المنوعات

كيف تعِدّ نشرة أخبار إذاعية جذابة؟

15 أكتوبر 2017
15 أكتوبر 2017

بيت ويتشي -

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

إنّ تأليف نشرة إخبارية إذاعية يشبهُ إعداد وجبة غذائية صحية تشبع الجمهور وتتركهم قادرين على مواصلة بقية اليوم، لذلك يجب أن تكون الوجبة الإخبارية التي تعدّها متوازنة وقابلة للفهم.

1. ركّـزْ على نوعية المستمعين

أنت في حاجة إلى معرفة الأشخاص الذين يستمعون إلى المعلومات التي تبثها، وإلى نوع المعلومات التي يودون الاستماع إليها، فالمستمع المحلي أو الإقليمي يختلف عن المستمع الدولي، فكلٌّ منهم يحتاج إلى معلومة مختلفة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنهم جميعا يرغبون في سماع خليط متنوع من الأخبار. ووظيفتك أيها المحرر هي أن تنـتـقي الأخبار التي تهـمّ المستمعين الحريصين على متابعة محطتك الإذاعية.

ليس ضروريا أن تكون الأخبار الرئيسية في نشرتك هي الأخبار العالمية التي يتحدث عنها العالم في ذلك اليوم، لأن واجبك ـ وفريق الأخبار الذي تعمل معه ـ يحتـّم عليك أن تغطي القضايا التي تمس حياة المستمعين، وبالتالي فإن هذا المنهج سيجعل الجمهور يحس بقرب محطتك الإذاعية من حياتهم اليومية.

يستمع الجمهور إلى المعلومات التي يمكنهم الاستفادة منها، لذلك فإن الأخبار التي تبثها يجب أن تشكل وجبتهم الأساسية من المعلومات الضرورية التي يحتاجونها، ومن هنا فإنّ الاختيار المناسب للأخبار سيجعل المستمع واثقا في أنك ستبث له القضايا التي تجذب اهتمامه وانتباهه، ولذلك فالأفضل أن تقوم بإجراء نقاش يومي حول القضايا التي تهمّ مستمعيك.

إنّ وضع القصص الإخبارية الأكثر أهمية في بداية النشرة يضمن لك أن المستمع إلى نشرتك سيحصل على الأخبار الأكثر أهمية حتى لو لم يتمكن من الاستماع إلى النشرة بأكملها.

2. التنوّع هو ملح الحياة

قدّم خليطا من المعلومات، فالحياة تتكون من جوانب متعددة وتصبغها ألوان مختلفة، وكذلك هي الأخـبار.

إذا كنت تتناول خبرا سياسيا، يجب أن تسلط الضوء على الأثر الذي يتركه هذا الخبر على مستمعيك وليس فقط أن تسهب النقاش حوله، فبدلا من إبراز أصحاب المناصب والمسؤولين وحدهم للحديث عن الخبر، حاول أن تجد شخصا قد تأثّرت حياته بموضوع الخبر. فعلى سبيل المثال، في حالة تناول خبر يتعلق بقضية فساد فمن الأهمية أن تتحدث إلى ضحايا هذا الفساد أو أن تأخذ رأي الشارع حول هذه القضية، ومن الأفضل أن يستمع الجمهور إلى صوت واحد أو أكثر من المتأثرين بالقضية.

يملك الجمهور المستمع نطاقا واسعا من الاهتمامات في مجالات متعددة مثل الصحة والتعليم والوظائف والعلوم والتقنية والثقافة والأحداث المجتمعية والرياضة وغيرها من المواضيع، وهذا يعني أنك يجب أن تحرص على تقديم أخبار متنوعة وحديثة ومهمة.

طريقة العرض والتصميم

3. هل تحبّ أن تستمع إلى صوتك؟

الصوت الجميل مهم لضمان أن المستمع سيعاود الاستماع إليك مرة أخرى، سجّل بعضا من نشراتك التي تقرأها واستمع إليها؟ هل ترغب في الاستماع إلى هذا الصوت كلّ يوم؟ إذا كان الجواب لا، فعليك أن تفعل شيئا ما حيال ذلك.

الصوت يحفّــز المشاعر، وهو مهم لجذب انتباه الجمهور. فآخر ما تود سماعه صوتا حادا أجشّ يجعل المستمع يغلق المذياع.

تجنب ذلك الصوت الغنائي الذي يجري بوتيرة واحدة في كل جملة، مرتفعا في بدايتها ومنخفضا عند نهايتها بدون النظر إلى معنى الجملة، ولا تعطِ المستمع انطباعا أنك تعلم أكثر مما يعلمه، فثمّة شخص آخر يستمع إليك ويعلم أشياء قد غابت عنك. لا تشعر المستمع أبدا أنك أفضل منه.

4. الجمال قد يكمن في الشيء القصير.

ليس من الضرورة أن تكون النشرة الطويلة أفضل من القصيرة، فنشرة طولها 7 دقائق ليست بشيء مقارنة بنشرة طولها 5 دقائق إذا كانت الدقيقتان الزائدتان مجرد حشو. حاول أن تضع نفسك مكان المستمع وفكر في الضغط الذي يكون فيه، فقد يكون لديه عمل آخر يقوم به وهو يستمع إليك. أنت في الحقيقة تطلب منه أن يمنحك وقته وأن تجذب انتباهه. إذن، فمن الأفضل أن تكتب نشرة قصيرة يتذكرها المستمع بدلا من طويلة تتركه حيران.

5. اقرأ ببطء .. أنت لست في سباق.

لا تستعجل. تأكد من أنّ مستمعيك يستطيعون فهم ما تقوله لأن القراءة بسرعة قد تؤدي إلى عدم قدرة المستمعين على استيعاب المعلومات التي تشاركهم إياها. قد يصل بك الأمر أن تكون قراءتك مجرد ضجيج.

يلجأ مذيع الأخبار عادة إلى القراءة بسرعة عندما يشعر بالتوتر أو عندما يعلم أنه على وشك قراءة اسم غير متأكد من صحة نطقه. إذا كنت تعلم أن هناك اسما أجنبيا في النشرة، ركز عليه وتدرب على نطقه حتى تتقنه، ثم تباطأ عند اقترابك من النطق به وتوقف قليلا ثم اقرأه بوضوح. نصيحتي لك هي أن تضع علامة في الورقة على الموضع الذي تحتاج فيه إلى التوقف قليلا أو أخذ نفس، فهذا يساعدك عندما تصل إلى قراءة المعلومات.

6. لا تقدم للمستمع أخبارا بائـتة.

هل نشرتُك الإخبارية محدثةٌ وحيويةٌ ومحفزة؟ نعم لكنّ إعادة صياغتها مهمة جدا. الكثير من الأشخاص سيستمعون إلى نشرات عدة خلال اليوم الواحد، فمن الضروري ألا يستمعوا إلى أخبار قديمة لم يتم إعادة صياغتها، لأنك إن لم تفعل ذلك، فإن المستمعين سيظنون إما أنك لا تقوم بعملك بشكل ملائم أو أنك كسول.

عند خروجك من الأستوديو بعد قراءة النشرة، أعد صياغة جميع عناوين الأخبار. لا تضع النشرة جانبا ثم ترجع إلى قراءتها مرة أخرى بعد ساعة بدون تغيير أو تعديل.

إذا كنت تقرأ نشرة إخبارية على رأس كل ساعة وعناوين أخبار كل نصف ساعة، لا يمكن أن تكون العناوين مجرد اختصار للنشرة الرئيسية. يجب عليك أن تعيد كتابتها لتحصل على عناوين جديدة تنقل فكرة الموضوع الرئيسي لكل قصة إخبارية وتشوق الجمهور للاستماع للنشرة التالية، وكذلك يمكنك إضافة أخبار جديدة في النشرة التي تأتي كل نصف ساعة والتي لم تتمكن من إضافتها في النشرة الرئيسية، فإذا اتخذت هذا منهجا في كتابة الأخبار فاعمل على الالتزام به في كل حين حتى تحقق للجمهور توقعاتهم.

بإمكانك تنويع طريقة عرض القصة الإخبارية في نشرات مختلفة، فيمكنك قراءة المعلومات كلها في نشرة ما بدون استخدام مقاطع صوتية أو أن تقرأ مقدمة القصة ثم تتبعها بتقرير إخباري أو مقطع صوتي، وبهذه الطريقة تقدم القصة الإخبارية نفسها بطرق متعددة مما يضيف تنوعا لنشراتك الإخبارية ويمنحك مرونة في إعدادها.

7. الإذاعة تتعلق بأصوات عدة وليس صوتك فقط.

إنّ المقاطع الصوتية القصيرة هامة، فالنشرات الطويلة تصبح أكثر متعة إذا تضمنت مثل هذه المقاطع، فعلى سبيل المثال يمكن إدراج مقطع قصير من جزء من مقابلة طويلة مدته ما بين 5 إلى 10 ثوانٍ في تقرير صوتي، أو إدراج مقطع صوتي مستقل مدته ما بين 20 إلى 25 ثانية. إن مثل هذه المقاطع الصوتية تجعل الاستماع إلى نشرتك أكثر سهولة ومتعة وتمنحها مصداقية وثقة أكبر لأنك تقدم دليلا صوتيا على ما تقدمه من معلومات. ولكن تذكر أنّ كل مقطع صوتي تضمنه في نشرتك يجب أن يكون له سبب تحريري، وله علاقة بالمعلومات التي تقدمها وليس مجرد حشو لا فائدة منه.

أسلوب الكتابة

8. اكتب قصة إخبارية قصيرة.

اكتب قصة إخبارية وكأنك تحكيها لصديقك، أي أن تكون جملها قصيرة وبسيطة وواضحة، فالمستمع لا يمكنه أن يرجع ويعيد الاستماع إلى ما قلته قبل عشر ثوان مضت. ( يستطيع المستمع فعل ذلك إذا كان يسجل النشرة أو يستمع إليها عن طريق الإنترنت، إلا أن الأغلبية يستمعون وهم في حركة دائمة ولن يتمكنوا من إعادة الاستماع إلى النشرة).

يجب أن تكون الأخبار واضحة ودقيقة بحيث تعلق بالذاكرة. إن صياغة المعلومات المعقدة إلى جمل قصيرة هي مهارة، فلا تشوش المعلومات الأساسية بحشو من كلام لا فائدة منه.

9. نشرة قصيرة لكنها مؤثرة

ينبغي أن تكون النشرة الإخبارية قصيرة لكنها مؤثرة تجعل المستمع يحصل على المعلومة بسهولة. تعدّ كتابة النشرات الإخبارية الإذاعية إحدى أصعب التحديات التي تواجه الصحفي، فالقاعدة الأساسية هي كتابة جملة واضحة وقصيرة تتكون من فعل وفاعل ومفعول به أو مبتدأ وخبر بسيطين. كن ذكيا في انتقاء الكلمات التي تعطي المعنى التام ويستطيع أن يستوعبها جميع المستمعين. أعد قراءة نشرتك الإخبارية عدة مرات وعدّل فيها بحيث تقلص من طول الجمل وتستبدل المصطلحات المركبة بأخرى بسيطة تجعل المستمع يتجنب الوقوع في الغموض أو أن يسيئ فهم معنى الجملة.

10. نقاط أخرى مهمة:

إذا قمت بإعداد نشرة مدتها طويلة ( سبع دقائق أو أكثر)، فمن الأفضل أن تختمها بموجز مختصر للأخبار الرئيسية، فهذا يساعد الجمهور على تذكر ما ورد فيها من أنباء.

إذا لم تكن مؤمنا وواثقا بما تكتبه وتقرأه، فإن الجمهور سينتابه الشعور نفسه ولن يحترمك بسبب تقديمك معلومات لا يستسيغها المستمع العادي.

احرص على أن تكون صادقا في وصف المواقف والأحداث ولا تهولها، فالمستمع سيدرك بالتأكيد ذلك وبالتالي فإن مصداقيتك وأمانتك ستكونان على المحك.

• عن موقع ميديا هيلب ميديا