صحافة

سياست روز: السداسية الدولية ومصير الاتفاق النووي

15 أكتوبر 2017
15 أكتوبر 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «سياست روز» تحليلاً نقتطف منه ما يلي: من الواضح إن الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية يحظى باهتمام عالمي كونه يحظى بتأييد مجلس الأمن الدولي وتشارك فيه بلدان دائمة العضوية في هذا المجلس هي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وأمريكا بالإضافة إلى ألمانيا، وهذا يعني أن خرقه من قبل أي طرف سيزعزع الثقة بالاتفاقيات الأممية الأخرى ويساهم بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأضافت الصحيفة: إن الاتفاق ينص على ضرورة تنفيذ كافة بنوده دون تأخير من قبل كافة الأطراف المشاركة فيه، ما يعني أن عدم الالتزام بهذا الشرط من قبل أي طرف يتيح للأطراف الأخرى وتحديداً إيران باعتبارها جهة رئيسية بالاتفاق اتخاذ ما تراه مناسبا وبما تملي عليها مصالحها الوطنية.

وأردفت الصحيفة مقالها بالقول إن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ومنذ توليه منصبه في 20 يناير 2017 وقبل هذا التاريخ أي أثناء حملته الانتخابية هدد مرارا بتمزيق الاتفاق النووي أو تغيير بعض بنوده، ما أوجد مناخا غير مناسب جعل الكثير من المراقبين يعتقدون بأن الاتفاق قد تعرض إلى هزّة وربّما ينتهي به المطاف إلى التجميد أو التلكؤ على أقل تقدير، وهذا ما حصل بالفعل، وأوضح دليل على ذلك هو عدم رفع الحظر المفروض على إيران بشكل تام وشامل على الرغم من التزامها بتعهداتها التي وردت في الاتفاق وهو ما أيدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولعدة مرات.

ولفتت الصحيفة إلى أن ما يقوله الرئيس الأمريكي «ترامب» من أن الاتفاق النووي قد أبرم في زمن سلفه الرئيس السابق «باراك أوباما» ولهذا فهو غير ملزم بتطبيق بنوده لا يستند إلى أسس قانونية ويتعارض مع المواثيق الدولية وهو ما من شأنه أن يعرض العالم برمته إلى فوضى عارمة ويدخله في متاهات لا تحمد عقباها على كافة الأصعدة السياسية والأمنية.

وتابعت الصحيفة قائلة: إن التعهد الذي أعطاه الرئيس الأمريكي السابق «أوباما» لا يمثل شخصه أو حكومته فقط، بل هو يمثل أمريكا برمتها ولهذا يجب على جميع الحكومات التي تستلم زمام الأمور في هذا البلد أن تفي بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي سواء كانت بنوده متطابقة مع المصالح الأمريكية أو لم تكن ذلك. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن خروج أمريكا من الاتفاق النووي سيترك آثارا سلبية على الاتفاق حتى وإن التزم باقي أطرافه ببنوده، مشيرة إلى أن كافة القرائن والدلائل والتصريحات التي تطلقها روسيا والصين والترويكا الأوروبية تدلل على أن هذه الأطراف ترفض خرق الاتفاق، وهذا يؤكد أن المشكلة مقتصرة على أمريكا وحدها، ولكن هذا لا يعني أن الاتفاق يمكن أن يمضي إلى الأمام دون مشاكل لأن العواصم الأوروبية ترتبط بعلاقات استراتيجية مع واشنطن ولا يمكنها التخلي عن هذه العلاقات لمصلحة الاتفاق النووي.

وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أهمية تحرك روسيا والصين لحفظ الاتفاق النووي ومنعه من الانفراط خصوصاً وإن الفرصة ما زالت متاحة لإنجاز هذا الأمر لأن الرئيس الأمريكي ترامب لم يعلن عن انسحاب بلاده من الاتفاق، وإنما طلب فقط من الكونجرس النظر فيه لاتخاذ قرار بشأنه خلال شهرين.