المنوعات

الكتب المدرسية الروسية تستخدم ثورة 1917 وسيلة لـ«توحيد الأمة»

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

موسكو «أ.ف.ب»: ثورة العام 1917 كانت موضع تبجيل في الحقبة السوفييتية وانتقاد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لكنها باتت تعلم الآن في المدارس الروسية بحيادية أرادها الكرملين من اجل «توحيد الأمة».

فعلى غرار الرئيس فلاديمير بوتين الذي يفخر بإرثَيْ روسيا القيصرية والسوفييتية، تمتنع الكتب الدراسية عن تفضيل معسكر على آخر.

ويوضح ليونيد كاتسفا وهو أستاذ تاريخ يبلغ التاسعة والخمسين «الكتب الحالية تروي ثورة العام 1917 بطريقة حيادية متعمدة حتى لا تهدد أحداث وقعت قبل مائة عام الوفاق الوطني الجديد».

ويواصل المؤرخ قائلا: «الكرملين يخشى كثيرا الثورات».

في الكتب المدرسية الراهنة، يُسأل التلميذ عن الأمور التي يحبها لدى البلاشفة وتلك التي لا يحبها وعليه أن يحلل ارث الحقبة السوفييتية من كتب وأفلام ولوحات ... مكرسة للثورة من خلال التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح أو أن يكتب نصا يتولى فيه دور عنصر «أحمر» أي شيوعي ثم «أبيض» وهو الاسم الذي كان يطلق على معارضي الثورة.

ويذكر كتاب دار «دورفا» للنشر رأي مؤرخين غربيين حول الثورة ويقترح أسئلة «للذين يريدون التعمق أكثر» داعيا إياهم إلى التفكير مثلا بقرار لينين منح الاستقلال لفنلندا وليس لأوكرانيا. ويشدد الكتاب نفسه على «البعد الدولي» لثورة العام 1917 مشيرا في الوقت عينه إلى فشل النموذج الاجتماعي الذي أرسته.

ويقول الأستاذ انفر عبدالييف الذي يدير مجلة نشرت على مدى 25 عاما نقاشات محتدمة حول محتوى كتب التاريخ بعد الحقبة السوفييتية إن الكتب الصادرة بعد العام 2013 «أكثر توازنا من سابقاتها فلا يتم التنكيل بالماضي السوفياتي ولا تمجيده».

في كتب التاريخ العائدة إلى الحقبة السوفياتية كان لينين يقدّم على انه بطل أبدي. وكانت صورته منتشرة في الأماكن العامة في الاتحاد السوفياتي فيما كان تلاميذ المدارس يحفظون الشعار الشهير «لينين حي إلى الأبد» المأخوذ من قصيدة لفلاديمير ماياكوفسكي.

أما لتلاميذ المدارس في التسعينات، فكان الزعيم الشيوعي مجرما مسؤولا عن «إرهاب البلاشفة الأحمر».

ومع فتح الأرشيف في نهاية الثمانينات قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي، اعتبر الكثير من المؤرخين ثورة 1917 على أنها انقلاب دام.