الاقتصادية

بـدء موسـم «الضـواغـي» لصيـد السـرديـن بـولايـة طـاقـة

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

طاقة - العمانية: يعتمد الكثير من الصيادين بولاية طاقة بمحافظة ظفار على صيد سمك السردين الذي بدأ هذه الأيام موسمًا جديدًا والمعروف بـ «الضواغي» والذي تبدأ معه آمال الصيادين بمحصول وفير يضمن لهم مدخولاً جيدًا نهاية الموسم الممتد من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل من كل عام.

وتعد مهنة صيد «السردين» او «الضواغي» (جمع ضاغية) من اهم الإيرادات الاقتصادية البحرية قديمًا في ولاية طاقة، وقد اعتمد هذا النشاط البحري كنشاط أساسي لصيد اسماك السطح في اجتماع لجنة سنن البحر بولاية طاقة مع فريق حصر تابع للمديرية العامة للثروة السمكية في شهر يونيو عام 2009م، وقد اعتمد الأهالي في الولاية على طريقة صيد الضاغية كمصدر للرزق جنبا الى جنب مع الزراعة والرعي لأن الدورة الاقتصادية للمهن الثلاث مترابطة في السردين المجفف الذي يستخدم كعلف حيواني في أشهر الصيف وسماد للزراعة كذلك.

والضاغية عبارة عن مجموعة من الصيادين تتراوح أعدادهم بين 16 الى 20 شخصا يتقدمهم الرئيس (الزعيم) وهو أكثر الصيادين خبرة وعادة تطلق الضاغية باسمه، ويحظى الرئيس بأكبر أسهم من بقية صيادي المجموعة، كما انه يمتلك الشباك وقوارب الصيد وقد استخدم لصيد اسماك السردين قديمًا مركب السنبوق المعروف في ولاية طاقة وفي السلطنة عموما في صيد اسماك السردين.

ويبدأ موسم صيد السردين عقب انتهاء موسم الخريف فلكيًا خلال الفترة من بداية شهر أكتوبر الى شهر ابريل، ويسبق الموسم تجميع عدة الضاغية وإصلاح شباك الصيد المعروف بـ(الجريف) في عملية تسمى بـ(اللكادة)، ويبدأ العمل اليومي في الضاغية من الصباح الباكر حيث يتجمع الصيادون في نقطة متعارف عليها على شاطئ البحر في انتظار إشارة الرئيس الذي يكون على متن مركب يقتفي أثر اسماك السردين ويقود المجموعة في استدراج السردين الى الفخ المنصوب.

وأوضح احمد بن سعيد المعشني رئيس لواحدة من ثلاث ضواغٍ لوكالة الأنباء العمانية أنه ما زال صيد الضاغية ينشط على الشريط الساحلي بين ولايتي طاقة وصلالة مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الصيادين في الوقت الحالي يواجهون عددًا من الصعوبات في العمل تتمثل في عدم وجود الدعم لتوفير عدة الصيد من شباك وغيرها، وكذلك عدم وجود عدد كاف من الصيادين حيث يعزف معظم شباب الولاية عن مهنة صيد السردين.

وقال ان مهنة صيد أسماك السردين تعد مهنة الأجداد وكانت مصدر عيش فئات كبيرة من السكان داعيا للحفاظ عليها، وانه لم يعد يخفى على الجميع دخول القوى العاملة الوافدة للمجال بعدما هجرها الشباب وبأجور يومية متفاهم عليها. وفي السابق كان معظم سكان ولاية طاقة يتشاركون في التحضير لموسم «الضواغي» فبعد ان يهبط السكان من رحلتهم الموسمية إلى الجبل أثناء الخريف، وبعد انكشاف سحب الأمطار والرذاذ تهدأ أمواج بحر العرب ويطمع الجميع في خيراته.

ويتذكر ثاني بن رجب المغني أحد الصيادين القدامى كيف كان يتهيأ الرجال لموسم صيد صعب حيث تكون البداية بإصلاح شباك الصيد الجريف والسياف من غصون الشجيرات المجلوبة من النجد وهي المادة المعروفة بـ «العزف» القريبة من الخوص، حيث تقوم النساء بصناعة الحبال المطلوبة في «الضاغية» وتستمر العملية عدة أشهر من موسم الخريف.

وتحضيرا للموسم يقوم البحارة باشتراط الأسهم المتفق عليها مع بقية الصيادين اذ تقسم الأسهم الى 12 سهما فيما يكون نصيب الرئيس أكثر من الجميع، وتستخدم الجمال لتحميل أسماك السردين من الشاطئ بعد ان يشترط التحميل على صاحب الجمل ويكتفي البحارة بسحب الأسماك الى الشاطئ.

ويضيف المغني ان ولاية طاقة كانت تنشط بها 12 «ضاغية» وكانت العادات في السابق تحتم على جميع الأهالي الاشتراك في الإعداد للموسم، فيقوم الأهالي بمساعدة رئيس الضاغية في عملية «اللكادة» (إصلاح الجريف والسياف) بينما يقوم الرئيس بدوره بإكرامهم بتقديم الوجبات التقليدية والتي تكون في العادة وجبة العصيدة.

وفي اليوم السابع من نجم الحوت (الموافق 9 إلى 21 من شهر أكتوبر من كل عام) ينطلق الموسم ويتم عادة توزيع محصول اليوم الأول على الأهالي في الولاية كنوع من طلب البركة لبقية الأيام.