الوفاق: ما لم يقله ترامب

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «الوفاق» مقالاً جاء فيه: خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، وإعلانه عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي، والتهديد بالانسحاب منه في حال لم يُصاغ كما تريد إدارته، كان خطاباً في غاية الأهمية، وهذه الأهمية لا تكمن فيما قاله ترامب، بل فيما لم يقله.

وقالت الصحيفة: ما لم يقله ترامب، هو نجاح إيران في جعل أمريكا معزولة عن حلفائها لأول مرة، فلم يشر ترامب في خطابه إلى حلفائه وشركائه الأوروبيين والغربيين، وهم الذين طالما سايروا أمريكا في سياستها إزاء إيران.

وأضافت: ما لم يقله ترامب، أن الاتفاق النووي (خطة العمل المشتركة الشاملة) بين إيران والقوى الست الكبري، هو أقوى من أن يمزقه كما وعد مرارا.

وتابعت الصحيفة: ما لم يقله ترامب، أنه لا يملك أي بديل للاتفاق النووي الدولي، لذلك جاء خطابه استعراضيا أكثر منه استراتيجيا.

وأردفت: ما لم يقله ترامب، إنه تحدث باسم «إسرائيل» وليس باسم الشعب الأمريكي، لذلك جاء التأييد من «إسرائيل» سريعا وقويا، وهو تأييد لم يحصل عليه ترامب حتى من قبل رفاقه الصقور في الحزب الجمهوري.

وقالت الصحيفة: ما لم يقله ترامب، أن تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي ما لم يتم إدخال «تعديلات” عليه، لم يلق آذنا صاغية لدى من وقّعوا إلى جانب أمريكا على الاتفاق مع إيران، ففرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، رفضوا إدخال أي «تعديلات»، وكان رفض منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موجريني، تغيير الاتفاق ملفتا عندما أكدت أن الرئيس الأمريكي يملك صلاحيات واسعة إلّا أنه لا يملك القدرة على إلغاء الاتفاق.

وأضافت: ما لم يقله ترامب، إن تهديده بالانسحاب من الاتفاق، سيحدث شرخا كبيرا في علاقات أمريكا مع حلفائها الأوروبيين، وكان وزير خارجية ألمانيا زيجمار جابرييل أكثر صراحة من الجميع عندما أعلن أن عدم تصديق ترامب على التزام إيران بالاتفاق النووي سيقرب الأوروبيين من روسيا والصين ويدفعهم إلى اتخاذ موقف مشترك معهم.

وتابعت الصحيفة: ما لم يقله ترامب، إن إيران وبشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صادقة بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي، فبعد خطاب ترامب واتهامه إيران بعدم الالتزام بالاتفاق، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يوكيا أمانو» على أن إيران تخضع لأشد نظام للتحقق النووي في العالم.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن خطاب ترامب، كان مأزوما تجاه إيران التي أكد رئيسها حسن روحاني أنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي الدولي ما دام يخدم مصالحها الوطنية وما دامت الدول الأخرى الموقعة عليه ملتزمة به.