1131783
1131783
العرب والعالم

المبعوث الأممي يعلن عن مقترح شامل لعودة المفاوضات اليمنية

11 أكتوبر 2017
11 أكتوبر 2017

الحكومة اليمنية تشدّد على الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة ومقتل إمام مسجد بعدن -

صنعاء- عدن «عمان»- جمال مجاهد- وكالات :-

أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنه يعمل حالياً على مقترح شامل يتضمّن مبادرات إنسانية لإعادة بناء الثقة وكذلك خطوات لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، استناداً إلى اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين يمنيين ودوليين على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك وكذلك الاتصالات التي أجراها مع الأطراف.

وقال في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأوّل أنه «سوف ندخل في تفاصيل هذا المقترح مع الحكومة اليمنية وكذلك مع تحالف أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام اللذين تعهدا باللقاء والتباحث بالحيثيات، ونتمنّى أن يقترن التعهد بالأفعال وأن يضاعفا التزامهما بالعمل معنا بهدف التوصّل إلى حل سياسي سلمي».

ودعا المبعوث الأممي الأطراف إلى أن «تقرّر الالتزام بوقف الأعمال العدائية والمضي في مناقشات بشأن اتفاق سلام شامل، كما عليها أن تجد أرضية مشتركة للتخفيف من آثار النزاع والجوع والمرض، وزيادة الثقة فيما بينها».

واعتبر أن «التوصّل إلى اتفاق لتيسير وصول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى الحديدة ومنها إلى كافة المناطق اليمنية، وفتح مطار صنعاء وضمان دفع الرواتب بشكل ثابت، يشكّل خطوة أساسية للتخفيف من تأزّم الوضع الإنساني إلا أن هذه الخطوات لن تكون بديلة عن الحل الكامل والشامل الذي نريد التوصّل إليه وهي ستكون جزءاً من خطة سلام أكثر شمولية».

وطلب من مجلس الأمن استخدام كل نفوذه السياسي والاقتصادي للضغط على الأطراف للالتزام بمسار السلام، وأضاف «لا بدّ للأطراف من أن تخرج من خنادقها، وتضع حدّاً للخطاب العدائي وبدل أن تتصارع على اليمن، فلتتعاون من أجل اليمن». وأكد أن «الأمم المتحدة تسخّر كل قدراتها السياسية واللوجستية والإدارية والاستشارية لمساعدة اليمن، ولكن القرار بإحلال السلام لا يتّخذه إلا أطراف النزاع وعليهم المسؤولية في كل ما يجري، نردّد أن المسار الوحيد القابل للتطبيق لمستقبل اليمن هو تسوية تفاوضية، وإن المقترحات التي طرحتها تحاكي مطالب الطرفين وسيعود تطبيقها بالفائدة الملموسة على الشعب اليمني».

وقال: إن نحو 17 مليون شخص لا يستطيعون حالياً الحصول على ما يكفي من الطعام، ويواجه أكثر من ثلث محافظات البلاد خطر المجاعة الحادّة، وقد أدّى تدمير البنية التحتية وانهيار الخدمات العامة إلى تفشّي مرض الكوليرا بشكل هو الأسوأ في العالم، والذي أدّى إلى مقتل أكثر من 2100 شخص وما زال يصيب الآلاف كل أسبوع.

وأوضح أن أطراف النزاع في اليمن ماضية في صراع عسكري عقيم يعيق طريق السلام، في وقت يعاني فيه الشعب اليمني من كارثة انسانية عارمة صنعها الإنسان، وأضاف أن هذا النزاع يخلّف وضعاً مأساويا في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، فالاقتصاد آخذ في التقلّص، ولا يزال استخدام عائدات الدولة المتضائلة لتمويل الحرب يقوّض دفع الرواتب التي يعتمد عليها الملايين من اليمنيين.

وقال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير خالد اليماني إن الحكومة اليمنية كانت وما زالت تؤمن بأن الحرب لا يمكن أن تكون هي السبيل لتسوية الأزمة اليمنية، مؤكداً أن الحكومة لم تلجأ لاستخدام السلاح عندما سيطر مسلّحو جماعة «أنصار الله» على العاصمة صنعاء وقدّمت التنازلات وصولاً إلى توقيع اتفاق السلم والشراكة المثير للجدل والذي رفض «أنصار الله» الالتزام به.

وأضاف اليماني في بيان اليمن الذي قدّمه أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط «اليمن»، أن مرجعيات السلام والمتمثّلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن تتوفّر على عناصر الحل المستدام للأزمة اليمنية، كما أن قرار مجلس الأمن 2216 لعام 2015 يكتسب مع مرور الوقت أهمية استراتيجية باعتباره مرجعية القانون الدولي والموقف الموحّد لمجلس الأمن لمعالجة الأزمة اليمنية، والذي يؤكد بقوة أن أي حل مستدام للأزمة اليمنية لا يمكن إلا أن يقوم على أساس انسحاب المسلّحين من المدن وعودة سلطات الدولة، وتسليم الأسلحة والصواريخ إلى الدولة لأن الدولة وحدها هي من يجب أن تمتلك السلاح وليس المسلّحين. وأكد اليماني أن «السلام لا يمكن أن يتحقّق والحرب التي نتطلّع إلى إيقافها اليوم لا يمكن أن تتوقّف من طرف واحد، بل يستوجب قبول الطرف الآخر للعودة إلى المفاوضات والقبول بشروط السلام ومرجعياته الثابتة لوضع نهاية لمعاناة شعبنا اليمني».

ودعا اليماني الدول الفاعلة في الأمم المتحدة إلى الاضّطلاع بمسؤوليتها في اليمن من خلال ممارسة الضغط على «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبد الله صالح لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وتقديم التنازلات الحقيقية حتى يجنّب اليمن إراقة مزيد من الدماء والعمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتهم.

ميدانيا اغتيل رجل دين يمني في مدينة عدن الجنوبية، ما دفع القوات الحكومية إلى توقيف عشرة إسلاميين، بحسب ما اعلن امس مصدر امني.

وقال المصدر في قوات الحكومة المعترف بها دوليا إن ياسين العدني، إمام جامع زايد في عدن والذي يعمل في دائرة التوجيه المعنوي التابعة لقوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات، قتل بعبوة ناسفة وضعت في سيارته،وأضاف أن نجله الذي يبلغ من العمر 12 عاما أصيب في التفجير.

وبعد ساعات من عملية الاغتيال، داهمت قوات أمنية في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها، مقر حزب «التجمع اليمني للإصلاح» المقرب من جماعة الإخوان المسلمين واعتقلت عشرة من أعضائه، وفقا للمصدر ذاته.

وأكد أن القوات الحكومية «داهمت المقر وقامت بضبط أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة».

من جهته، أصدر الحزب بيانا اكد فيه وقوع مداهمات وعمليات اعتقال بحق عشرة أعضاء فيه بينهم الأمين المساعد للحزب محمد عبد الملك، مطالبا «بسرعة الإفراج عن المعتقلين» من دون أن يذكر اغتيال رجل الدين.

والحزب الإسلامي عضو رئيسي في تحالف القوى الجنوبية في اليمن الذي يضم ايضا قبائل وأطرافا انفصالية، وأقام الحزب علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي أنصار الله في سبتمبر من العام نفسه، وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل قوات التحالف في مارس 2015 بعدما تمكن أنصار الله من السيطرة على مناطق واسعة في اليمن.