1140168
1140168
العرب والعالم

القوات العراقية تستعيد كركوك بـ«الكامل»

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

«البشمركة» تفجر الجسر الواصل إلى أربيل -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (أ ف ب):-

استعادت القوات العراقية أمس السيطرة على التون كوبري، آخر البلدات التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية في محافظة كركوك والتي تبعد 50 كلم عن أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان.

وتهدف السلطات الاتحادية إلى إعادة نشر قواتها في جميع المناطق التي بسطت حكومة إقليم كردستان سيطرتها عليها وسط أجواء الفوضى التي نتجت عن هجوم المتشددين على شمال البلاد وغربها عام 2014.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن «وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب دخلت الى وسط ناحية التون كوبري وسط اشتباكات لكنها تمكنت من اقتحامها ورفع العلم العراقي على مبنى الناحية».

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة إن «قطع جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تعيد انتشارها وتفرض الأمن والنظام في ناحية التون كبري التابعة لمحافظة كركوك، والمدينة تحت سيطرة قواتنا الاتحادية».

من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر حمادة لفرانس برس «على بركة الله بدأت عملية فرض الأمن وإعادة انتشار قواتنا البطلة في ناحية التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك»، مضيفا «مستمرون بإعادة الانتشار وفرض السلطة الاتحادية».

وتواصلت المعارك بقذائف الهاون والأسلحة الأوتوماتيكية في المنطقة، لكن «القوات العراقية تمكنت من شن الهجوم... ورفع العلم العراقي على مقر بلدية» ألتون كوبري، بحسب ما قال مسؤول أمني لفرانس برس طلب عدم كشف هويته.

واقتحمت القوات العراقية الناحية من محورين وبُثت صور للقوات المشتركة وهي تجوب شوارع البلدة الواقعة شمال مدينة كركوك وعلى الطريق الرئيسية باتجاه أربيل، وأكد المسؤول الأمني أن «السكان استقبلوا القوات العراقية بالفرح والزغاريد».

وانسحبت القوات الكردية باتجاه مدينة أربيل، لكنها فجرت بشكل جزئي الجسر الرئيسي الذي يربط أربيل بمحافظة كركوك لإعاقة تقدم القوات العراقية ويهدف تفجير الجسر إلى وقف تقدم القوات ومنعها من الوصول إلى حاجز التفتيش الرئيسي الذي أقامته سلطات أربيل في يونيو 2014 داخل حدود كركوك الإدارية.

لكن مصدرا أمنيا آخر، أكد استمرار الاشتباكات بين القوات الاتحادية والبشمركة على أطراف البلدة.

وتتبع ناحية ألتون كوبري أو (بردى) بالكردية قضاء الدبس في محافظة كركوك، ويسكنها نحو 56 ألف مواطن من مختلف القوميات، وتضم 36 قرية على مساحة 530 كلم مربع.

ويعبر البلدة التي تبعد 45 كلم عن كركوك نهر الزاب الكبير. وهي ضمن المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 من الدستور العراقي.

وقتل خلال الاشتباكات ضابط في قوات البشمركة برتبة لواء، بحسب مصادر أمنية، وقال قائد محور جنوب كركوك في قوات البشمركة القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وستا رسول إن «المعركة في كركوك أسفرت عن استشهاد 26 مقاتلا من البشمركة وإصابة 67 آخرين بجروح».

وأعلن مسؤول محور جنوب أربيل في البشمركة كمال كركوكلي، أن الاشتباكات مستمرة مع الحشد الشعبي الذي هاجم منطقة سيراوة التي تبعد خمسة كلم شمال التون كوبري. واستغلت القوات الكردية انهيار الجيش العراقي عام 2014 لإقامة هذا الحاجز الأمني الكبير الذي يطلب من المواطنين العراقيين غير الأكراد الراغبين في الدخول إلى اربيل، الحصول على تأشيرة.

ويبدو أن القوات العراقية الاتحادية تسعى إلى إعادة القوات الكردية إلى الحاجز الأمني القديم قرب اربيل.

وشاركت أربعة أفواج من مكافحة الإرهاب ومثلها من الجيش ولواء من الشرطة الاتحادية والفرقة التاسعة في العملية، وقال المسؤول إن «أمن كركوك سيتعزز أكثر بعدما وصلت القوات الأمنية إلى ألتون كوبري».

ويأتي هذا التقدم غداة ترحيب حكومة اقليم كردستان بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي للحوار الثلاثاء بعد العملية العسكرية الواسعة واستعادة المناطق المتنازع عليها وضمنها مدينة كركوك التي كان يسيطر عليها الأكراد.

من جهتها، ناشدت المرجعية الدينة العليا في العراق، جميع الأطراف والنخب السياسية للعمل على تقوية اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي على أساس الدستور، مشددة بالوقت نفسه على تخفيف التوتر وملاحقة مثيري الفتن في المناطق المشتركة، فيما حذرت من التعاطي الانتقامي بين المكونات.

وفرضت السلطات الاتحادية هذا الأسبوع السيطرة على جميع الحقول النفطية في محافظة كركوك بعد انسحاب قوات البشمركة ما يقضي إلى حد كبير على أحلام إقليم كردستان العراق بالاستقلال.

ويمثل تقدم القوات العراقية نقطة تحول في العملية التي بدأتها الحكومة المركزية وسجلت العديد من الانتصارات ذات الرمزية المهمة والكبيرة بعد ثلاثة أسابيع على استفتاء في الإقليم حول الاستقلال بمبادرة من مسعود بارزاني الذي بات يتعرض لانتقادات حادة حتى من أطراف موالية في اربيل.