1139524
1139524
العرب والعالم

واشنطن تطالب أي حكومة وحدة وطنية فلسطينية الاعتراف بإسرائيل ونزع أسلحة حماس

19 أكتوبر 2017
19 أكتوبر 2017

فتح وحماس تعتبرانه تدخلا سافرا -

القدس- غزة (وكالات ): طالبت الولايات المتحدة الأمريكية أمس أي حكومة وحدة فلسطينية يمكن أن تشكلها حركتا فتح وحماس أن تعترف بإسرائيل وتنزع سلاح الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك في أول رد فعل أمريكي واضح على اتفاق المصالحة بين الحركتين الأسبوع الماضي.

إلا أن حركة حماس رفضت هذه الشروط واصفة إياها بـ«التدخل السافر» في الشؤون الفلسطينية، دون أن تقول إن كانت ستلتزم بأحد هذه المطالب.

وصرح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات في بيان ان «الولايات المتحدة تؤكد من جديد أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية (للشرق الأوسط) ألا وهي أن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع السلاح والالتزام بالمفاوضات السلمية».

وأضاف جرينبلات في بيان نشرته القنصلية الأمريكية في القدس انه «إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية».

وأشار جرينبلات إلى أنه «يتفق جميع الأطراف أنه من الضروري أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تسلم زمام مسؤولياتها المدنية والأمنية الكاملة وبشكل حقيقي ودون معوقات في غزة، وأن نعمل سويًا لتحسين الحالة الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك».

من جهتها رفض مسؤول في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الموقف الأمريكي من اتفاق المصالحة الأخير مع حركة «حماس». وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه «ليس من صلاحيات أي حكومة فلسطينية الاعتراف بإسرائيل من عدمه؛ لأن الذي اعترف بإسرائيل هي منظمة التحرير صاحبة الولاية على الملف السياسي الفلسطيني».

وأضاف الفتياني: إن أي موقف يطالب حزبًا سياسيًا فلسطينيًا بعينه الاعتراف بإسرائيل أو نزع سلاحه «هو تدخل مرفوض في الشأن الفلسطيني الداخلي».

وذكر أن «حماس مثل فتح مثل الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، وهي من مكونات الشعب الفلسطيني وليس مطلوبا منها أن تعترف بإسرائيل أو غيرها من الدول لأن الاعترافات المتبادلة تتم على مستوى الدول وليس الأحزاب».

وشدد الفتياني على أن «شروط الرباعية الدولية إذا كانت تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني ومصلحته الوطنية يتم التعاطي معها فلسطينيا وإلا فإننا نرفضها».

ونبه إلى أن «المصالحة تستهدف تعزيز المشروع الوطني الفلسطيني لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وحول مسار تحقيق المصالحة، أكد قيادي فتح أن «الأجواء إيجابية ، وهناك تقدم مستمر في تمكين حكومة الوفاق من استلام مهامها في قطاع غزة وفق الجداول الزمنية التي تضمنها اتفاق القاهرة ، وفتح تدعم ذلك انطلاقا من أنه لا سبيل أمامنا إلا إنجاح تحقيق المصالحة».

وشهد قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة وصول نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو ووزير التربية والتعليم صبري صيدم إلى جانب وفود حكومية قادمة من الضفة الغربية.

وقررت حكومة الوفاق المشكلة منذ ثلاثة أعوام، قبل يومين عقد اجتماعاتها الأسبوعية بشكل دوري بين الضفة الغربية وقطاع غزة ابتداءً من الأسبوع القادم.

وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني شخص.

ولا يتم امداد سكان القطاع سوى ببضع ساعات من الكهرباء يوميا في حين ان مستويات التلوث والباحثين عن عمل مرتفعة.

ومن شان تولي حكومة السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة ان يساعد في تخفيف الحصار وفتح باب التمويل الدولي لتطوير البنية التحتية المشلولة.

وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حركة حماس «منظمة ارهابية»، وتطالب دائما بتخليها عن الكفاح المسلح ضد الدولة العبرية والاعتراف بإسرائيل.

من جهتها، اعتبرت حركة حماس ان مطالب جرينبلات تشكل «تدخلا سافرا» بالشأن الفلسطيني.

وقال القيادي في الحركة باسم نعيم لوكالة فرانس برس «هذا تدخل سافر بالشأن الفلسطيني لأنه من حق الشعب الفلسطيني ان يختار حكومته حسب مصالحه الاستراتيجية العليا».

وأضاف نعيم ان «بيان جرينبلات يشكل انتكاسة لتصريحاته السابقة التي يدعم فيها المصالحة الفلسطينية» مؤكدا ان البيان جاء « بضغط من حكومة (رئيس وزراء اسرائيل بنيامين) نتانياهو المتطرفة اليمينية ويتناغم مع بيان نتانياهو قبل يومين». وتوصلت حركتا فتح وحماس إلى اتفاق مصالحة تاريخي الأسبوع الماضي من المفترض ان ينهي عقدا من القطيعة بينهما، فقد وقعت حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومقرها الضفة الغربية، وحماس التي تدير قطاع غزة، اتفاق المصالحة برعاية مصرية في القاهرة الخميس الماضي.

وبموجب هذا الاتفاق يفترض ان تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر.

وسيسعى الطرفان أيضا إلى تشكيل حكومة وحدة بينما يمكن لحماس ان تنضم في نهاية المطاف إلى منظمة التحرير الفلسطينية- الشريك التفاوضي الرئيسي لإسرائيل في محادثات السلام.

وليس هناك ما يشير إلى ان حماس التي خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل منذ العام 2008 ستحل جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.