1133220
1133220
العرب والعالم

حلف الأطلسي يحض واشنطن وأنقرة على «إيجاد حلول» للأزمة بينهما

13 أكتوبر 2017
13 أكتوبر 2017

أردوغان يطالب الأوروبي باتخاذ قرار حول عضوية بلاده -

عواصم - (أ ف ب - د ب أ): دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس الولايات المتحدة وتركيا الى «إيجاد حلول» للأزمة في العلاقات بينهما.

واندلع الخلاف بين البلدين العضوين في حلف الأطلسي عندما اعتقلت السلطات التركية موظفا تركيا يعمل لدى قنصلية واشنطن في إسطنبول للاشتباه بارتباطه بالداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان العام الماضي.

وردت واشنطن عبر تعليق إصدار التأشيرات من تركيا، باستثناء تلك المرتبطة بالهجرة، فيما حذر اردوغان أمس الأول من أن الولايات المتحدة تجازف بـ»التضحية» بعلاقاتها مع تركيا.

وقال ستولتنبرج لوكالة فرانس برس «أحث الولايات المتحدة وتركيا على الجلوس (معا) وإيجاد حلول لأنه من المهم بالنسبة للحلفاء (في الأطلسي) العمل معا عن قرب، خاصة في تلك المنطقة نظرا لأهمية تركيا في حربنا على الإرهاب».

وتلعب تركيا دورا رئيسيا في الحرب ضد تنظيم داعش فيما تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على قاعدة انجيرليك في جنوب تركيا لشن ضربات جوية ضد المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق المجاورين. وأكد ستولتنبرج «نحن مستعدون دائما للمساعدة ولكنني أعلم أن هناك اتصالات مباشرة ولذا انا متأكد من أن تركيا والولايات المتحدة تتحادثان بشكل مباشر وتتطرقان إلى بعض هذه الخلافات». من جهته طالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس بصدور قرار من الاتحاد الأوروبي حول انضمام بلاده لعضوية التكتل، في تصريحات أدلى بها قبل انعقاد قمة الاتحاد المزمعة الأسبوع المقبل. وقال اردوغان في اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» أمس موجها حديثه إلى زعماء دول الاتحاد الأوروبي: «قدموا إعلانكم ودعونا نتعامل مع القضية. لا نحتاج إليكم». وكانت المحادثات بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول انضمامها للتكتل قد وصلت إلى طريق مسدود بعد وقوع محاولة انقلاب في تركيا العام الماضي، مما أثار إدانة من جانب الحكومة التركية. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه سيتم مناقشة مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في القمة التي تعقد يومي 19 و20 أكتوبر الجاري. وتواجه ألمانيا حاليا خلافا دبلوماسيا مع تركيا بسبب اعتقال مواطنين ألمان في الحملة الصارمة التي شنتها الحكومة التركية بعد الانقلاب وأعربت عن معارضتها لانضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي. وقال اردوغان «هؤلاء الذين يفعلون كل شيء في سلطتهم لعزل تركيا عن الغرب، وإن أمكن عن العالم بأسرة، يعملون بلا فائدة».

وعلى الرغم من انتقاداته، ذكر اردوغان أن أنقرة لن تتخلى عن محاولتها للانضمام إلى التكتل.

وأضاف «مازالوا يخدعونا.لكننا سنصبر. نقول: لسنا نحن، لكن أنتم الذين ستتركون الحلبة».

في موضوع مختلف كشف فلاديمير كوجين، مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون التقني العسكري، عن أن صفقة صواريخ «إس400-»المبرمة مع أنقرة لم تشمل نقل تكنولوجيا صناعة هذه الصواريخ إلى الجانب التركي. وفي تعليق بهذا الصدد، قال كوجين: «نعمل في الوقت الراهن على تنفيذ بنود العقد المبرم مع أنقرة، وكل ما يتعلق بتسليم التكنولوجيا والتصميم والإنتاج، يتطلب مفاوضات خاصة بين الجانبين»،حسب ذكرت اليوم الجمعة وكالة سبوتنيك.

وعلى صعيد موعد تسليم روسيا الصواريخ المشار إليها لتركيا، أكد كوجين التزام الجانب الروسي بتزويد الصين بهذه الصواريخ أولا، حيث أن الصين سبقت في التعاقد مع موسكو عليها، مشددا على أهمية الحفاظ على «الطابور».

وبشأن احتمال تسليم أنقرة تكنولوجيا «إس400-»، جدد كوجين التأكيد على أن الصفقة تقتصر فقط على تزويد تركيا بالصواريخ، وأن أنقرة قد سلمت الجانب الروسي دفعة أولى على الحساب في إطار الصفقة، والعمل جار على إتمامها.

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد أعلن مؤخرا استعداد بلاده للتخلي عن الصواريخ الروسية إذا ما رفضت موسكو الإفصاح عن تكنولوجياتها وإطلاق إنتاجها المشترك في تركيا، مؤكدا أن الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا قد أشار إلى «إمكانية اتخاذ موسكو وأنقرة الخطوات الثنائية اللازمة لتصنيع هذه الصواريخ» في تركيا.

إلى ذلك قالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أمس إن السلطات أصدرت أوامر اعتقال بحق 115 شخصا من 15 إقليما بسبب صلات بمحاولة الانقلاب العام الماضي. وأضافت الوكالة أن مذكرات الاعتقال تأتي في إطار عمليات لتفتيت «الهيكل المالي» لشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن.

وتلقي أنقرة باللوم على كولن في تدبير محاولة الانقلاب التي حدثت يوم 15 يوليو العام الماضي وطلبت من واشنطن مرارا تسليمه. وينفي كولن تورطه في الأمر. وفي أعقاب محاولة الانقلاب سجنت السلطات أكثر من 50 ألف شخص بانتظار المحاكمة وجرى طرد أو إيقاف نحو 150 ألفا آخرين من وظائفهم بالجيش والقطاعين العام والخاص.

من جهة أخرى أعلنت وزارة العدل الإسبانية،أمس في مدريد أن إسبانيا لن تسلم الكاتب الألماني-التركي دوجان أخانلي لتركيا.

وذكرت الوزارة،في بيان حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه، أن مجلس الوزراء في مدريد قرر ذلك بناء على اقتراح من وزير العدل رافيل كاتالا. ومن جانبه، رحب وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابريل، بهذا القرار.

وقال جابريل، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس: «أشعر بارتياح كبير وسعادة بعزم مجلس الوزراء الإسباني عدم مواصلة إجراءات تسليم السيد أخانلي لتركيا». وذكر جابريل أنه يتعين الآن أن تلغي المحكمة المختصة القرار الحالي بمنع أخانلي من مغادرة تركيا، حتى يتمكن من العودة إلى ألمانيا، وقال: «آمل أن يتم هذا الإجراء بسرعة وبدون تعقيدات، حتى يستطيع السيد أخانلي العودة إلى ألمانيا». يذكر أن السلطات الإسبانية اعتقلت أخانلي في 19 أغسطس الماضي خلال قضائه عطلة في إسبانيا بناء على طلب تركي بملاحقته، إلا أنها أطلقت سراحه بعدها بيوم مع إلزامه بعدم مغادرة البلاد وتسجيل تواجده لدى الشرطة أسبوعيا.

وتتهم تركيا الكاتب المولود في مدينة كولونيا الألمانية بالمشاركة في جريمة قتل بدافع السرقة.

وينفي أخانلي هذه التهمة، موضحا أن هناك دوافع سياسية وراء طلب تسليمه.