مرايا

قلعة نخل الصامدة على صخرة منذ ما قبل الإسلام

11 أكتوبر 2017
11 أكتوبر 2017

يعود تاريخ بناء قلعة نخل إلى فترة ما قبل الإسلام، وتقع عند مدخل ولاية نخل في وادي الرقيم، وتسمى أيضا بحصن الحيم، وتتميز بانه تم بناؤها على نتوء صخري يصل ارتفاعه إلى 200 قدم في سفوح جبال الحجر الغربي، ونجد بعض أجزاء الصخرة ترتفع مع ارتفاع البناء، ويمكن ملاحظة ذلك في بعض الأبراج وعلى وجه الخصوص في الجانب الغربي من القلعة، ليكون الصخر جزءاً من التحصينات الدفاعية داخل وخارج القلعة، وتعد هذه القلعة من أبرز المعالم الأثرية لولاية نخل.

بنيت القلعة في البداية من الحصى والأخشاب والجص، ولقد تعاقب عليها الكثير من الملوك والسلاطين الذين قاموا بتجديدها على مدى العصور الماضية، وأيضا قاموا بإظهار جمال المعمار الإسلامي فيها، فنجد الزخارف الإسلامية التي تزينها من كل مكان.

فقد تم تجديدها في القرنين الثالث والعاشر الهجري خلال فترة حكم أئمة بني خروص، حيث قام بترميمها وإدخال التحسينات عليها الإمام الصلت بن مالك الخروصي عام 170هـ لتكون بمثابة الحارس على مزارع النخيل الممتدة تحت سفح الجبل، أيضا تم ترميمها في عصري النباهنة واليعاربة، أما الباب الخارجي وسور القلعة وأبراجها فقد بنيت في عهد الإمام سعيد بن سلطان وذلك في عام 1250هـ /‏‏‏ 1834م.

وفي عام 1990م، تم الانتهاء من ترميم القلعة وتجهيزها بالصناعات الحرفية والتحف الأثرية، وكذلك الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم منذ زمن بعيد، والزي العماني التقليدي، كما تحتوي القلعة على بعض السيوف والمدافع القديمة التي كانت تستخدم في الدفاع عنها وعن المناطق الزراعية المحيطة بها، ونجد في غرفها الأسقف الخشبية العمانية بالألوان والرسوم التقليدية.

والقلعة متينة البناء، ضخمة الهيكل، وتضم 6 أبراج، أشهرها الثلاثة: الشرقي والغربي والأوسط، وكانت الأبراج تستخدم قديما في الحماية والدفاع عن القلعة من أي خطر يهددها، كما وزعت بقية الأبراج على مستوى الولاية كلها وهدفها الأساسي هو حماية القلعة، كما يوجد في داخلها بئران للمياه، و تحت القلعة يمر جسراً له انحناءين، ويتميز ممرها بميله الشديد والذي يصل بك إلى البوابة الرئيسية من ناحية الشمال،

تتكون قلعة النخل من طابقين، الأول خاص بتخزين التمور وبئر المياه وبعض الغرف الصغيرة، ويوجد به أيضا مسجد، والطابق الثاني يحتوي على غرف كل من الوالي وعائلته، حيث غرفة الوالي، وغرف أولاده، وغرف بناته، والاستراحة النسائية، والبرزة الشتوية والصيفية، وغرفة الضيوف.