1131677
1131677
العرب والعالم

مدريد تدرس كل الخيارات وحكومة كاتالونيا تؤكد أن توقيع إعلان الاستقلال «رمزي»

11 أكتوبر 2017
11 أكتوبر 2017

المفوضية الأوروبية تدعو إلى احترام كامل للدستور الإسباني -

مدريد-بروكسل-(أ ف ب): أكدت الحكومة الإسبانية أنها تدرس «كل الخيارات» خلال اجتماع طارئ عقدته أمس بعد ساعات على إعلان قادة كاتالونيا أن الشعب فوضهم إعلان الاستقلال لكنهم قرروا تعليقه ما أدخل إسبانيا في أزمة سياسية عميقة.

ووعد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي باستخدام كل السلطات الموكلة إليه لمنع استقلال كاتالونيا، ما يغرق إسبانيا في أسوأ أزمة منذ عقود.

ورفض استبعاد فرض الحكم المباشر على هذه المنطقة التي تحظى بحكم ذاتي تقريبا، في خطوة يتخوف كثيرون أنها يمكن أن تؤدي إلى عنف.

ودعا راخوي إلى اجتماع طارئ للحكومة بعدما أعلن رئيس كاتالونيا الانفصالي كارليس بوتشيمون مساء أمس الأول انه قبل تفويض الشعب بأن تصبح منطقته «جمهورية مستقلة» بموجب نتيجة الاستفتاء الذي جرى في كاتالونيا في 1 أكتوبر الحالي . لكنه سارع إلى تعليق إعلان الاستقلال لكي يفسح المجال أمام المفاوضات مع الحكومة المركزية وذلك في خطاب ألقاه أمام برلمان كاتالونيا وأشاع حالة ارتباك لدى كثيرين.

واعلن مصدر حكومي اسباني رفض الكشف عن اسمه ان الحكومة تدرس «كل الخيارات» للرد على أزمة كاتالونيا، مضيفا ان «الحكومة مجتمعة، وتدرس كل الخيارات».

وكانت إسبانيا قد حبست أنفاسها قبل جلسة البرلمان الكاتالوني أمس الأول نظرًا لأهمية الإقليم، خاصة وأن سكانه البالغ تعدادهم 7,5 مليون نسمة منقسمون بشدة على مسألة استقلال إقليم كاتالونيا والتي أثارت قلقًا شديدًا أيضًا في الاتحاد الإوروبي.

وتجمع آلاف الأشخاص أمام مبنى البرلمان في برشلونة مساء أمس الأول ولوحوا بإعلام كاتالونيا ويافطات كتب عليها «ديمقراطية» وكانوا يأملون أن يعيشوا ليلة تاريخية في منطقة تبقى شديدة الانقسام حول الاستقلال.

لكن الدولة الإسبانية تمسكت بموقفها الرافض لأية وساطة أو أية محادثات إلى حين تخلي قادة كاتالونيا عن عزمهم الاستقلال.

وقالت نائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز «لا احد يجب ان يتوقع فرض وساطة بدون العودة إلى الشرعية أو الديمقراطية». وأضافت: إن الرئيس الكاتالوني كارليس بوتشيمون «لا يعرف اين هو، ولا إلى أين يسير» بأقدامه على هذه الخطوة.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الإسباني الفونسو داستيس أمس ان الاستقلال الذي أعلنته كاتالونيا مع وقف التنفيذ هو «خداع» سيؤدي إلى «مواجهات» اقتصادية واجتماعية.

وعبرت ماريا روزا برتران المقيمة في برشلونة عن معارضتها تأجيل الانفصال.

وقالت: أرى الأمر أسوأ لأن المعاناة تطول، التردد وعدم اليقين هما أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا».

بعد خطابه أمام البرلمان، وقع رئيس كاتالونيا وحلفاؤه إعلان الاستقلال أمام المجلس، لكن صلاحيته القانونية لا تزال غير واضحة.

وبالتالي تكون إسبانيا وكاتالونيا قفزتا نحو المجهول فيما تؤكد مدريد باستمرار أن إعلان الاستقلال لا يمكن أن يكون موضوع نقاش.

وقامت الشرطة باقتحام مراكز اقتراع وضربت بعض الناخبين كما أغلقت بعض المكاتب.

وقال مارك كازيس الطالب في برشلونة أمس الأول «لم أكن أتوقع إعلان الاستقلال بسبب كل الإجراءات التي بدأتها الحكومة الإسبانية مع تصرفات الشرطة والتهديدات».

وأيد نحو 90% من الذين شاركوا في الاستفتاء الانفصال عن إسبانيا لكن الكثير من الكاتالونيين المعارضين للاستقلال قاطعوه. وألقت الأزمة بثقلها على الأعمال في احد أغنى مناطق إسبانيا، رابع اكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

فقد نقلت عدة شركات مقارها لكن ليس موظفيها من كاتالونيا إلى أقسام أخرى في البلاد.

لكن سوق المال الإسبانية سجلت ارتفاعا صباح أمس بنسبة 1.16 بالمائة على أمل تحقيق تقدم في حل الأزمة.

كما تأثر اليورو بالأزمة حيث سجل ارتفاعا طفيفا أيضا بعد إعلان بوتشيمون وحقق مكاسب في جلسات التداول الآسيوية الاربعاء.

لكنه لا يزال أقل بسنتين من أعلى مستويات سجلها الشهر الماضي بسبب عدم الاستقرار السياسي.

وأعلن المتحدث باسم حكومة كاتالونيا أمس أن إعلان الاستقلال الذي وقعه النواب الانفصاليون في البرلمان الإقليمي والرئيس الكاتالوني كارليس بوتشيمون مساء أمس الأول هو في الوقت الراهن «عمل رمزي».

وقال الناطق جوردي تورول: إن «الاعلان يجب ان يصدر عن برلمان كاتالونيا» وهذا الأمر لم يحصل مضيفا إن التوقيع كان «عملا رمزيا وقد وقعنا جميعنا على التزامنا بإعلان الاستقلال». لكنه أوضح «إنه وقت مستقطع، وليس تخليا او خطوة إلى الخلف».

وأضاف: إن «الرئيس (بوتشيمون) قال إنه سيعلق مفاعيل الاستقلال والقانون الانتقالي حتى نجلس ونتحدث ونستمع ونتحاور ونرى إن كان هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق».

وقال: «إننا نسعى إلى السياسة وليس إلى جدل قانوني».

لكنه أشار إلى أن الحكومة الكاتالونية تريد «التحاور بشأن استقلال كاتالونيا» ما يعكس الانتقال إلى مرحلة جديدة إذ كانت الأولوية حتى الآن التحاور بشأن «تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير» وهو ما رفضته الحكومة الإسبانية على الدوام وبشكل قاطع.

وقال: «إننا لا نتخلى عن استقلال كاتالونيا» لكن «نود أن نعرف ما الذي تقدمه الدولة لكاتالونيا».

إلى ذلك كررت المفوضية الأوروبية أمس التأكيد أنها تنتظر «احتراما كاملا للنظام الدستوري الإسباني» غداة إعلان الرئيس الانفصالي كارليس بوتشيمون «استقلال» كاتالونيا وتعليقه بعد ذلك.

وصرّح نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل «المفوضية تتابع عن كثب الوضع في إسبانيا وتكرر دعوتها السابقة إلى الاحترام الكامل للنظام الدستوري الاسباني».

وأضاف: «لدينا ثقة بالمؤسسات الاسبانية وبرئيس الوزراء (ماريانو) راخوي الذي يتواصل معه رئيس (المفوضية) جان كلود يونكر باستمرار ومع كل القوى السياسية التي تعمل للتوصل الى حل».

وقال: إن هذا «الحل» يجب أن يتم التوصل إليه «ضمن اطار الدستور الاسباني».

وأكد دومبروفسكيس «أننا ندعم الجهود التي تبذل في سبيل تخطي الانقسامات والانشقاقات من أجل ضمان وحدة واحترام الدستور الاسباني».