العرب والعالم

حكومة إقليم كردستان ترحب بدعوة العبادي لحل الأزمة بالحوار

19 أكتوبر 2017
19 أكتوبر 2017

مجلس الأمن يناشد أطراف النزاع بحوار بنّاء لخفض التصعيد -

عواصم ـ عمان ـ جبار الربيعي-(وكالات) -

رحبت حكومة إقليم كردستان بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للحوار بعد العملية العسكرية الواسعة للجيش العراقي واستعادته المناطق المتنازع عليها وضمنها مدينة كركوك التي كان يسيطر عليها الأكراد.

وأوضح بيان صادر عن حكومة الإقليم أمس أن «مجلس الوزراء رحب بـمبادرة حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الاتحادي الفيدرالي؛ لبدء الحوار مع حكومة الإقليم من أجل حل القضايا العالقة وفق الدستور، وضمن مبدأي الشراكة والتوافق».

من جانبه دعا مجلس الأمن أطراف النزاع في شمال العراق لخفض حدة التصعيد فيما بينها.

وناشدت الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن «جميع المعنيين بالتخلي عن التهديدات والعنف والمشاركة في حوار بناء لخفض التصعيد».

جاء ذلك في بيان صادر بالإجماع عن مجلس الأمن الليلة قبل الماضية في نيويورك. وشدد البيان على أنه من المهم الحفاظ على سيادة العراق و وحدة أراضيه وأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن لأطراف النزاع من خلاله الدفاع عن أرضهم ضد مسلحي تنظيم «داعش».

يشار إلى أن كلا من الأكراد والحكومة المركزية في بغداد حلفاء مهمين للغرب في مواجهة تنظيم «داعش».

من جانبها نقلت صحيفة حريت أمس عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن بلاده قد تغلق الحدود مع شمال العراق «في أي لحظة» وذلك بعد أن أغلقت مجالها الجوي مع المنطقة مكررا التهديد الذي وجهه للمرة الأولى بعد أن صوت الأكراد في استفتاء على استقلال منطقتهم.

ومعبر الخابور هو المعبر الرئيسي بين تركيا ومنطقة كردستان شبه المستقلة بشمال العراق.

وتخشى تركيا التي تكافح تمردا بدأ قبل ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا الذي أغلب سكانه من الأكراد أن يؤدي قيام دولة كردية على حدودها لتأجيج النزعة الانفصالية في الداخل.

من جانب آخر كشفت وزارة الداخلية العراقية أمس أن القوات الاتحادية متمركزة بمواقعها ولا يوجد أي انسحاب، مؤكدة أن الوضع الأمني في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد والإقليم مستقر.

وقال مستشار الوزارة وهاب الطائي في بيان له إن «قواتنا الأمنية في مواقعها متمركزة ولا يوجد انسحاب من جانب قطعاتنا سواء كانوا في قوات الشرطة الاتحادية أو الرد السريع أو جهاز مكافحة الإرهاب أو في الجيش»، مبينا أنه «في اتصال مع قائد شرطة كركوك أكد أن الوضع مستقر ومراكز الشرطة وكل الأجهزة الأمنية تعمل بشكل طبيعي جدا»، واعتبر الطائي أن «ما تقوم به بعض وسائل الإعلام المغرضة ماهي إلا محاولات بائسة للتأثير على عزيمة أبطال العراق أو إرباك الشارع العراقي»، مشيرا إلى أن «قواتنا وأجهزتنا الأمنية هي لحماية المواطنين دون استثناء وفرض الأمن في كل المناطق التي تتواجد بها»، وتابع قائلا «ثروات الشعب العراقي هي بأيد أمنية وشجاعة»، موضحا أن «هذه القوات تنفذ أوامر القائد العام رئيس الوزراء للحفاظ على أرواح وثروات العراقيين». في حين نفى مجلس أمن إقليم كردستان العراق، ما تم تداولته بعض الصفحات والمواقع بوجود مخاطر على عاصمة الإقليم، أربيل.

وقال المجلس في بيان: إن «بعض المواقع والصفحات تنشر أنه هناك خطر على مدينة أربيل، حيث إننا نطمئن أهالي أربيل بأن مدينتهم بأمان ولا تواجه أي مخاطر عليها ولم تتحرك أي قوة عسكرية باتجاه أربيل»، وأشار البيان إلى أن «قوات البشمركة الكردية في حالة استعداد لمواجهة أي حالة طارئة»، مؤكدا أن «المحاولات الدبلوماسية قطعت شوطا جيدا لمعاجلة الأزمة الحالية».

ودعا البيان أهالي أربيل إلى «مساعدة النازحين القادمين من محافظة كركوك»، معتبرا أن «ما حصل لا يمكن أن يقلل من عزيمة وإصرار شعبنا». بدوره، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيرة، أن توقعاتهم لنتائج الاستفتاء الذي أجري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، كانت «خاطئة»، مبينا أن القادة الميدانيين اتفقوا مع الجيش العراقي وانسحبوا دون علم الحزب أو القيادة الكردية.

وقال بيرة خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب في عاصمة الإقليم أربيل: إن «القادة الميدانيين اتفقوا مع الجيش العراقي على الانسحاب، خوفا من اندلاع معارك، قد تحول كركوك أشبه بمدينة الموصل أو سنجار»، وبين بالقول «لدينا معلومات كاملة عن هؤلاء القادة والأشخاص الذين اتفقوا مع الجيش»، ونبه إلى أن «الوضع في كركوك سيستقر، بعد أن يتم اختيار رزكار علي محافظا لها»، وذكر أن «نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول وصف الجيش العراقي بـ(المحتل) لأنه لم يكن لديه علم بما جرى من اتفاق في الأرض بين القادة والجيش العراقي»، ونوه إلى أننا «نرفض اتهامنا بالتعامل مع قاسم سليماني؛ لأنه يمثل الاستخبارات الإيرانية في العراق، وأنه موجود منذ فترة طويلة بالبلد، ولم نتعامل معه»، وتابع أن «الحكومة المركزية رفضت الحوار مع كردستان، ما لم تلغ نتائج الاستفتاء، ونحن كانت تقديراتنا لنتائج الاستفتاء خاطئة»، كاشفا «في المستقبل القريب ستكون هناك حوارات مع بغداد لحل الأزمة الأخيرة بين بغداد والإقليم». بينما قال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى، عبد الستار بيرقدار في بيان تلقت «عمان» نسخة منه، إن «محكمة تحقيق الرصافة أصدرت أمرا بإلقاء القبض بحق كوسرت رسول على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية في محافظة كركوك قوات محتلة»، وأضاف بيرقدار أن «المحكمة اعتبرت تصريحات رسول إهانة وتحريضا على القوات المسلحة»، مبينا أن «أمر القبض صدر وفق المادة 226 من قانون العقوبات العراقي». سياسيا، أكد وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري أن فرض القانون في محافظة كركوك لم يستهدف المدنيين، ولكنه استهدف تحقيق الأمن ومسك الأرض من قبل القوات الاتحادية، فيما أعربت دول الاتحاد الأوروبي عن أسفها لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، شمالي العراق.

وقال المكتب الإعلامي لوزير الخارجية العراقي في بيان تلقته «عمان»: إن «الجعفري التقى، سفراء دول الاتحاد الأوروبي، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن»، مبينا أنه «جرى خلال اللقاء استعراض التطورات الأمنية، والسياسية التي يشهدها العراق، والمساهمة في إعادة إعمار المدن العراقـية في المرحلة المقبلة بعد القضاء على الإرهاب، وتداعيات استفتاء كردستان»، واكد الجعفري بحسب البيان أنه «لم تشهد الساحة العالمية اصطفافا عبر التاريخ كما حصل في وقوف دول العالم إلى جانب العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية، ونـؤكد على ضرورة استمرار دعم الدول الصديقة للشعب العراقي، والمساهمة في إعادة إعمار البنى الأساسية للمدن العراقية».