهلت عليه مهامه الدينية أيضًا، والتي لم يبتعد عنها. وبموجب فهمه وإدراكه للأمور أراد تعزيز قوة العثمانيين حلفاء بريطانيا في حرب القرم لمواجهة المخطط الروسي الداعي إلى تصفية «الرجل المريض».

يتطرق جيمس فين في كتابه هذا بشكل تفصيلي إلى حالة النشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين واصفًا حالة الفقر والقلة التي عاشتها شرائح يهودية في القدس خصوصًا. ويصف زيارة الثري اليهودي البريطاني موشي مونتفيوري للقدس وبناءه حيا لليهود وطاحونة هواء ليستفيدوا منها في طحن حبوبهم، ومواقف القيادات الدينية اليهودية التقليدية المشككة بمشروع مونتفيوري. ويشير فين إلى الدور الذي لعبته وقامت به القنصلية البريطانية في القدس لصالح اليهود. ويشير أيضًا إلى حاجة اليهود إلى حماية لهم من قبل دولته التي يمثلها دبلوماسيًا، وهو بهذا يعكس اهتمامه الشخصي واهتمام دولته بهذه الشريحة السكانية لتثبيت توجهات بريطانيا المستقبلية نحو الاستعمار الفعلي في المنطقة. وأيضًا ليستفيد من نظام الامتيازات الذي اتبعته الدولة العثمانية مع الدول العظمى، وبضغط من هذه الدول لحماية مصالحها الخاصة سواء في أراضي الدولة العثمانية أو من خلالها.

ومن جانب آخر يُقدّم لنا وصفًا عن الفلاحين والظلم الذي لحق بهم من قبل زعماء العشائر والأفندية والأعيان والآغوات المُعينين أو المرضيّ عنهم من قبل الدولة العثمانية لخدمة مصالح هذه الدولة. يقع الكتاب المجلد في 1048 صفحة من القطع الكبير.