1131308
1131308
المنوعات

ندوة علمية في الفنون الشعبية تناقش الأساطير العمانية

11 أكتوبر 2017
11 أكتوبر 2017

نظمها النادي الثقافي بالتعاون مع شبكة المصنعة الثقافية -

«العمانية»: نظم النادي الثقافي ندوة علمية بعنوان «الفنون الشعبية العمانية قراءات في الميثولوجيا (الأسطورة والطقس)» بالتعاون مع شبكة المصنعة الثقافية بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين في هذا المجال وأدارها الدكتور حمود الدغيشي.

ركزت محاور الندوة على أهمية «الفنون الشعبية العمانية» بوصفه واحدا من مجالات التراث الثقافي، إضافة إلى السعي لتحقيق أهداف عدة منها ترسيخ مفهوم الفنون الشعبية، وتأصيل دورها في الحركة الثقافية والمجتمع؛ كونها تعبيرا عن شخصية الشعوب وهويتها الثقافية والحفاظ على الفنون الشعبية العمانية من محاولات المسخ والتشويه تحت مظلة العولمة والحداثة، وتغيير رموزه بما يؤدي إلى تشويه معالم هذه الفنون الشعبية التي تشكل مقدمة تغير الهوية الثقافية.

كما سعت الندوة إلى إبراز الهوية العمانية الوطنية المتجذرة، وعلاقة الإنسان بالمكان، والطقوس العقدية التي مارسها الإنسان العماني في هذه المنطقة أو تلك بما تحمله من مشاعر غريزية ووجدانية، وفكرية وسلوكية وتفعيل حضور الدراسات العمانية المعاصرة التي تبحث في الفنون الشعبية من خلال المناهج النقدية المختلفة، لاسيما الميثولوجية منها، والبحث في جماليات هذا التراث الشعبي وترسيخ مفهوم الميثولوجيا، ومحاولة فصل هذا المفهوم عن مفاهيم الخرافة وبقية الأجناس التي تداخلت معه.

بدأت الندوة بمداخلة نظرية للدكتور خزعل الماجدي تحدث فيها عن العلاقة بين التراث الشعبي والأساطير بحيث إن الحكاية الشعبية تركز في مجالاتها على موضوعات العمران والخراب، وتبتعد عن موضوعات الخليقة والنهايات، باعتبارهما الجزء الدنيوي الفاعل والمستمر الذي يمكن للحكاية الشعبية الخوض فيه بيسر وسلاسة كجزء من التاريخ الشعبي الكرونولوجي لذلك الشعب.

بعد ذلك تحدث الدكتور سالم بن سعيد البحري المستشار لوزيرة التربية والتعليم في محور تاريخ الشخصية في الفنون الشعبية العمانية وتحديدا في موضوع «بناء الشخصية في الفنون الشعبية - الحكاية الشعبية العمانية نموذجا»، وركز في بحثه على المفهوم الفكري للفنون الشعبية والحكاية الشعبية، ومقومات الشخصية في الحكاية الشعبية العمانية وصفاتها.

وتحدث الدكتور رضا الأبيض من الجمهورية التونسية في دراسته البحثية عن (الطهور) وتقاليده في الثقافة العمانية وهي دراسة مقارنة انطلاقا من كون الطهور، وما يرافقه من احتفالات وآداب يمثل أحد مكونات الثقافة المتوارثة جيلا بعد جيل في عمان.

وقال الأبيض: إن التراث ينقسم إلى قسمين: مادي كالعمارة والحلي واللباس والزينة.. وغير مادي يشمل الإنتاج الفكري والتعبيرات الثقافية كالموسيقى والطقوس والفنون القولية كالحكايات والأساطير والأهازيج والأغاني إلى غير ذلك مما هو قولي أو غير قولي محفوظ في الذاكرة الجماعية أو يستعاد في الحياة اليومية المعاصرة كتجربة معيشة أو استعادة احتفالية في المناسبات العائلية والوطنية.

أما الباحث فهد بن مبارك الحجري فتحدث ضمن المحور الثاني عن مظاهر الطبيعة في الفنون الشعبية العمانية (التاريخ/‏‏‏ الأسطورة/‏‏‏ الطقس) بمداخلة بعنوان «شجرة اللبان». وقال الحجري إن هذه الدراسة تناقش ميثولوجية شجرة اللبان في ظفار، وتسلط الضوء على تاريخها الذي ذكرته المدونات التاريخية وأهمية مادة اللبان التي تعتبر شجرة أسطورية بتاريخها وطقوس (كشط) اللبان منها، والمحرمات التي وجب أن يراعيها العمال في منازل اللبان، فهناك كثير من المحرمات التي ينبغي الوقوف عليها كي ندرك العلاقة بين هذه الشجرة وجامع اللبان الذي جعل منها أسطورة ضمن نسقه التعاملي ضمن علاقة روحية بينه وبينها في خطابه معها ومراعاته لكل ما يؤذيها، ليوجد حولها تلك العوالم التي كانت حامية لها، وجاعلة من مكان تواجدها في الأنحاء القاحلة من ظفار مكانا يحافظ على سر هذه الشجرة وسائلها الذي كان له الأثر الكبير في حياة أسر، وقيام ممالك، وازدهار تجارة تحركت من جنوب عمان إلى شمال شبه الجزيرة العربية.

وقدم الباحث حارث بن سيف بن حارث الخروصي ورقة عمل بعنوان «الناقة والحجر بين الفنون الشعبية والميثولوجيا». وقال: إن قصة الناقة التي تحولت إلى حجر تنتشر في عدة مناطق في عمان لرغبة الإنسان القديم في تفسير العديد من الظواهر الطبيعية وتشكل الأحجار الصلبة بتشكيلات مختلفة وبأشياء ميثولوجية وشبهها بكائنات يراها في حياته اليومية وقد تكون لها أهمية في معتقده وحياته.

فظهرت قصة الناقة التي تحولت إلى حجر وتنتشر هذه القصة في أحد المواقع في وادي بني خروص وفي موقع بقرية عين الكسفة في ولاية الرستاق والمزاحيط امتدادا إلى شرجة بني سعد بوادي شافان بولاية الخابورة.

وتحدث الخروصي في بحثه عن فحوى القصة وربطها بالميثولوجيا في عمان من حيث الناقة والجمل في الفن الصخري في عمان والفرق بين رسومات الجمل والناقة في الفن الصخري وربطها بالميثولوجيا في الأزمنة الغابرة ضمن النطاق الجغرافي لعمان والناقة والجمل في الأدب العربي العماني وحديث مالك بن فهم إلى نوقه في رحلته من جنوب الجزيرة إلى عمان والناقة بصفة عامة في الأدب العربي الجاهلي والحجر في الفنون الشعبية العربية والميثولوجيا العربية.