المنوعات

مؤرخ عربي: التاريخ والكُتّاب لم ينصفوا السلطان عبد الحميد

13 أكتوبر 2017
13 أكتوبر 2017

بيروت «الأناضول»: «السلطان الأحمر».. هكذا وصف بعض المؤرخين في العالم أحد أبرز سلاطين الدولة العثمانية، عبد الحميد الثاني، كما أن كثيرا من الصحفيين العرب ومؤلفي كتب التاريخ اتهموه زورا بالقتل والإجرام.

هؤلاء والتاريخ، لم ينصفوا «عبد الحميد» في كتاباتهم وأحكامهم التهجمية السلبية، لكن فئة قليلة من الباحثين، القارئين التاريخَ بتمعن، والمتفحصين للوثائق الرسمية الموجودة في كتب ومراجع ضخمة تمكنوا من استخراج «صك البراءة» للسلطان.

دور الصهيونية العالمية والقوى الدولية «في خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش» كتاب يستعد المؤرخ والمحاضر الجامعي الدكتور حسان حلاق لطباعته قريبا في لبنان. هذا الكتاب يستند فيه «حلاق» لوثائق تاريخية تشرح كيف تآمر الصهاينة في تركيا، مع بعض العلمانيين والحركة الماسونية لخلع السلطان عبد الحميد عن عرشه ونجاحهم في ذلك.

في حديثه مع «الأناضول» يشرح «حلاق» بالدلائل كيف بدأ المخطط لبناء دولة الصهاينة، فيقول، الكثير من المؤرخين العرب والمستشرقين «طعنوا بالدولة العثمانية وعدالتها، لا سيما في قضية فلسطين». وأضاف، «بدأت تجميع الوثائق والمحفوظات والمعلومات سنة 1975، والتي تؤكد تورط الصهاينة في إزاحة السلطان عبد الحميد عبر محاولة إقناعه بقبول مبالغ كبيرة تقدّر بخمسين مليون ليرة ذهبية من صهاينة العالم مقابل السماح لهم بدخول فلسطين». هذه العروض قدّمها الصحفي الصهيوني النمساوي تيودر هرتزل ( مؤسس الحركة الصهيونية) للسلطان العثماني الذي كان يقود الدولة العثمانية في حكمها لفلسطين آنذاك، لكن الأخير قابلها بطرد الأول ورفضها، بحسب «حلاّق». «مذكرات هرتزل» التي أتى فيها على ذكر عبد الحميد ووصفه بأنه أصعب سلطان عثماني يمكن رشوته - وفق ما قال هيرتزل - أكدت رفض عبد الحميد للمبالغ التي حاول الصهاينة تقديمها له.

وذكر «حلاق» في كتابه أن السلطان عبد الحميد بحسب ما نسب إليه آنذاك عارض فكرة ظاهرة هجرة الصهاينة من الغرب حيث كانوا يصلون فلسطين بواسطة السفن مدعومين من الدول الاستعمارية البريطانية آنذاك.

هؤلاء كانوا يدّعون بأن مجيئهم إلى فلسطين يأتي في إطار زيارة الأراضي المقدسة (الخاصة بالديانة اليهودية)، لكنهم يبقون فيها، وهو ما تنبه إليه السلطان العثماني، وأطلق ما سُمّي وقتها بالبطاقة الحمراء. وكانت هذه البطاقة تسمح لليهودي القادم لفلسطين بالمكوث فيها لمدة شهر كحد أقصى، وبناء على ذلك طلب من السلطات المعنية في الدولة العثمانية سحب جوازات سفرهم وإعادتها إليهم بعد انقضاء المدة والرجوع إلى بلادهم، بحسب «حلاق».