1139623
1139623
العرب والعالم

توترات جديدة بين «أنصارالله»وصالح في صنعاء ومساع لاجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان التحالف

19 أكتوبر 2017
19 أكتوبر 2017

الحكومة اليمنية والأمم المتحدة تبحثان رفع المعاناة عن اليمنيين وإيصال المساعدات الإنسانية -

صنعاء- «عمان»-جمال مجاهد-(وكالات) -

عادت التوترات لتخيم على العلاقة بين «أنصارالله» المسيطرين على العاصمة اليمنية وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في ظل تبادل الجانبين للاتهامات بعرقلة الاتفاق السياسي بينهما.

والطرفان ممثلان في حكومة في صنعاء غير معترف بها دوليا، ووجه حزب «المؤتمر الشعبي العام» بقيادة صالح أمس رسالة الى المكتب السياسي في جماعة «أنصار الله» يشكو فيها من «حملات الاستهداف التي تطال قياداته وكوادره».وقال في الرسالة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس ان بعض ممثليه في الحكومة، وبينهم «وزراء» الصحة والتعليم العالي والأوقاف والإرشاد، تعرضوا «للإهانة» على ايدي قياديين من جماعة «أنصارالله»، وأرفق الرسالة بأسماء 44 شخصا رأى الحزب انهم «يسيئون» الى صالح. واعتبر الحزب ان هذه الإساءات «مؤشرات واضحة ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين لاستمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة، والاستحواذ»، مؤكدا انه «لن يقبل بشراكة صورية».من جهته، رد رئيس المكتب السياسي ل»أنصارالله» صالح الصماد على الرسالة متهما شخصيات مقربة من صالح «بتلقي أموال» من فريق الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي «لأجل شق الصف» بين الحليفين.

وتابع في رسالة «أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي الأعلى والحكومة ونحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الإصلاحات».وظهرت أول بوادر الانشقاق بين الحليفين في ‏أغسطس الماضي حين تبادلا الاتهامات ب»الخيانة»، قبل أن يقتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح ومسلحان من «أنصارالله»في اشتباكات غير مسبوقة بين الطرفين في صنعاء.

لكن الرئيس اليمني السابق أعلن بعد نحو أسبوع ان تحالفه مع «أنصارالله»مر بأزمة ثقة بعدما خشي الحوثيون من إمكانية الانقلاب عليهم، قبل أن تبدد هذه المخاوف عبر رسائل تطمينية.

من جانب آخر صرحت مصادر دبلوماسية في الرياض، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بأن اتصالات جرت مؤخرا بين دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «قد تؤدي إلى عقد اجتماع مشترك لوزراء خارجية ورؤساء الأركان في هذه الدول في الرياض الأسبوع المقبل».وسيهدف الاجتماع إلى البحث في تداعيات تقرير للأمم المتحدة يحمل التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية مقتل وإصابة 683 طفلا في اليمن.

وتشير المصادر إلى أن الاجتماع، في حال انعقاده، سيضع خطة مشتركة للتحرك على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري.

وتهدف الخطة إلى إيضاح حقيقة موقف دول التحالف والتركيز على أهمية إضفاء صدقية كاملة على التقارير الدولية بحيث تكون مستندة إلى مصادر موثوقة، إلى جانب تشديد الرقابة على العمليات العسكرية وخاصة الخروقات التي كثيرا ما يلجأ إليها «أنصارالله» وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. من جانبه أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير خالد اليماني، استعداد الحكومة اليمنية العمل على تذليل كافة الصعوبات التي تواجه عمل منظّمات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني والإغاثي من أجل إنجاح جهودها. واستعرض اليماني خلال لقائه، أمس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، الجهود المشتركة بين الحكومة اليمنية ومكتب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة وسبل تطويرها لما من شأنه رفع المعاناة عن كافة أبناء الشعب اليمني والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في كافة المدن والمحافظات، والعمل معاً على تجاوز العقبات التي تعيق تلك الجهود.

وأكد اليماني، ترحيب الحكومة اليمنية بالزيارة المرتقبة لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة الطارئة إلى اليمن.

من جانب آخر، التقى السفير خالد اليماني مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والممثّل الخاص بالأطفال والنزاعات المسلّحة فرجينيا جامبا.

وخلال اللقاء جدّد اليماني رؤية الحكومة اليمنية حول أهمية تفعيل الخطة التي وقّعتها الحكومة اليمنية مع الأمم المتحدة «اليونيسيف» في مايو 2014 لوضع حد لتجنيد الأطفال خاصةً في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلّحين حيث يقوم المسلّحون بإرسال الأطفال إلى محارق الموت بدلاً من المدارس في انتهاك خطير للمبادئ والقوانين الدولية والعبث بمستقبل هذه الأجيال. وشدّد اليماني على أهمية التواصل المستمر مع الحكومة، واستعداد الحكومة للجلوس للتشاور حول تقرير الأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلّح ومراجعه مضامينه والمعلومات الواردة فيه.

وأكد اعتراض الحكومة اليمنية على الأرقام الواردة في التقرير لأن مصادرها تعود إلى منظّمات محلية تعمل مع المسلّحين. وأشار إلى استعداد البعثة لترتيب زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والممثّل الخاص بالأطفال والنزاعات المسلّحة إلى عدن للقاء بالمسؤولين في الحكومة وبحث برامج التعاون بين الحكومة والأمم المتحدة لإبقاء الأطفال بعيداً عن النزاع.

ميدانيا:أفادت وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» بأن «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» أطلقت أمس صاروخ نوع «زلزال 2» على تجمّعات للقوات الموالية للشرعية في كهبوب في محافظة لحج «جنوب اليمن».وأوضحت الوكالة على لسان مصدر عسكري أنه تم استهداف تجمّعات القوات جنوب مدرسة النابية في كهبوب بصاروخ «زلزال 2» محقّقاً إصابات مباشرة. إلى ذلك شنّ طيران التحالف أربع غارات على منطقة الجعملة بمديرية مجز في محافظة صعدة «شمال اليمن».