1139460
1139460
العرب والعالم

50 قتيلا في هجوم انتحاري لـ«طالبان» على قاعدة عسكرية بـ«قندهار»

19 أكتوبر 2017
19 أكتوبر 2017

باكستان تقيم سياجا على حدودها مع أفغانستان -

قندهار (أفغانستان)- (أ ف ب): شنت حركة طالبان أمس هجومين منفصلين استهدفا منشآت أمنية أفغانية وأسفرا عن مقتل عشرات الجنود أمس، في آخر حلقة من سلسلة اعتداءات دامية وقعت هذا الأسبوع وقُتل على إثرها أكثر من 120 شخصا وسلطت الأضواء على هشاشة الوضع الأمني في أفغانستان.

وفي الساعات الأولى من أمس، استهدف هجوم انتحاري تبنته حركة طالبان قاعدة عسكرية في تشاشمو بولاية قندهار (جنوب) قتل على اثره 50 جنديا على الأقل، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.

وأشارت الوزارة إلى أن جنديين فقط نجيا دون التعرض إلى إصابات جراء الهجوم، مضيفة أن تسعة جنود أصيبوا بجروح فيما فُقِد ستة.

وأضافت أن عشرة متمردين لقوا حتفهم خلال العملية، وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال دولت وزيري لوكالة فرانس برس إن المهاجمين فجروا عربة واحدة على الأقل مفخخة من طراز «هامفي» عند مدخل المجمع قبل أن يدمروه بالكامل، وأوضح «لم يتبق شيء من القاعدة العسكرية للأسف . لقد أحرقوا كل ما في الداخل».

من جهته، أفاد متحدث باسم القوات الأمريكية في كابول أنها شنت ضربة جوية خلال عملية لمكافحة الإرهاب أمس في منطقة مايفاند حيث وقع الهجوم. إلا أنه لم يوضح إن كان الهدف هو المتمردين في القاعدة.

وتبنت حركة طالبان الهجوم حيث أفادت في رسالة إلى الصحفيين أن جميع العناصر الـ60 الذين كانوا بالداخل قتلوا.

من جهته، قال وزيري «أرسلنا وفدا لتقييم الوضع»، مؤكدا أن الجيش الأفغاني يسيطر على القاعدة.

وأكد مصدر أمني أفغاني لوكالة فرانس برس أنه تم نقل الضحايا إلى المستشفى العسكري في قندهار.

وفي عملية أخرى أمس، حاصر مسلحون مقرا للشرطة في ولاية غزنة في جنوب شرق أفغانستان، في ثاني هجوم على الموقع ذاته هذا الأسبوع. وأفاد قائد شرطة الولاية محمد زمان أن ضربات جوية شُنَّت على الموقع لدعم الشرطة خلال العملية التي أسفرت عن مقتل عنصري أمن حتى الآن، فيما لم يصدر أي تأكيد من القوات الأمريكية بعد. وأسفر هجوم آخر على المقر ذاته وقع يوم الثلاثاء الماضي عن مقتل 20 شخصا وإصابة 46 بجروح.

وترفع اعتداءات أمس عدد الهجمات الانتحارية وباستخدام الأسلحة النارية التي استهدفت المنشآت العسكرية هذا الأسبوع إلى أربعة تجاوزت حصيلة قتلاها الـ120، بينهم عناصر أمن ومدنيين.

وفي ثلاثة من الاعتداءات التي وقعت هذا الأسبوع، استخدم عناصر طالبان عربات هامفي مفخخة للقيام بتفجيرات قبل دخول أهدافهم.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من العام الجاري بأن بلاده لن تتخل عن أفغانستان.

ولكن حركة طالبان أشارت إلى أن الهجمات الأخيرة هي بمثابة «رسالة واضحة للأمريكيين ولحكومة كابول مفادها أنهم لن يخيفونا باستراتيجيتهم المزعومة».

وقال المتحدث باسم الحركة قاري يوسف حمدي لوكالة فرانس برس «نحقق انتصارات على كل الجبهات».

وأضاف «تم تلقين درس للأعداء الذين اعتقدوا أنهم أخافونا عبر استراتيجية ترامب الجديدة».

وزادت خسائر قوات الأمن الأفغانية في معاركها ضد المتمردين منذ انسحبت القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي من أفغانستان أواخر العام 2014.

وارتفعت حصيلة الضحايا بنسبة 35% عام 2016 حيث قتل 6800 جندي وشرطي، بحسب هيئة «التفتيش العام حول إعادة إعمار أفغانستان» (سيغار) الأمريكية.

وشن المتمردون اعتداءات أكثر تعقيدا ضد قوات الأمن عام 2017، حيث كشفت «سيغار» أن عدد ضحايا القوات الأفغانية منذ بداية العام «مرتفع لدرجة صادمة».

وتضمنت الاعتداءات هجوما على المستشفى العسكري في كابول في مارس حيث قتل ما يقارب من 100 شخص وآخر على قاعدة في مزار شريف في أبريل أسفر عن مقتل 144 شخصا. وتسببت الهجمات، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفساد وعمليات الفرار من صفوف القوات الأمنية، بتراجع معنويات المنتسبين إليها.

وتأتي هجمات هذا الأسبوع مع اقتراب انتهاء فصل القتال الصيفي، حينما يكثف المسلحون عادة عملياتهم في أنحاء أفغانستان.

وبدأت بعد ساعات من ضربات شنتها طائرات أمريكية دون طيار على منطقة القبائل قرب الحدود مع باكستان حيث قتل أكثر من 20 مسلحا، بحسب مصادر ومسؤولين محليين.

وأسفرت هجمات الثلاثاء الماضي وحدها عن مقتل 80 شخصا وإصابة نحو 300 في أكثر يوم دموية تشهده أفغانستان منذ حوالى خمسة أشهر.

وكان الأكثر دموية بين اعتداءي الثلاثاء الماضي هو ذاك الذي استهدف مجمعا للشرطة في مدينة غارديز بولاية باكتيا حيث فجر مسلحون من طالبان متنكرين بزي الشرطة ثلاث عربات مفخخة، بينهم شاحنة وهامفي، لإفساح المجال لـ11 مقاتلا للدخول.

وقتل 60 شخصا على الأقل، بينهم قائد شرطة ولاية باكتيا توريالي عبداني ومدنيين كانوا بانتظار الحصول على وثائق فيما أصيب أكثر من 230.

وأفاد تقييم صادر عن «سيغار» في وقت سابق من العام الجاري أن القوات الافغانية تسيطر حاليا على 59,7% من أفغانستان، مقابل 57,2% في الربع السابق. ولكن مناطق سيطرة أو نفوذ طالبان وغيرها من المجموعات المتمردة ازدادت قليلا كذلك من نحو 10% إلى 11,1%.

من جهة أخرى، بدأت باكستان إقامة سياج على طول حدودها مع أفغانستان وذلك في إطار التصدي للمجموعات المتطرفة الناشطة في المنطقة.

ونظم جيش باكستان أمس الأول زيارة نادرة لمجموعة من الصحفيين الأجانب إلى الحدود لعرض التقدم المحرز منذ مارس 2017 حين اعلن عن إقامة السياج.

وتم مد السياج المدعم بالاسلاك الشائكة ويبلغ ارتفاعه ثلاثة امتار حتى الآن على مسافة 43 كلم تقريبا في المناطق القبلية الجبلية في ولايتي وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية.

والغرض من السياج منع المجموعات المسلحة المتطرفة على غرار حركة طالبان وتنظيم القاعدة من التحرك بحرية بين البلدين كما اعتادا في السنوات الأخيرة.

وقال ضابط كبير في حصن حمزة بانغور ادا في وزيرستان الجنوبية: ان تشييد السياج يشكل «تغييرا تاريخيا» في مجال مراقبة الحدود.

وأكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته «لن يكون هناك شبر واحد من الحدود الدولية من دون مراقبة بحلول ديسمبر 2018»، واضاف «حين ننهي تشييد السياج ان شاء الله، سنكون متأكدين من ان احدا لا يمكنه العبور».

وعلاوة على العساكر المنتشرين على التلال لمراقبة الجانب الآخر من رسم الحدود، يستخدم الجيش الباكستاني كاميرات مسلطة على السياج التي تبقى مضاءة ليلا بفضل ألواح طاقة شمسية.

وتفصل البلدان حدود بطول 2400 كلم رسمها المستعمرون البريطانيون في 1896 وتحتج كابول عليها. ويتبادل البلدان الاتهام بإيواء قواعد لمتمردين في البلدين يتم منها التخطيط لاعتداءات دامية.

كما أن الحدود تشكل تاريخيا مجالا للكثير من التهريب.

ولا تولي قبائل الباشتون المحلية تقليديا أهمية تذكر للحدود خصوصا وان العديد من القرى مقامة على جانبي الحدود مع منازل يكون لها أحيانا باب يفتح على باكستان وآخر على أفغانستان. وكانت المراقبة على الحدود شبه منعدمة حتى تعزيزها مؤخرا من سلطات باكستان.