أعمدة

توعويات: المرأة العمانية عطاء بلا حدود

18 أكتوبر 2017
18 أكتوبر 2017

حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

إن الحياة الأسرية لن يكتب لها النجاح والاستمرار إلا بوجود التعاون المشترك بين الزوج والزوجة، وكذلك هو الحال لا يمكن أن يوجد مجتمع منتج ومتطور إلا من خلال مساهمة كل من الرجل والمرأة في صناعته، لذلك جاءت رؤية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بأن المرأة في المجتمع العماني تعتبر شريكًا أساسيًا في التنمية العمانية، وأن التنمية لا تقوم إلا باكتمال ركنيها وهما الرجل والمرأة، ولتأكيد ذلك تحتفل السلطنة في السابع عشر من شهر أكتوبر في كل عام بيوم المرأة العمانية، كترجمة لإحدى التوصيات التي خرجت بها ندوة المرأة العمانية التي عقدت في سيح المكارم بولاية صحار عام 2009م، إن هذه الشراكة بين الرجل والمرأة في صناعة التنمية، هي رسالة للمرأة العمانية في المقام الأول، حول الرعاية والاهتمام اللذين يكنهما لها هذا المجتمع وكذلك الحكومة، والتأكيد على الدور الحيوي الذي تقوم به مع الرجل في خدمة الوطن، والرسالة الأخرى هي للعالم الخارجي بأن المرأة العمانية مع خروجها للعمل ومشاركتها في البناء والتعمير، لم تفقد الخصوصية في المحافظة على جميع الأدوار الاجتماعية المناطة إليها، فمع الجهود المخلصة التي تبذلها في العمل، هي تدرك أن عليها التزامات وواجبات في المنزل ومع عائلتها تسعى دوما على تحقيقها.

إنَّ المساهمة في عملية التنمية التي تقوم بها المرأة العمانية في الوقت الراهن، لا تقتصر فقط على الموقع الجغرافي الذي نشأت وعاشت فيه، بل تعدت المسافات البعيدة والتضاريس الصعبة، هناك كثير من القصص في المجتمع تحكي مدى التضحيات التي تقوم بها كثير من النساء نحو خدمة الوطن وكذلك لأجل خدمة ورعاية عائلتها ومجتمعها، كم من فتاة كانت بعيدة عن والديها وأسرتها بسبب بعد موقع العمل، وكم من فتاة لا تحضن أو تلاعب أطفالها إلا نهاية الشهر أو الأسبوع، ومع تلك الظروف التي ذكرنا أمثلة منها على عطاء وإخلاص ابنة عمان، إلا أنها لم تضعف أو تيأس نحو مواصلة تعليمها، ولم تثنها ظروفها الاجتماعية والاقتصادية عن البذل والتفاني في عملها، لذلك عرفت الموظفة العمانية بالأمانة والإبداع والعطاء بلا حدود، وهناك أمثلة عديدة لبعض الأسماء العمانية النسائية التي تميزت بعطائها وتفوقها على المستوى المحلي والعالمي.

أعزائي القراء: إن احتفالنا بيوم المرأة العمانية ليس فقط ذكرى نقوم بالكتابة عنها، ولكن هي رسالة شكر وتقدير واحترام لتلك الأم والزوجة والأخت والبنت...إلخ، التي تساهم مع الرجل في بناء مستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي، كذلك هي رسالة اعتراف بأنه لا يمكن أن تحدث تنمية في أي بلد دون أن تكون هناك شراكة بين الرجل والمرأة في شتى المجالات، نحتفل بالسابع عشر من أكتوبر لنقول للمرأة العمانية، شكراً لإخلاصك في عملك وكذلك مع عائلتك، شكرا لأنك تقومين بتربية النشء الذي سيخدم الوطن، وشكرا لأنك القدوة المخلصة في حب وعشق وخدمة هذا الوطن، كما أننا نستغل هذه المناسبة لنتضامن مع أولئك الأخوات اللاتي تم توظيفهن بعيدًا عن عائلاتهن، متمنين من المعنيين بالأمر السعي قدر الإمكان في توفير الشواغر التي تمكنهن من العمل في مسافات قريبة من أسرهن، استكمالًا للرعاية الدائمة التي توليها الحكومة لتعزيز دور المرأة في المجتمع، والسعي دومًا نحو توفير بيئة تساعد على إبداعها وتميزها من أجل خدمة وبناء ورفعة شأن هذا الوطن المعطاء.