fawzi
fawzi
أعمدة

أمواج: المرأة العمانية تتفوق

18 أكتوبر 2017
18 أكتوبر 2017

فوزي بن يونس بن حديد -

[email protected] -

أهم إنجاز حققته المرأة العمانية خلال سنوات النهضة أن الدولة أشركتها في صنع القرار، ولم يكن ذلك وليد اللحظة بل كان منذ فجر العهد الجديد الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي أرسى قواعد الشراكة في القرار السياسي منذ أن بدأ يصنع الحياة على الأرض العمانية وهي من الضروريات في الحياة العصرية، حتى يتكامل المجتمع بشقيه الذكوري والأنثوي، فلئن كان الرجل قد حصل على حقوقه من أول يوم، فإن المرأة التي كانت السند الأول للرجل في الحياة العامة قد حققت قفزة نوعية في قيادتها مؤسسات وشركات ووزارات تعمل وتخطط وتصنع وتقرر، بعد أن منحها عاهل البلاد المفدى الفرصة لإظهار قدراتها في كل المجالات، وبوأها مكانة متميزة.

تلك هي السياسة العمانية تجاه المرأة العمانية التي لم تحد عن أصالتها مع انفتاحها على الثقافات الأخرى بكل أنواعها، فهمت أن التأثر بالموروث ضرورة حتمية والتأثر بالحضارات الأخرى ضرورة حسب الطلب، والتأثير في الآخر موهبة ربانية عندما تكون هذه المرأة في قمة الذكاء الخلقي أينما ذهبت واتجهت لتعبّر للعالم أنها عمانية وتفتخر بذلك لأن بلادها حققت مكاسب عظيمة في التاريخ الإنساني عبر محطات من السفر والضيافة والخلق العظيم.

وبينما تعاني النساء في كثير من البلدان من هضم لحقوقهن تقف المرأة العمانية شامخة على كل القمم، راضية بما نالته من حقوق كاملة، حقها في التعليم، وحقها في التأهيل والتدريب، وحقها في اختيار التخصص الذي تريده، وحقها في التعليم في الكليات والجامعات ومن ثم الماجستير والدكتوراه، وحقها في اختيار الوظيفة، وحقها في الترشح والترشيح، وحقها في أن تتبوأ مناصب عليا في البلاد، وتوجت أخيرا بأن خصّص لها حضرة صاحب الجلالة يوما للاحتفال به سنويا، تعبيرا عن القيمة الكبيرة للمرأة والاحترام العظيم الذي يكنه لها جلالة السلطان الذي أقنع الجميع بأن المرأة العمانية والرجل العماني شريكان أساسيان في التنمية، يتعاونان من أجل عمان، لتبقى دائما نموذجا يحتذى به في عالمنا العربي وربما الدولي.

وأمام هذه التحديات التي تواجه المرأة العمانية تبقى تربيتها للأجيال مهمة للغاية، فلئن كان دورها المجتمعي مهما جدا فكذلك دورها القيادي في البيت له أهمية أكبر، حيث الاعتناء بالعائلة وجذورها وفروعها، وحيث الاجتماع بأفراد العائلة، وحيث الاهتمام بالبيت كأحد أركان الحياة العامة، فالتوازن بين العمل والبيت مطلوب حتى لا تختل الموازين، والمحافظة على نمط العيش الأسري واجب على كلا الطرفين حتى تنتظم العلاقة بين الرجل والمرأة في كنف من التوافق والتحابب والتواد.

حري بالمرأة العمانية أن تفتخر اليوم بإنجازاتها وقدراتها ومكانتها في عمان بعد أن اهتم بها جلالة السلطان وقدم لها كل ما تحتاجه لتعبر من مرحلة الاعتماد على الدولة إلى الاعتماد على النفس لخدمة الدولة، ومن الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن التعلم إلى الابتكار والإبداع، خاصة أن المجالات أمامها فسيحة لإظهار قدراتها وذكائها وأعمالها مع قناعتها الراسخة أنها تقدم خدمة لوطنها الذي سهر على تعليمها وتدريبها وتأهيلها.

حري بالمرأة العمانية أن تفتخر أنها تنتسب إلى هذا البلد الآمن، حيث تستطيع أن تعمل بكل حرية وتبدع بكل حرية وتنافس الرجل في بعض المجالات أو في أغلبها لتكون شريكة حقيقية في المجتمع، وحتى يفهم الآخرون من الرجال أنهم ليسوا وحدهم من يعمل وعليهم أن يقرأوا الواقع جيدا لكي تستمر الحياة على ما هي عليه من توازن واعتدال وتسامح وتوافق وانسجام.