1137455
1137455
العرب والعالم

القوات العراقية تتقدم في «المدينة» ومعصوم يدعو لحوار «عاجل»

17 أكتوبر 2017
17 أكتوبر 2017

ولايتي: لا دور للحرس الثوري في عمليات كركوك -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (وكالات):-

استردت الحكومة المركزية في العراق السيطرة على أراضٍ في مختلف أنحاء شمال البلاد من الأكراد امس موسعة نطاق حملة مفاجئة ومؤثرة أدت لتغيير في ميزان القوى في البلاد بين عشية وضحاها.

وفي اليوم الثاني من حملة مفاجئة نفذتها الحكومة لاستعادة مدن وقرى من القوات التابعة لإقليم كردستان العراق انسحبت قوات البشمركة الكردية من منطقة خانقين المتنازع عليها القريبة من الحدود مع إيران

وسيطرت القوات الحكومية على آخر حقلين للنفط في محيط كركوك، المدينة التي يقطنها مليون نسمة والتي انسحبت منها قوات البشمركة أمس الاول مع تقدم القوات الحكومية.

ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى حوار عاجل بين الحكومة المركزية في بغداد وقيادة إقليم كردستان لحل الأزمة التي سببها إجراء استفتاء على استقلال الإقليم. وبث التلفزيون كلمة معصوم على الهواء مباشرة.

في حين قال تلفزيون رووداو ومقره أربيل إن مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق يعتزم توجيه بيان يحث فيه الفصائل الكردية على تفادي حرب أهلية. وسيطرت جماعة يزيدية موالية لبغداد على بلدة سنجار. وأعاد تقدم القوات الحكومية رسم خريطة شمال العراق وقلص مكاسب الأكراد الذين أثاروا حفيظة بغداد في الشهر الماضي بإجراء استفتاء على الاستقلال.

ويحكم الأكراد ثلاثة أقاليم جبلية في شمال العراق في منطقة تحظى بالحكم الذاتي وسيطروا على المزيد من الأراضي في الشمال معظمها بعدما ساعدوا في صد متشددي داعش.

وأصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمرا لقواته أمس الاول برفع العلم العراقي على جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج إقليم كردستان نفسه. وحققت القوات نصرا سريعا في كركوك ووصلت إلى قلب المدينة خلال أقل من يوم. وساهم القتال في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية في العراق في عودة علاوة المخاطر إلى أسعار النفط. وبعد شهور من تداول النفط في نطاق محدود تجاوز سعر خام القياس العالمي برنت 58 دولارا للبرميل. ووضع تقدم القوات العراقية واشنطن في مأزق وهي الحليف الوثيق لكل من بغداد والأكراد والتي سلحت الجانبين ودربتهما في إطار حملتها الناجحة لطرد مقاتلي داعش من العراق. وقال الرئيس دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض أمس الاول «لا نحب فكرة اشتباكهم. نحن لا نتحيز لأي جانب. كانت علاقاتنا جيدة للغاية على مدار أعوام مع الأكراد كما تعلمون وكنا أيضا في جانب العراق». وفي كركوك، إحدى أكثر مدن العراق تنوعا، احتفل التركمان المعارضون للحكم الكردي أمس الاول وجابوا الشوارع بمواكب سيارات وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء. وفر بعض السكان الأكراد من المدينة.

وبالنسبة للأكراد تعد خسارة أرض، خاصة كركوك التي يعتبرونها قلب وطنهم، ضربة قوية بعد ثلاثة أسابيع فقط من تصويتهم على إعلان دولة مستقلة وهو هدفهم منذ عقود.

وأدت هذه الانتكاسات لاتهامات حادة متبادلة بين أكبر حزبين سياسيين كرديين يسيطر كل منهما على وحدات منفصلة من مقاتلي البشمركة. واتهم مسؤولون في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي له زعيم الإقليم مسعود البارزاني منافسه التاريخي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يرأسه الزعيم الكردي والرئيس الراحل جلال طالباني «بالخيانة» لتخليه عن الأكراد. ونفت أرملة طالباني الذي تولى منصب الرئيس العراقي الشرفي بين عامي 2003 و2014 وتوفي منذ أسبوعين هذا الاتهام. وقالت هيرو طالباني: إن حزبها حاول لكنه فشل في إقناع الحكومة العراقية بالعدول عن «خطة الهجوم» على كركوك عبر اتصالات مع ممثلين للحكومتين الأمريكية والعراقية.

وفي سنجار، التي تقطنها أغلبية من الأقلية اليزيدية التي واجهت إبادة عام 2014 بعد سيطرة متشددي داعش على المنطقة، سيطرت جماعة لالش اليزيدية على البلدة بعد انسحاب البشمركة الكردية. وقال أحد السكان عبر الهاتف «لم يكن هناك عنف. تحركت جماعة لالش بعد انسحاب البشمركة». وأثار قرار الأكراد إجراء استفتاء على الاستقلال حفيظة تركيا وإيران المجاورتين. كما دعت واشنطن، التي ظلت صديقة للأكراد على مدار عقود، لإلغاء الاستفتاء خشية أن يؤدي لنشوب حرب تقود لتفكيك العراق وتؤثر على جيرانه. من جهته، أكد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، امس، أن إيران لا تلعب أي دور في عمليات كركوك.

وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) بأن ولايتي نفى أي دور للحرس الثوري في عمليات كركوك، قائلا إن «غالبية الأكراد يرفضون الأعمال الطموحة ل (رئيس إقليم كردستان مسعود) بارزاني». ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن ولايتي قوله في تصريحات للصحفيين امس: «رأينا أن تلك المنطقة خضعت لحكومة بغداد بدون أي نزاع تقريبا، وبرزاني لابد منه أن يقبل أنه قد خطأ ويعترف به ويقوم بتعويضه».

وفي موضوع متصل، أكد ألملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لرئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الرياض تدعم وحدة العراق وترفض نتائج استفتاء إقليم كردستان العراق، مشيراً إلى أنها حريصة على إقامة افضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون بين البلدين.

وقال المكتب اﻹعلامي لرئيس الوزراء في بيان صحفي، إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي تلقى مكالمة هاتفية من ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز». وأكد الملك السعودي، بحسب البيان، «دعم المملكة لوحدة العراق ورفضها نتائج الاستفتاء الذي حصل في إقليم كردستان حيث إن المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في كركوك، خصوصا وان العراق قد حقق انتصارات ملحوظة ضد الإرهاب».

ونوه الملك سلمان، «حرص المملكة العربية السعودية على إقامة افضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون بين البلدين».