صحافة

هجوم إلكتروني إيراني على البرلمان

16 أكتوبر 2017
16 أكتوبر 2017

كتب فرانسيس إليوت وفيونا هاميلتون تقريرًا لصحيفة «التايمز» تحت عنوان «إيران تهاجم 9 آلاف حساب بريد إلكتروني في البرلمان البريطاني» جاء فيه أن السلطات البريطانية كشفت عن أن إيران نفذت هجوما الكترونيا «غاشما» على مئات الحسابات الالكترونية لأعضاء البرلمان هذا الصيف.

وذكرت الصحيفة نقلا عن تقييم سري للاستخبارات البريطانية، أن إيران هي المتورطة في الهجوم الإلكتروني الذي تعرض له مجلس العموم البريطاني في يونيو الماضي وليست روسيا، وذلك بعد أن كانت التقارير الأولية قد اتهمت روسيا في الهجوم الذي تضمن استهداف الآلاف من حسابات البريد إلكتروني لنواب البرلمان البريطانيين.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن قراصنة إلكترونيين تابعين لإيران تمكنوا من الاستيلاء على بيانات سرية من بعض حسابات البريد الالكتروني، فيما استهدف الهجوم الذي وقع في 23 يونيو الماضي حساب البريد الإلكتروني الخاص برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وثلاثون آخرون من الوزراء ونواب البرلمان.

وذكرت الصحيفة أن الكشف عن هذا الهجوم الالكتروني الإيراني جاء في توقيت غير مناسب، ومحرج لرئيسة الوزراء تريزا ماي التي تسعى حاليا لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران. مضيفة: إن إدارة ترامب ستستغل هذا الهجوم لإثبات «سذاجة» قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا في تعاملهم مع طهران. وقالت أيضا إن إيران بهذا الهجوم فقدت فرصة الوقيعة بين إدارة ترامب وحلفاء أمريكا الأوروبيين.

ويعتقد بأن هذا الهجوم هو أول هجوم إيراني الكتروني كبير ضد بريطانيا، ويؤشر على أن طهران تبرز حاليا كواحدة من القوى الإلكترونية الكبرى في العالم.

وتقول الصحيفة: إن الهجوم لم يسفر سوى عن تعطيل 90 حسابًا الكترونيًا، ولم يخرج إلا بأقل من 1% من محتويات الحسابات التي تم قرصنتها. وتضيف انه تم تعليق نظام البريد الإلكتروني للبرلمان البريطاني بصورة مؤقتة لحين السيطرة عليه. كما أن مسؤولين بمجلس الوزراء البريطاني أقروا للصحيفة بأن القراصنة حصلوا على مواد ذات حساسية، ولم يكن أي بريد لتريزا ماي عرضة للخطر أصلا؛ لأنها تستخدم حسابا آمنا بمجلس الوزراء، ولا تستخدم حسابها بالبرلمان.

وقالت الصحيفة في تحليل لها: إن أكبر عمليات القرصنة الإلكترونية التي تمت في العالم حتى اليوم تعود إلى روسيا، لكن إحدى الهجمات الكبيرة التي كان من المحتمل أن تؤثر على انسياب النفط والغاز في العالم كانت من عمل إيران عام 2013، حيث ضربت ثلاثين ألف حاسوب تابعة لشركة (أرامكو) السعودية.

ورغم أن إيران أقل من روسيا والصين بشأن القدرة على الإضرار بمصالح الدول الغربية والبنية التحتية الحيوية فيها، فإن خبراء حذروا من تزايد التطوّر والتعقيد بإيران وقدرتها على سرقة أسرار الدول.

وأشارت صحيفة «التايمز» إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وضعت إيران وكوريا الشمالية هذا العام في مستوى واحد من حيث القدرات الإلكترونية، محذرة من أن كلا البلدين يتمتعان بقدرات متنامية لتنفيذ هجمات كارثية على البنية التحتية الحيوية الأمريكية.

وقالت الصحيفة: إذا لم ترد بريطانيا على هذا الهجوم، فإن ذلك سيشجع إيران على المضي قدمًا في عدوانها الإلكتروني، مشيرة إلى أن الهجوم الإيراني كان يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن النظم الديمقراطية ضعيفة بسبب شفافيتها وانفتاحها. ومن جانبها ذكرت صحيفة «ديلي تلجراف» أن المتسللين بحثوا مرارًا خلال الهجوم، الذي استمر حوالي 12 ساعة، عن كلمات سر ضعيفة، وهو ما دفع البرلمان إلى تعليق العمل بنظام البريد الإلكتروني مؤقتا، موضحة أن الشبكة المستهدفة يستخدمها كل أعضاء البرلمان ورئيسة الوزراء وعدد من الوزراء. وتقول الصحيفة إن خبراء يرجحون أن ما حصل قد يكون محاولة من الحرس الثوري الإيراني لتقويض الاتفاق النووي الموقع بين طهران ومجموعة الدول الست عام 2015، مشيرة إلى أن «الفرع القوي» في الحرس يريد أن تستأنف إيران برنامجها النووي.