1136556
1136556
العرب والعالم

الحمد الله يطالب المبعوث الأمريكي للسلام بالتدخل لوقف الاستيطان

16 أكتوبر 2017
16 أكتوبر 2017

إسرائيل تبني 31 وحدة استيطانية في الخليل لأول مرة منذ 2002 -

القدس- (وكالات ): وافقت إسرائيل امس على بناء 31 وحدة استيطانية في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، للمرة الأولى منذ عام 2002، بحسب ما أعلنت منظمة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان.

وقالت مسؤولة في المنظمة لوكالة فرانس برس انه تمت الموافقة على 31 وحدة سكنية استيطانية وسط مدينة الخليل على قطعة أرض قام الجيش الإسرائيلي بمصادرتها «لأهداف عسكرية».

والإعلان عن وحدات استيطانية في مدينة الخليل هو خطوة بالغة الحساسية في كبرى مدن الضفة الغربية، والتي يعيش بين سكانها الفلسطينيين وعددهم نحو 200 ألف نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي في عدد من المجمعات المحصنة في قلب المدينة.

وهذا يجعل الخليل بؤرة توتر، نظراً لوجود المستوطنين الإسرائيليين المتحصنين في جيب يحميه جنود إسرائيليون بالقرب من الحرم الإبراهيمي.

ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير شرعية سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية او لا، ويعتبر الاستيطان العائق الأول أمام عملية السلام.

ويقوض البناء الاستيطاني وتوسع المستوطنات الأراضي التي من المفترض أن تشكل دولة فلسطينية او يقطع أوصالها، ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرا صعبا.

ومن جهته، قال الناشط الفلسطيني عيسى عمرو، مؤسس حركة «شباب ضد الاستيطان» غير الحكومية، لوكالة فرانس برس ان هذا الإعلان من شأنه «المساهمة في تعزيز سياسة الفصل العنصري وسياسة التطهير العرقي في الخليل، بالإضافة إلى زيادة الاعتداءات العنيفة من قبل المستوطنين وتعزيز التواجد العسكري والإغلاقات» التي تستهدف الفلسطينيين. واعتبر عمرو إن الإعلان يأتي في إطار خطة «للاستمرار في تهويد البلدة القديمة في تحد واضح لقرار اليونسكو».

وأعلنت لجنة التراث العالمي في اليونسكو في يوليو البلدة القديمة في الخليل «منطقة محمية» بصفتها موقعا «يتمتع بقيمة عالمية استثنائية»، كما أدرجت الموقع على لائحة المواقع التراثية المهددة.

وتنشط حركة «شباب ضد الاستيطان» في الخليل، كبرى مدن الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف عمرو أن «بدلا من طرد المستوطنين وإعادة فتح الشوارع والمحلات التجارية المغلقة، يقومون بمصادرة منطقة هامة وحيوية جدا كانت عبارة عن محطة للحافلات والمواصلات الرئيسية في قلب مدينة الخليل».

واتهم عمرو الجيش الإسرائيلي بمحاولة «تسريب الأرض التي صادرها للمستوطنين».

ورأى عمرو ان الإعلان يأتي «في إطار سباق مع الوقت وسباق مع الزمن لمصادرة اكبر عدد ممكن من الأراضي والمحلات في المنطقة المصنفة ‹ج› مع وجود (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب في الحكم وانشغال المجتمع الدولي بأمور بعيدة عن القضية الفلسطينية».

من جهته طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله امس، المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام جيسون جرينبلات بالتدخل لوقف الاستيطان الإسرائيلي.

وقال الحمد الله، في بيان عقب اجتماعه مع المبعوث الأمريكي في مدينة رام الله إن «العائق الأساسي أمام عملية السلام، هو الاحتلال الإسرائيلي والتوسع الاستيطاني».

واعتبر الحمد الله أن «إصرار إسرائيل على الاستيطان يدمر حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتواصلة جغرافيا»، مطالبا في هذا السياق الإدارة الأمريكية الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان.

في الوقت ذاته، أكد الحمد الله «أهمية جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحياء عملية السلام ما بين فلسطين وإسرائيل، والعمل على إيجاد حل سلام عادل وشامل ما بين الطرفين».

وحث الإدارة الأمريكية على الضغط على إسرائيل لتمكين الفلسطينيين من العمل في المناطق المسماة «ج» في الضفة الغربية والاستثمار فيها، وضمان حرية الوصول إليها، والاستفادة من مقدراتها.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على «أن وجود أي مسار اقتصادي يجب أن يكون بالتوازي مع مسار سياسي، لتوفير الأمن والاستقرار والازدهار للاقتصاد الفلسطيني».

من جهتها، قالت وزارة الخارجة والمغتربين في السلطة الفلسطينية إن «مواصلة إسرائيل تنفيذ المخططات الاستيطانية التوسعية يستهدف «تقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتعطيل أية حلول سياسية قائمة على حل الدولتين».

وحذر بيان صادر عن الوزارة من بدء إسرائيل «تنفيذ مخطط استعماري توسعي في مستوطنة (جفعات همتوس) في القدس عبر بناء 2600 وحدة استيطانية جديدة تم إقرار مخططاتها في العام 2014، وهو ما يؤدي إلى إقامة سد استيطاني يفصل جنوب القدس عن امتدادها الفلسطيني».

واعتبر البيان أن سياسات إسرائيل الاستيطانية «دليل قاطع على غياب شريك السلام الإسرائيلي، وعدم جدية الحكومة الإسرائيلية، وسلطات الاحتلال في تعاملها مع الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني».

وأكد بيان الخارجية الفلسطينية أن «صمت المجتمع الدولي على الاستيطان، وعدم محاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم بحق القانون الدولي والشرعية الدولية ، بات يشكل غطاء لانتهاكاتها لمواصلة ابتلاعها لمزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها».