أفكار وآراء

استثمار التراث الوطني

18 أكتوبر 2017
18 أكتوبر 2017

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

خطوة جيدة من قبل وزارة السياحة في الأيام الماضية بطرح استثمار انشاء معلم تراثي وسياحي متكامل في محافظة مسقط يجسد نموذج الأسواق الشعبية والحارات العمانية بمكوناتها التراثية المادية والمعنوية في ارض استثمارية لتكون بمثابة اضافة أخرى للمعالم التراثية المنتشرة في ربوع السلطنة ومتحف مفتوح يحاكي الحياة اليومية القديمة للموروث الوطني ونمط العمارة التقليدية ونافذة لتعريف الشعوب بالمخزون الحضاري الذي تمتلكه السلطنة .

وهذه فرصة استثمارية حقيقية أمام المستثمرين في صناعة السياحة التراثية والاستفادة من نمو حركات السياحة الدولية المتعطشة لاكتشاف تراث الشعوب وتقاليده.

خاصة ان الموروث العماني غني بمكوناته المادية من آثار مادية وصناعات وفنون تقليدية ضاربة منذ القدم حيث تم إدراج مجموعة من المواقع الاثرية والطبيعية العمانية على لائحة التراث العالمي التي تؤكد المساهمة الحضارية للمجتمع العماني مع الشعوب والحضارات المختلفة.

وبلا شك ان هذا المعلم سوف يكون صرحا يجسد جمال الحارات والأسواق العمانية وتنوع منتجاتها بمنظور يجسد الهوية الحضارية والتراثية للموروث العماني الأصيل في جوانبه المادية من قلاع وحصون وصناعات تقليدية وموروثات غير مادية من فنون شعبية وتقاليد أصيلة تمثل نشاط سياحي هام ومورد يجذب توافد إعداد كبيرة من الزائرين والسياح فنلاحظ انجذابهم للمنتج التراثي العماني في الأسواق الشعبية والقرى التراثية المنتشرة في كافة محافظات السلطنة والتي تمثل منفذا لتسويق الصناعات الحرفية والمنتجات العمانية بمختلف أنواعها وتسويقها من الإطار الداخلي إلى خارج السلطنة وهناك أمثلة عديدة واشهرها صناعة الحلوى العمانية.

وهذه دعوة لرؤوس الأموال المحلية والشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) التي لها مساهمات في استثمار الفرص لتعظيم الفائدة الاقتصادية من المخزون التراثي الوطني في مسار يعكس روعتها وجمالها وتكون من المعالم الهامة التراثية أمام المواطنين والزوار والعائلات ورافد حقيقي لازدهار النشاط السياحي في البلاد .

وكذلك تكون مكملة مع المشروعات السياحية التي اعلن عنها مؤخرا لرفد الحركة السياحية والاقتصادية في البلاد والتعريف بالمقومات الطبيعية والثقافية والتاريخية التي تتمتع بها السلطنة.

فهذه المشروعات مع تنوع المنتج السياحي تمثل خطوة جيدة لاستثمار المواقع الطبيعية والموروث المحلي بمكوناته المادية من آثار مادية وصناعات تقليدية وفنون ضاربة منذ القدم في المسار المناسب لدفع الحركة السياحية طول العام ويكون لها انعكاس إيجابي لتحقيق عوائد متنوعة بشكل مباشر وغير مباشر لتنشيط الأسواق المحلية .

وسوف تساهم هذه المبادرات بتنوع المنتج التراثي والسياحي وجذب مزيد من الزوار والسياح إلى البلاد في ظل هذه الجهود من كافة الجهات وتمثل فرصا استثمارية واعدة أمام الشباب في استثمار هذه الأراضي وبناء قاعدة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع السياحي والاستفادة التجارية من الفرص المتاحة التي يوفرها حتى تكون مثالا ناجحا لتشجيع الشباب على الانخراط في الأنشطة التجارية بالقطاعات الأخرى والمساهمة بتنشيط المرافق السياحية بالمحافظات والخدمات المرتبطة فيها خاصة المواقع التي تحظى بإقبال متزايد.

وكذلك ان استثمار هذه الاراضي في المسار الحقيقي هو ترجمة لتوجه بتحويل الأرض الخام وتطويرها إلى مرافق وخدمات ومشروعات اقتصادية سياحية تصب في مصلحة الوطن والمواطن وتحقق القيمة الاقتصادية .

فنأمل النجاح لهذه الجهود التي تعكس ما تمتلكه السلطنة من مخزون تراثي وحضاري أمام الشعوب والزوار والتعرف على تفاصيل وجمال الأسواق والحارات العمانية التراثية.