1139455
1139455
المنوعات

مقاهي الحيوانات الأليفة تتيح لسكان المدن فرصة العودة إلى الطبيعة

19 أكتوبر 2017
19 أكتوبر 2017

طوكيو، «د.ب.أ»: يحب موتوهيرو ميزوهارا طيور البوم، ولكن ليس من نوعية البوم الذي يطير محلقًا في ظلام الليل، بل من نوعية البوم الذي يجلس على مسند مقعده ويتركه يربت على ريشه الناعم.

ويقول ميزوهارا: «إن طيور البوم على الأرجح ليست لطيفة مثل هذا الطائر هنا». وقام ميزوهارا بتأسيس مقهى «هوت هوت» بالعاصمة اليابانية طوكيو، حيث يستطيع الزبائن الحضور وتناول الكعك مع مداعبة طيور البوم الأليفة التي يربيها ميزوهارا في المقهى.

وأصبحت مقاهي الحيوانات موضة في اليابان في الوقت الحالي، حيث صارت هناك مقاهي لمختلف أنواع الحيوانات مثل القطط والأرانب والكلاب والثعابين، بل ومؤخرًا أصبحت هناك مقاهي للخنازير أيضًا.

ويقول ميزوهارا: إن «معظم الزبائن يرغبون في التقاط الصور مع البوم من أجل وضعها على موقع إنستجرام للصور على الانترنت»، ويمتلك ميزوهارا سبع بومات نشأت كلها في حياة الأسر.

وذكر ميزوهارا أن «قرابة نصف زبائننا يحضرون من الخارج، حيث يأتي معظمهم من الولايات المتحدة وأوروبا».

وأضاف: «في بلادهم، لا يستطيعون على الأرجح أن يشاهدوا البوم عن قرب»، ولكن في اليابان، لا توجد مشكلة في الاحتفاظ بمثل هذه الطيور الضارية في المقاهي»، مشيرًا إلى أنه يعرف بوجود عشرين مقهى أخرى على الأقل لهواة البوم في طوكيو.

وتقول إحدى زبائن المقهى، وهي امرأة شابة جاءت برفقة زوجها، وهي تمد أصبعها لتلمس البومة في رفق: «إنها طيور لطيفة للغاية».

ويقول الذين يعرفون هذا الاتجاه السائد إنه يروق ليس فقط للفضوليين أو للأشخاص غريبي الأطوار، بل أنه يجتذب اليابانيين الذين يبحثون عن الراحة والاسترخاء من عناء الحياة اليومية.

وفي حين أن الكلاب والقطط تعتبر من الحيوانات الأليفة الشائعة في اليابان، إلا أن الكثيرين لا يمكنهم الاحتفاظ بها لأنه لا يسمح بمثل هذه الحيوانات في الشقق السكنية المستأجرة، علاوة على أن كثيرًا من اليابانيين ليس لديهم الوقت الكافي للاعتناء بحيوان أليف.

وفي مقهى ميزوهارا، يستطيع الزبائن قضاء ما يصل إلى ساعة مع البوم. وفي فترة بعد الظهر، عادة ما يرابط البوم على المنصات المخصصة له داخل المقهى، وبين الحين والآخر، فإنها ترفرف بأجنحتها وسط المقاعد والمناضد، أو تحلق لمسافة قصيرة أمام باب المطبخ داخل المقهى.

ويقول ميزوهارا: «على غرار البشر تمامًا، فإن البوم لا تشعر بالارتياح عندما يلمسها أشخاص غرباء، ولذلك فإننا نطلب من الزبائن بأن يكتفوا بلمس ريشها بأصابعهم، وعدم لمس بطونها، فإنها لا تحب ذلك وتشعر بالغضب».

وفي وقت تناول الطعام، يقيد ميزوهارا البوم في أعمدة خشبية، ويطعمها عظام السمان وأحشائها وغير ذلك، كما يسمح للزبائن بإطعام الطيور بناء على طلبهم. وأضاف ميزوهارا أنه إذا رغبت أحد طيور البوم في قضاء حاجتها، فإنها تفعل ذلك أمام زبائن المقهى، ولكن ذلك لا يزعج أحدا، موضحًا أن فضلات البوم ليست لها رائحة ومن السهل تنظيفها.

ويؤكد ميزوهارا أن معظم الزبائن يحبون المقهى، ومن بينهم الأطفال. وتقول مراكز الدفاع عن حقوق الحيوان إنها تلقت شكاوى من أشخاص يقولون إن الحيوانات في مثل هذه النوعية من المقاهي لا تلقى معاملة جيدة.

وفي أحد هذه المقاهى، يتم تقييد طيور البوم بحيث لا تستطيع التحليق بعيدا عندما يقوم الزبائن بإخافتها. ويقول آخرون إنه ليس من الأخلاق الاحتفاظ بطيور البوم داخل المقاهي من الأساس. كما سبق توجيه اتهامات إلى ميزوهارا نفسه بالتعذيب. ويقول ميزوهارا: «هؤلاء الأشخاص يعتقدون إننا نسرق البوم من الغابات، ولكن هذه الطيور في الحقيقة نشأت في الأسر كطيور أليفة، ولن تستطيع الحياة بمفردها في الغابة».

وفي حين أنه سمع بحدوث مشكلات بين هواة تربية البوم، إلا أن ميزوهارا يؤكد أنه كان يذهب بنفسه لاختيار طيور البوم التي يعتزم تربيتها في المقهى. وأضاف، وهو يداعب ريش إحدى بوماته الأليفة، أن جميع الطيور لديه في حالة جيدة للغاية.