العرب والعالم

مدير السي.آي.إيه يؤكد: التدخل الروسي لم يؤثر على نتيجة انتخابات أمريكا

20 أكتوبر 2017
20 أكتوبر 2017

حذر من التقدم النووي لبيونج يانج -

واشنطن - (وكالات): قال مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) إن أجهزة المخابرات بالولايات المتحدة خلصت إلى أن التدخل الروسي لم يؤثر على نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، غير أن تصريحاته أثارت انتقاد البعض وبدا أن الوكالة نفسها تتنصل منها.

وكانت أجهزة المخابرات الأمريكية قد قالت في يناير إنها لم تجر تقييما بشكل أو بآخر على أثر الاختراق الإلكتروني الروسي والحملة الدعائية التي قامت بها موسكو، غير أن تقرير هذه الأجهزة نص على أن هدف روسيا كان محاولة تعزيز فرص فوز المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب.

وخلال حدث في واشنطن أمس الأول سئل بومبيو، العضو الجمهوري السابق في الكونجرس وحليف ترامب، عما إذا كان بإمكانه الجزم بأن نتيجة الانتخابات لم تتأثر بالتدخل الروسي فأجاب «نعم. تقييم أجهزة المخابرات هو أن التدخل الروسي الذي حدث لم يؤثر على نتيجة الانتخابات».

غير أن هذه التصريحات قوبلت بالانتقاد من جانب آدم شيف الديمقراطي البارز في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي الذي قال في بيان «شعرت بخيبة أمل بالغة حين علمت أن مدير السي.آي.إيه بومبيو أكد أن أجهزة المخابرات خلصت إلى أن التدخل الروسي في انتخاباتنا لم يؤثر على النتيجة. في الواقع، أجهزة المخابرات لم تتوصل لمثل هذه النتيجة ولا يمكنها أن تفعل».

وأضاف «هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها المدير بتصريحات تقلل من حجم ما اقترفه الروس، لكنها يجب أن تكون المرة الأخيرة»، وأصدرت وكالة المخابرات المركزية لاحقا بيانا بدا أنه يحمل تراجعا عما قاله بومبيو.

وقال دين بويد مدير مكتب الشؤون العامة في السي.آي.إيه «تقييم المخابرات فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات لم يتغير، والمدير لم يقصد أن يوحي بهذا».

ونفت روسيا مرارا ما أعلنته وكالات المخابرات الأمريكية من أنها تدخلت في الانتخابات، كما نفى ترامب أي تعاون في هذا الصدد بين حملته والمسؤولين الروس.

وتجري لجان في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين تحقيقات في الأمر وكذلك مستشار خاص هو مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق روبرت مولر. وتلقي التحقيقات بظلال على رئاسة ترامب وخاصة بعد إقالته مدير المكتب جيمس كومي في مايو .

من جهة أخرى، اكد بومبيو أن الولايات المتحدة يجب أن تتصرف كما لو ان النظام الكوري الشمالي «على وشك» الحصول على صاروخ نووي قادر على ضرب أهداف أمريكية وأن تتأكد من قدرتها على منع ذلك.

وأكد بومبيو خلال مؤتمر في واشنطن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على منع كوريا الشمالية من بلوغ أهدافها.

وعلى غرار مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر الذي كان حاضرا في المؤتمر أيضا، ذكّر بومبيو بأنّ ترامب يفضّل إعادة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات عبر الدبلوماسية أو العقوبات.

الا انه اكد ان استخدام القوة العسكرية يبقى خيارا مطروحا لمنع بيونج يانج من حيازة صواريخ نووية بعيدة المدى.

وقال بومبيو ان الكوريين الشماليين «باتوا قريبين جدا من القدرات التي يجب أن تجعلنا من وجهة نظر سياسية أمريكية نتصرف كما لو أنهم على وشك تحقيق هدفهم».

وأضاف أن الاستخبارات الأمريكية رصدت البرنامج النووي الكوري الشمالي في الماضي، إلا أن خبرات بيونج يانج الصاروخية تتطور بسرعة كبيرة ما يجعل من الصعب التكهن بما ستنتهي إليه، وتابع ان «الرئيس قال ذلك بشكل واضح. انه مستعد للتأكد من ان كيم جونغ اون لا يملك القدرة على تعريض أمريكا للخطر، وبالقوة العسكرية اذا لزم الأمر».

من جهته، قال ماكماستر في المؤتمر نفسه الذي نظمه «اتحاد الدفاع عن الديمقراطيات» انه «لدينا بعض الوقت ولكن ليس كثيرا. الرئيس كان واضحا جدا حيث انه لن يقبل بأن يُهدّد هذا النظام الولايات المتحدة بأسلحة نووية»، وأضاف «هناك من يحث على -القبول والردع-. ولكن -القبول والردع- (مبدأ) غير مقبول».

من جهة أخرى، قال بومبيو ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون يركز على البقاء في السلطة والثبات في مكانه.

وتابع ردا على سؤال عما سيحدث اذا توفي كيم فجأة «في هذا الوضع، اذا اختفى كيم جونغ-اون ونظرا لتاريخ سي آي ايه، فلن اتحدث عن ذلك»، وأضاف وسط ضحك الحضور الذي ضم كبار مسؤولي الأمن القومي «قد يعتقد البعض أن مصادفة حدثت... لكن ذلك ليس مفيدا».

ورأى بومبيو ان السياسة الأمريكية يجب أن تواجه «التحدي الدبلوماسي والاقتصادي الذي يشكله نظام كوريا الشمالية»، من أجل اقناع كيم جونغ-اون بالتراجع عن تهديده النووي للولايات المتحدة.

وقال ان «مهمة كيم جونغ-اون تتلخص بالبقاء في السلطة»، وأضاف انه يساهم في احياء المهمات الميدانية لوكالة الاستخبارات المركزية، مؤكدا «سنصبح وكالة شريرة أكثر بكثير».