آخر الأخبار

السيابية: المرأة في القطاع الحرفي حققت إسهامات متعددة وكرمت على المستوى الإقليمي والدولي

15 أكتوبر 2017
15 أكتوبر 2017

إنجازات رائدة للعُمانية في الصناعات الحرفية -

أكدت معالي الشيخة عائـشـة بنت خـلفان السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن المرأة العُمانية العاملة في القطاع الحرفي حققت العديد من الإسهامات وكرمت على المستوى الإقليمي والدولي من الهيئات والمنظمات المختصة بالحرف كما أن أعداد الحرفيات العُمانيات المنتسبات للقطاع الحرفي الوطني في تزايد مستمر لما يشهده القطاع من مشاريع تنموية والتي أوجدت فرصا للالتحاق بمختلف مجالات التدريب والإنتاج الحرفي المطور.

وقالت: في البداية نتقدم بخالص عبارات الشُكر والامتنان لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على ما تفضل به من مكرمات سخية للمرأة العُمانية ولعل أبرزها هو احتفالنا بيوم المرأة العمانية، كما يسعدنا أن نتقدم بالتهنئة لكل امرأة مقيمة على أرض عُمان الغالية وتنعم بمعطيات النهضة المباركة التي يقودها مولانا المعظم، ومنذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على مكانة المرأة وذلك انطلاقا من إيمان جلالته العميق بما يمكن أن تحققه المرأة العمانية من نهضة وتنمية، وهناك العديد من الأمثلة والنماذج بالغة الأهمية والوضوح والنجاح والتي أكدت فيها المرأة العمانية مدى أهليتها للعمل من أجل خدمة الوطن والحفاظ على منجزاته التنموية، وأوضحت أن للمرأة العمانية إسهاما هاما في عمليات البناء والتطوير المجتمعي فقد حققت المرأة دورا بارزا في التنمية شاركت من خلاله الرجل في جميع الحقوق والواجبات فيما يختص بالتعليم والعمل وتولي الوظائف العامة والقيادية، كما أنها ساهمت في مختلف المشاهد التنموية وهي تقوم بدور أساسي في تحقيق تنمية مستدامة شاملة مستمدة عطاءها من النهضة العُمانية المباركة والتي منحت المرأة بعدا ودورا رياديا بهدف تعزيز مشاركتها في التنمية والحياة العامة.

وقالت معاليها: تعتبر الهيئة العامة للصناعات الحرفية إحدى المؤسسات الحكومية التي تشرف على شريحة واسعة من الحرفيات العُمانيات، كما تشكل مساهمة المرأة في نمو القطاع الحرفي المحلي نسبة مرتفعة وذلك بالتوازي مع الجهود المؤسسية المبذولة لتحقيق رؤية تمكين المرأة من أجل أن تتبوأ مكانتها كاملةً في مسيرة البناء والتنمية، وتولي الهيئة لتعزيز مكانة الحرفية العمانية من أجل العمل على تمكينها في مختلف مجالات الإبداع والابتكار والريادة، ويعد تمكين المرأة من مظاهر التقدم الحضاري وفي هذا الإطار أولت السلطنة ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية جل اهتمامها بتأمين مشاركة المرأة في مختلف المبادرات ووجهت قدراتها بهدف تنشئة جيل نسائي في القطاع الحرفي، وتوضح مؤشرات الهيئة الى أن نسبة المشاريع والمؤسسات الحرفية التي تُدار من قبل النساء تتجاوز (52%) من إجمالي المشاريع الحرفية العاملة في السلطنة بواقع إدارة 116 منشأة من إجمالي المشاريع الاستثمارية وهو ما يوضح التوازن في إدارة وتشغيل المنشآت الحرفية وفق معيار النوع.

وأشارت السيابية الى أن الهيئة تنفذ بشكل متواصل مبادرات ومشاريع وبرامج تعمل على الحفاظ على الصناعات الحرفية والنهوض بها من أجل بناء قدرات وصقل مهارات المرأة العاملة في قطاع الصناعات الحرفية، حيث تم توفير كافة المشاريع والبرامج الهادفة إلى تعزيز الدعم والرعاية الحرفية من أجل تقديم مبادرات تدريبية وإنتاجية متكاملة ومدعمه بمنظومة من المراكز المخصصة للتأهيل والتدريب والإنتاج الحرفي، وقالت معاليها: استطاعت المرأة العمانية العاملة في القطاع الحرفي أن تسخر كافة الخامات المحلية المتوفرة من حولها وأن توظفها في مجال تصميم وإنتاج صناعات حرفية ذات جودة وإبداع لتشكل بذلك منتجات حرفية غاية في الروعة وفيما يتعلق بتعزيز مشاركة المرأة العمانية في برامج التدريب والإنتاج الحرفي في مختلف مجالات الصناعات الحرفية تحرص الهيئة على تقديم الدعم الحرفي المتكامل وتمكين كافة الحرفيات من الاستفادة من فرص التدريب والإنتاج الحرفي، كما تسعى الهيئة بصفة دائمة على بناء القدرات والمهارات المتكاملة من خلال برامج ومبادرات التأهيل والتدريب والإنتاج الحرفي والتي تسهم في توعية الحرفيات المنتسبات للمراكز الحرفية على التعامل مع أحدث التقنيات والآليات المتاحة لتصميم وتطوير الصناعات الحرفية كما توفر برامج التدريب والإنتاج الحرفي بيئة عمل ملهمة ومعززة للإبداع الحرفي.

وأكدت أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية نجحت عبر استراتيجيتها الاستشرافية من تنشئة جيل من الخبرات الوطنية المدربة والمؤهلة وفق أدق التفاصيل المميزة لأساسيات تطوير صناعة الحرف المحلية، حيث تم في المرحلة الأولى من المشروع إعداد المدربات الحرفيات ليقمن بدورهن بتدريب طاقات وطنية أخرى بشكل مكثف عبر برامج مخصصة ومتناسبة مع المواهب والمهارات الفردية ومن ثم الارتقاء بتلك الكوادر وتهيئة أجيال وطنية شابة وبالتالي الوصول الى ضمان استمرارية إنتاج الصناعات الحرفية العمانية بمؤشرات متزايدة، وقد طبقت الهيئة رؤيتها التجريبية في عدد من المراكز الحرفية وفي مقدمتها مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية بمحافظة مسقط ومركز تدريب وإنتاج صهر وسباكة المعادن بولاية إزكي ومركز تدريب وإنتاج النسيج والتطريز اليدوي بولاية سمائل بمحافظة الداخلية.

وقالت: تعمل الهيئة على تعزيز فرص مشاركة المرأة في خدمة المجتمع وتنميته من خلال تقديم برامج متكاملة من الدعم والرعاية الحرفية، كما تحرص الهيئة على منح الحرفية العمانية جميع الفرص المتساوية للاستفادة من كافة المشاريع والجهود المبذولة لتطوير العمل الحرفي والرقي به، وقد خصصت الهيئة حزمة متنوعة من المبادرات بهدف زيادة عدد المستفيدات من المشاريع الإنمائية، وتوفر برامج الدعم الحرفي فرصة إنشاء مشاريع حرفية استثمارية خاصة بالإضافة الى فرص متعددة للراغبات بتأهيل وتطوير المشاريع الحرفية من إعادة التجديد والتحديث الى جانب الدعم النقدي والتمويني مع توفير خدمات التوجيه والإرشاد حول الإمكانيات والأدوات والمعدات التطويرية الحديثة.

ونوهت السيابية الى أن المرأة أسهمت في النهوض بالقطاع الحرفي من خلال نجاحها في تأسيس وإدارة وتشغيل المشاريع الحرفية إضافة الى ريادتها في العمل والأداء الحرفي والذي أنعكس إيجابا في تحقيق أهداف واستراتيجيات سياسات التنويع الاقتصاد للدولة، واستطاعت المرأة أن تواكب جميع مجالات التأهيل والتدريب والإنتاج الحرفي المطور كالنسيج والفخار وصناعة الخشبيات وغيرها، وتمكنت من إجادة حرف كانت في الماضي مقتصرة على الرجل كصياغة المشغولات الفضية والنحاسية، وفي المقابل طورت الهيئة مبادرات لإنتاج صناعات حرفية مبتكرة كالنحت على العظام والاستفادة من قشرة النارجيل والتقطير واستخلاص المياه العطرية من النباتات المحلية بالإضافة الى صناعة وتشكيل شرائح الألمنيوم وسباكة المعادن، وتم أيضاً تخصيص برامج حرفية مهيأة لاستقبال العديد من النساء لممارسة أساسيات التأهيل والتدريب على تطوير إنتاج الحِرف.

وقالت: تتصدر حرفة النسيج القطني المرتبة الأولى من ناحية استقطاب الطاقات النسوية العاملة في قطاع الصناعات الحرفية العُمانية بنسبة (99 %) من إجمالي المسجلين في الحرفة، فيما تبوأت حرفة صناعة البخور ومستحضرات التجميل المركز الثاني ضمن الاختيارات الأكثر إقبالا لدى النساء في السلطنة وذلك بنسبة (98%).

وقد أكدت أحدث الدراسات الإحصائية التي نفذتها الهيئة العامة للصناعات الحرفية على مدى الإسهام الذي تقوم به الحرفية العمانية في تنمية القطاع الحرفي حيث أفضت نتائج التقرير الإحصائي إلى أن نسبة الحرفيات تشكل (87%) من العاملين في القطاع الحرفي بالسلطنة، وهذه النسبة تثبت مدى الدور الذي تقوم به المرأة العمانية في النهوض بالقطاع الحرفي وتنمية المجتمع، وفي ختام تصريحها قالت معالي الشيخة: تأكيدا على الدور الريادي للحرفية العمانية فقد حرصنا على العناية بالمرأة العاملة في القطاع الحرفي من خلال توفير كافة ما تحتاج إليه من دعم ورعاية، ودعت معاليها جميع النساء الى الأخذ بزمام المبادرة والاستفادة من جميع الفرص المتاحة والكامنة في مختلف قطاعات التنمية وفي مقدمتها القطاع الحرفي.