الاقتصادية

النفط يتراجع لكن يحتفظ بمعظم مكاسبه الأخيرة بدعم اتفاق «أوبك» بخفض الإنتاج

19 أكتوبر 2017
19 أكتوبر 2017

57.40 دولار لبرميل «برنت» -

لندن ــــ نيويورك ـــــ (رويترز): انخفضت أسعار النفط أمس لكنها حافظت على معظم المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة بدعم تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) والتوتر في الشرق الأوسط وتراجع الإنتاج الأمريكي. وانخفض خام برنت 75 سنتا إلى 57.40 دولار، وهو ما يزيد على مستويات منتصف العام بنحو 30 بالمائة، ونزلت العقود الآجلة للخام الأمريكي 65 سنتا إلى 51.39 دولار للبرميل، وهو مستوى أعلى نحو 25 بالمائة عن أدنى مستويات يونيو.

وقال محللون: إن بعض المستثمرين يعمدون إلى البيع لجني الأرباح بعد مكاسب لأسبوعين لكن الاتجاه الصعودي مازال قويا، وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء إن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت نحو 5.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر إلى 456.49 مليون برميل، وانخفض الإنتاج الأمريكي 11 بالمائة مقارنة مع الأسبوع السابق إلى 8.4 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2014م، وذلك بعد إغلاقات نتجت عن إعصار.

وهناك مخاطر على الإمدادات أيضا من عدم الاستقرار السياسي في مناطق إنتاج مهمة بالشرق الأوسط، وانخفضت صادرات النفط من إقليم شمال العراق أكثر من النصف إلى 225 ألف برميل يوميا الأربعاء بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة على بعض حقول النفط المهمة من البشمركة الكردية.

ـــ وفي التعاملات استقرت أسعار النفط أمس بدعم من استمرار تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة (أوبك) والتوترات في الشرق الأوسط إلى جانب انخفاض الإنتاج الأمريكي نتيجة لإغلاقات بسبب الأعاصير، وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة عند 58.19 دولار للبرميل بالقرب من التسوية السابقة وفوق مستويات منتصف العام بنحو 30 بالمائة، وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 52.03 دولار للبرميل، وهو مستوى قريب أيضا من التسوية السابقة لكنه أعلى بنحو 25 بالمائة من مستوى يونيو.

وقال محللون: إن هناك مخاطر على الإمدادات أيضا من عدم الاستقرار السياسي في مناطق بالشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، وسيطرت القوات العراقية هذا الأسبوع على مدينة كركوك النفطية التي كانت خاضعة للسيطرة الكردية ردا على استفتاء على الاستقلال أجراه الأكراد؛ مما أشعل مخاوف بشأن اضطراب الإمدادات.

إغلاق الأربعاء

أغلقت أسعار عقود النفط على ارتفاع طفيف امس الأول، ولامس خام القياس العالمي مزيج برنت أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، ثم تراجع بعد هبوط مفاجئ في معدلات التشغيل بمصافي التكرير الأمريكية وزيادة غير متوقعة في مخزونات الوقود أشارت إلى تباطؤ الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وأنهت عقود برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 27 سنتا إلى 58.15 دولار للبرميل بعد أن تراجعت من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 58.54 دولار الذي سجلته في وقت سابق بفعل المخاوف بشأن التوترات التي تحيط بالعراق وإيران، وارتفعت عقود الخام الأمريكي الخفيف 16 سنتا لتبلغ عند التسوية 52.04 دولار للبرميل.

مخزونات النفط الأمريكية تهبط 5.7 مليون برميل

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء: إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي في حين ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وهبطت مخزونات الخام 5.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر مقارنة مع توقعات المحللين لانخفاض قدره 4.2 مليون برميل. وقالت الإدارة: إن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما زادت 202 مليون برميل إلى 63.99 مليون برميل.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك مصافي التكرير من الخام انخفض 819 ألف برميل يوميا مع تراجع معدلات التشغيل 4.7 نقطة مئوية.

وزادت مخزونات البنزين 908 آلاف برميل مقارنة مع توقعات محللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة قدرها 256 ألف برميل، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة ، و زادت 528 ألف برميل مقابل توقعات لهبوط قدره 1.5 مليون برميل، وتراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي 662 ألف برميل يوميا إلى 5.69 مليون برميل.

«توتال»: المرجح أن تمدد أوبك والمنتجون خارجها الخفض

وعلى صعيد التوقعات قال باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة توتال النفطية الأربعاء : إنه من المرجح أن تمدد أوبك وكبار منتجي النفط خارجها اتفاق خفض الإنتاج في الوقت الذي تتفق فيه روسيا والسعودية على ضرورة دعم السوق.

وقال باتريك بويان الرئيس التنفيذي لتوتال للصحفيين على هامش مؤتمر للنفط والمال : «تبنت السعودية وروسيا هذه الاستراتيجية بالفعل لدعم السوق»، وذكر أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو في الآونة الأخيرة تمثل «مؤشرا واضحا على أن من مصلحة البلدين دعم السوق ... لن يفاجئني التمديد». كانت أوبك وعدد من منتجي النفط خارجها اتفقوا أواخر العام الماضي على خفض الإنتاج ستة أشهر اعتبارا من يناير في مسعى لتصريف تخمة المعروض العالمي، ثم جرى تمديد الاتفاق حتى مارس 2018.

وقال بويان أثناء المؤتمر إنه يتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بقوة مجددا في العام الحالي بما يصل إلى 1.6 مليون برميل يوميا. كما توقع بويان أن يشهد قطاع النفط الصخري الأمريكي موجة جديدة من الاستثمارات في الوقت الذي يراهن فيه المنتجون بقوة على عدم انخفاض أسعار النفط.

وقال بويان أثناء مؤتمر للنفط والمال في لندن إنه يتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بقوة مجددا في العام الحالي بما يصل إلى 1.6 مليون برميل يوميا، وأضاف: «زملاؤنا الأمريكيون يتحوطون بقوة عند 56 دولارا للبرميل؛ لذلك سنرى موجة استثمارات أخرى في النفط الصخري الأمريكي، ولا شك في ذلك».

وقال بويان: إن الانخفاض الحاد في الاستثمارات منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014 أدى إلى تراجع في تطوير مشروعات جديدة، وهو ما قد يحدث نقصا في معروض النفط بعد عام 2020م، وأشار إلى أن معدل قرارات الاستثمار النهائية في التنقيب والإنتاج تراجع بشدة منذ عام 2015.

وأضاف: «عدد قرارات الاستثمار النهائية بين 2010 و2014 بلغ 35 قرارا سنويا في المتوسط ... لإضافة ما قد يصل إلى 2.5 مليون برميل يوميا»، وتابع: «منذ عام 2015 بلغت 12 قرارا سنويا ... تضيف مليون برميل يوميا وقد لا يكون هذا كافيا. وبعد 2020 سنواجه مشكلة مع هذه الأعداد الأقل من قرارات الاستثمار النهائية ... يستغرق الأمر وقتا لجلب طاقة إنتاجية جديدة».

وأشار إلى أن توتال تتوقع إعطاء الضوء الأخضر بنهاية العام لتطوير حقل ليبرا البحري في البرازيل، وهو الذي سينتج ما يصل إلى 150 ألف برميل يوميا، وعلى جانب منظمة (أوبك) يتوقع بويان أن تمدد روسيا والسعودية تخفيضات الإنتاج.

واتفقت أوبك وعدد من المنتجين المستقلين في نهاية العام الماضي على خفض إنتاج النفط لمدة ستة أشهر اعتبارا من يناير سعيا لتصريف تخمة المعروض العالمي، ثم جرى تمديد الاتفاق حتى مارس 2018م، وقال بويان: إن الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا في الآونة الأخيرة «مؤشر واضح على أن من مصلحة البلدين دعم السوق ... لن يفاجئني التمديد».

محللون: السوق تتجه صوب عجز متواضع في الإمدادات

وقال محللون في مؤسسة جيفريز: إن سوق النفط تتجه صوب عجز متواضع في الإمدادات وإنه من المتوقع أن يستمر ذلك حتى نهاية العام على الأقل، وأضافوا أن التخفيضات العميقة في التكلفة بقطاع النفط سينتج عنها عائدات أكثر جاذبية للتدفقات النقدية الحرة، وتراجعت أسعار النفط اليوم الخميس لكنها حافظت على معظم المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة بدعم اتفاق أوبك لخفض المعروض والتوترات في الشرق الأوسط وتراجع الإنتاج الأمريكي.

وتتوقع جيفريز أن يستمر تخفيض الإنتاج طوال عام 2018م، وأن تتوازن الأسواق، وأن تجد الأسعار دعما فوق نقطة التعادل عند 48 دولارا للبرميل، وتعقد منظمة (أوبك) اجتماعها المقبل في نوفمبر، وانخفض خام برنت 60 سنتا إلى 57.55 دولار للبرميل، وبلغ متوسط سعره في العام الحالي 52.80 دولار للبرميل بزيادة 21 بالمائة مقارنة مع مستويات 2016.