مرايا

١٧ أكتوبر يوم من أيام عمان المجيدة

18 أكتوبر 2017
18 أكتوبر 2017

كتب - رحمة الهدابية -

لم يعد يوم السابع عشر من أكتوبر يومًا عاديًا كغيره من أيام السنة التي اعتدنا بمرورها الطبيعي والاعتيادي مثلما كان في السابق، أو حتى لا ينظر إليه بعين الاعتبار والأهمية البالغة والكبيرة من قبل المواطنين عامة ونساء عمان خاصة، لما مثله هذا اليوم من نقلة نوعية وقيمة معنوية تضاف إلى سجل وتاريخ كل امرأة عمانية تقطن على هذه الأرض المباركة، أو تواجدت في الخارج لغرض الدراسة أو العمل أو لأي غرض آخر، دون أن ينتابها شيء من مشاعر وأحاسيس الفرح والفخر والاعتداد بالنفس والاستشعار بمعاني السعادة والبهجة والحبور للمكانة المرموقة التي وصلت إليها، والثقة العالية التي حظيت بها التي فاقت وتخطت بها قرينتها وشقيقتها المرأة الموجودة في باقي دول الجوار، وحتى دول العالم، ليتم منحها وتكريمها من بين نساء العالم بتخصيص وتعيين يوم خاص بها يتسمى باسمها «يوم المرأة العمانية» وذلك منذ أن أعلن فيه باني نهضتنا المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٠م في خطابه الشهير في هذا الصدد، حينما شبه الوطن بطائر له جناحان، كلما كان جناحا هذا الطائر سليمين ليس بهما أي خدش أو جرح ولا يشكيان من أي علة، استطاع هذا الطائر التحليق والطيران عاليًا في هذا الفضاء الواسع وهو يشدو بأحلى وأعذب الألحان.

وكذلك الأمر شبيه ومنطبق إلى حد كبير بالوطن الذي لا يستطيع أن ينهض ويرقى لمراتب السؤدد والعلى إلا بسواعد أنبائه المخلصين من رجال ونساء، كل طرف يعمل جنب شقيقه الطرف الآخر بكل تعاون وإخاء ومحبة وإخلاص وفق ما أُتيح له من صلاحيات وواجبات معلومة لدى كل واحد منهما لخدمة هذا الوطن، ليكون بعد ذلك هذا اليوم من كل عام يومًا مشهودًا من أيام عمان الماجدة يحتفى ويحتفل فيه بما وصلت إليه المرأة العمانية من مستويات رفيعة في كافة مجالات الحياة، تدعونا نحن أبناء هذا الوطن للافتخار والاعتزاز بها سواء على المستوى الشخصي في تعليمها وحصولها على شهادات جامعية عليا، أو على مستواها المهني والوظيفي في حصولها على الوظيفة التي تليق بها أولا كامرأة عمانية وتليق بشهادتها الجامعية ثانيا التي ثابرت بكل جد واجتهاد للحصول عليها، ومن ثم على مستوى الوطن ككل في توليها وتقلدها العديد من المناصب القيادية والريادية في الدولة.

مع الحرص الشديد على اغتنام الفرصة في هذا اليوم لإبراز عدة نماذج وأمثلة من هؤلاء النساء، وذلك إما عن طريق إجراء لقاءات متلفزة معهن أو عبر الإذاعة أو حتى عمل لهن محاضرات وملتقيات للالتقاء بهن وتعريف الناس بأنفسهن وبقصص نجاحهن وكفاحهن الطويل حتى استطعن أن يرتقين سلم المجد وهرم النجاح، ليكن بذلك مثالا رائعا تحتذي وتقتدي بهن فتيات اليوم، مع أمنيتي وربما تكون كوصية أود أن أوصلها لتلك الناجحات والرائدات في أعمالهن المختلفة في عدم إغفالهن ونسيانهن في سردهن لحديثهن الشيق الماتع عن رحلة كفاحهن الطويلة هذه في توصيل رسالة مهمة لكل فتاة مفادها أن تطوير العقل والفكر والسعي الدائم للارتقاء به مطلب ومقدم كثيرا على الاكتفاء فقط بالاهتمام بالشكل والمظهر الخارجي، فلا قيمة للفتاة مهما بلغ بها الحسن والجمال إذا ما امتلكت عقلا راجحا تميز به ما بين الحق والباطل، فعمان ما زالت ولاّدة وبها الكثير من نماذج هؤلاء النسوة اللاتي كافحن وبذلن الغالي والنفيس للوصول إلى ما وصلن إليه من تحقيق النجاحات الباهرة، وما حقيقة هذا اليوم في الأصل ليس تكريما لهذه المرأة الناجحة فحسب، وإنما جاء محفزًا ومشجعًا لنساء عمان أجمع ليأخذن بأيديهن زمام الأمور في مواصلة طريق النجاحات والإنجازات الكبيرة لتبقى عمان في تقدم مستمر ونماء دائم، والتأكيد على مبدأ في غاية الوضوح والأهمية على أنهن جزء مهم لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن الغالي وشريك أساسي لا يقلن أهمية أو مكانة عن إخوتهن من الرجال في المشاركة والمساهمة الفعالة في رقي وبناء هذا البلد الطيب، فحري بك يا ابنة عمان الماجدة أن تفخري وتفاخري بيومك الميمون هذا، وتسعي بكل ما أوتي لتكوني على حجم الثقة والمسؤولية الملقاة على عاتقك. فكوني كما شبهك جلالته -حفظه الله ورعاه- في خطابه الذي ألقاه بهذه المناسبة المجيدة، بأنك جناح آخر لهذا الوطن لا يستطيع الوطن التحليق من دونه ويوم السابع عشر من أكتوبر لم يكن إلا تأكيدا لذلك.