1136375
1136375
العرب والعالم

ارتفاع حصيلة تفجيري مقديشو إلى 300 قتيل والبحث مستمر عن مفقودين

16 أكتوبر 2017
16 أكتوبر 2017

«الهجرة الدولية»: نحو 1700 لاجئ صومالي عادوا من اليمن لبلادهم -

عواصم - «عمان»- نظيمة سعد الدين- «وكالات»:-

واصلت الحكومة الصومالية جهودها امس لمساعدة عائلات ضحايا الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ الصومال والذي أودى السبت الماضي بحياة 300 شخص على الأقل وخلف مئات الجرحى في مقديشو، للعثور على ذويهم المفقودين.

وقال عبد القادر عبد الرحمن مدير خدمة الإسعاف بالعاصمة الصومالية مقديشو لرويترز امس إنه تم التأكد من سقوط أكثر من 300 قتيل، مضيفا أن عدد القتلى قد يرتفع لأنه ما زال هناك بعض المفقودين.

ويرتفع عدد القتلى يشكل مطرد منذ وقع التفجيران يوم السبت. ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين هزا تقاطعين مزدحمين في قلب المدينة.

وفي وقت سابق أصدرت وزارة الإعلام الصومالية في بيان خلال الليل الحصيلة الرسمية الأولى للهجوم، موضحة أن «الحكومة الفدرالية الصومالية تؤكد مقتل 276 شخصا في التفجير... ونقل 300 شخص أصيبوا بجروح إلى مختلف مستشفيات مقديشو».

وتابع البيان «ثمة عملية إغاثة وطنية جارية وسنتقاسم أي معلومات جديدة» ما ينذر باحتمال ارتفاع الحصيلة.

وأوضحت الحكومة أنها شكلت «لجنة طوارئ» من اجل «مساعدة العائلات في البحث عن أفرادها المفقودين والمساهمة ماليا لصالح الذين دمرت أملاكهم في الانفجار».

وقع هذا الاعتداء بشاحنة مفخخة بعد ظهر السبت على تقاطع كاي 5 في حي هودان التجاري المكتظ في عاصمة تعج بالحياة على رغم الاعتداءات الكثيرة.

ولحقت أضرار كبيرة بمبان وسيارات على بعد مئات الأمتار من الانفجار القوي جدا، والذي خلف عددا كبيرا من الجثث المحروقة او الممزقة. وقدر خبراء ردا على استيضاحات وكالة فرانس برس أن زنة المتفجرات المستخدمة تبلغ 500 كلغ..

وأضافت وزارة الإعلام «قام أقرباء 111 قتيلا بدفنهم، في حين دفنت سلطات مقديشو الآخرين. سيعلن حداد وطني وتقام الصلاة عن نفس الضحايا في الأيام المقبلة».

وقع الهجوم أمام فندق سفاري الشعبي الذي لا يؤمه في العادة مسؤولون حكوميون، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، غير أن السلطات أشارت بأصابع الاتهام إلى حركة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي غالبا ما تشن هجومات واعتداءات انتحارية في مقديشو وضواحيها.

وكان الاعتداء العنيف السابق في الصومال أسفر عن 82 قتيلا على الاقل و120 جريحا في أكتوبر 2011. واستخدمت فيه شاحنة مفخخة استهدفت مجمعا وزاريا في مقديشو. ونزل مئات الأشخاص امس الى شوارع مقديشو، للتعبير عن غضبهم بعد هذا الهجوم الذي صدم الصوماليين، المعتادين مع ذلك على الاعتداءات اليومية تقريبا.

وكان عمدة مقديشو تعبيد عبدي محمد قال بعد مسيرة في جنوب العاصمة، ان «الناس ضاقوا ذرعا وحان الوقت الآن للانتفاض سوية والقول لا للعنف».

وقتل 723 شخصا على الأقل وأصيب 1116 في هجمات بالقنابل في الصومال في 2016، كما قال مركز ساهان للدراسات في نيروبي، مشيرا الى ان هذه الأرقام تتخطى بكثير الأرقام المسجلة في 2015.

وذكر مصدر امني إقليمي ان الفندق ربما لم يكن الهدف المحدد في الأصل. ووقع السبت انفجار ثان لسيارة مفخخة لم يسفر سوى عن جريحين، بعد ساعتين على الانفجار الأول. ولم يستبعد هذا المصدر سيناريو يفيد ان دور السيارة كان يقضي بفتح الطريق للشاحنة وسط عدد كبير من الحواجز المنتشرة في العاصمة، لشن الاعتداء الأخير على هدف ما. ولسبب غير معروف، لم يحصل كل شيء كما هو كان مقررا. وتحدث مراسل وكالة فرانس برس عن البدء بنقل أشخاص مصابين بجروح خطيرة صباح امس على متن طائرة عسكرية تركية جاءت لتقديم المساعدة الطبية، ونقلهم الى تركيا.

وتدفقت ردود الفعل الدولية، وأعربت باريس ولندن وواشنطن وانقرة والاتحاد الإفريقي عن «تضامنها» مع الصومال.

من جهته، أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية امس عن شعوره بالصدمة والحزن من الارتفاع الهائل في أعداد الضحايا الذين سقطوا جراء التفجيرين الإرهابيين اللذين ضربا العاصمة الصومالية مقديشيو يوم السبت الماضي واتساع نطاق الدمار الذي لحق بالمباني والمنشآت في المناطق التي وقعت فيها هذه الهجمات المشينة.

واكد أبو الغيط على تضامنه الكامل مع الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو وحكومته في ظل هذه الظروف العصيبة وفي كل ما تبذله الدولة الصومالية من أجل مكافحة الإرهاب واجتثاث حركة الشباب وغيرها من التنظيمات الإرهابية من كامل أراضي الصومال.

ووجه أبو الغيط  كافة أجهزة الجامعة العربية بالإسراع في تقديم كل ما يمكن من دعم ومساندة للحكومة الفيدرالية والشعب الصومالي، وخاصة في المجالات الإنسانية والتنموية، لتمكينها من تنفيذ خططها المختلفة الرامية إلى تحقيق الاستقرار المجتمعي والتعافي الاقتصادي، مشيراً في هذا الخصوص إلى المساعدات العاجلة التي خصصها مجلس وزراء الصحة العرب لصالح وزارة الصحة الصومالية، والاستعدادات التي تقوم بها الأمانة العامة للجامعة لتنظيم وعقد مؤتمر عربي لإعادة إعمار وتنمية الصومال وفق ما نصت عليه قرارات القمة العربية الأخيرة التي عقدت بالأردن في مارس 2017.

من جهة اخرى، قالت منظمة الهجرة الدولية، امس، إن حصيلة من تم إجلاؤهم طوعًا من اللاجئين الصوماليين في اليمن إلى بلادهم، بلغ 1711 خلال أقل من عام.

وأوضح «سبأ المعلمي»، مدير الإعلام والاتصالات في مكتب الهجرة الدولية، للأناضول أن «هؤلاء اللاجئين تم البدء بإجلائهم منذ مطلع نوفمبر من العام الماضي حتى اليوم».

وأضاف أن «الإجلاء تم على 15 دفعة عن طريق ميناء عدن، جنوبي اليمن، إلى ميناء بربرة شمال غربي الصومال، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».

وتابع المعلمي أن «اللاجئين قرروا العودة إلى الصومال، بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن جراء الصراع المتفاقم منذ نحو 3 أعوام».