1130558
1130558
العرب والعالم

مخاوف من تجربة صاروخية باليستية جديدة لكوريا الشمالية

10 أكتوبر 2017
10 أكتوبر 2017

في ذكرى تأسيس الحزب الحاكم -

سول - موسكو - (أ ف ب): أعلنت كوريا الجنوبية أمس انها في جهوزية عسكرية تامة في أعقاب تكهنات مكثفة حول تجربة باليستية محتملة لكوريا الشمالية بمناسبة إحياء الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس حزب العمال الحاكم فيها.

وتصاعد التوتر بشأن برنامج الأسلحة الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية في الأشهر القليلة الماضية، عقب قيام بيونج يانج بتجارب صاروخية وتجربة نووية سادسة هي الأقوى لها في تحد لسلسلة من العقوبات الدولية عليها.

وغالبا ما تعمد كوريا الشمالية إلى إجراء تجارب استفزازية في ذكرى مناسبات تاريخية مهمة. وتستعد لإحياء ذكرى تأسيس الحزب الحاكم.

وقال متحدث باسم قيادة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية: إن الجيش يراقب عن كثب تحركات الجيش الكوري الشمالي وفي جهوزية تامة. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء انه تم رصد حركة منتظمة لأفراد ومعدات في بعض المواقع في الشمال، تلمح الى استعدادات لتجربة أسلحة محتملة.

وأجرت بيونج يانج تجربتها النووية الخامسة في عيد تأسيس كوريا الشمالية العام الماضي. ولم يتضح بعد ما اذا كانت كوريا الشمالية ستقيم احتفالات رسمية في عيد الحزب او ما اذا كان رئيسها كيم جونج-اون سيشارك بشكل علني في المناسبة.

وامتدحت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية سياسة «التطوير المتوازي» للحزب - التي تدفع باتجاه تطوير أسلحة نووية بالتوازي مع الاقتصاد. وأضافت ان القوة العسكرية هي «ضمانة النصر». وذكرت مقالة في صحيفة «رودونج سينمون» بمناسبة عيد الحزب «علينا إنجاز بناء القوة النووية الوطنية بالتمسك جيدا بسياسة الحزب للتطوير المتوازي». وأضافت «علينا ان نرفع عاليا راية سياسة التطوير المتوازي العظيمة لتسريع النصر النهائي في المعركة الأخيرة ضد الولايات المتحدة». في الأثناء حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مكالمة هاتفية نظيره الأمريكي ريكس تليرسون من ان واشنطن قد تتسبب في «تصعيد غير مقبول» للتوتر مع كوريا الشمالية، بحسب ما أفادت موسكو.

وأوضح بيان للخارجية الروسية أن لافروف اعتبر خلال المحادثة الهاتفية مع تليرسون انه «من غير المقبول تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية الذي تؤدي اليه الاستعدادات العسكرية الأمريكية في المنطقة».

ودعا لافروف إلى تسوية الخلافات «بوسائل دبلوماسية حصرا». وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال السبت ان الجهود الدبلوماسية باتجاه كوريا الشمالية دائما ما فشلت.

وأضاف «آسف لكن الحل يكمن في شيء واحد»، دون ان يوضح اكثر. وكان ترامب أشار في تغريدة قبل اسبوع إلى انه قال لتيلرسون انه «يضيع وقته» وذلك بعد أن اكد الوزير وجود اتصالات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وكانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أجرتا في سبتمبر 2017 مناورات قرب الحدود مع كوريا الشمالية.

واقترحت الصين خطة دعمتها روسيا، تنص على تعليق برنامج التسلح النووي الكوري الشمالي في مقابل وقف المناورات العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهو ما رفضته واشنطن.

وكان ترامب هدد بان «يدمر تماما» كوريا الشمالية في حال شنت بيونج يانج هجوما على بلاده أو أي من حلفائها.

في السياق ذكر تقرير أمس ان قراصنة معلوماتية كوريين شماليين سرقوا مئات البيانات العسكرية السرية من كوريا الجنوبية بينها خطط عمليات حربية مفصلة تشمل حليفها الأمريكي. وقال النائب عن الحزب الديموقراطي الحاكم ري تشيول - هي أن القراصنة اخترقوا شبكة الجيش الكوري الجنوبي في سبتمبر الماضي ووصلوا الى 235 غيغابايت من البيانات الحساسة، بحسب ما ذكرته صحيفة شوسون ايلبو.

ومن بين الوثائق المسربة «خطط عمليات 5015» التي تطبق في حال حرب مع الشمال وتشمل خطط لهجمات من أجل إسقاط الزعيم كيم جونج-اون، بحسب ما ذكرته الصحيفة نقلا عن ري ولم يتسن الاتصال بري، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان، للتعليق لكن مكتبه أكد صحة ما نقل عنه.

ويأتي التقرير وسط مخاوف من اندلاع نزاع على شبه الجزيرة الكورية، تغذيها تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة بتحرك عسكري ضد بيونج يانج لكبح برنامجها النووي. وفي أحدث تغريدة له في نهاية الأسبوع، كرر ترامب القول ان الجهود الدبلوماسية مع كوريا الشمالية فشلت على الدوام مضيفا «شيء واحد فقط سيكون له مفعول». وقال ري نقلا عن وزارة الدفاع في سول أن 80% من المعلومات المسربة لم يتم تحديدها بعد. لكنه قال ان خطة الطوارئ الخاصة بالقوات الخاصة الكورية الجنوبية سُرقت، وكذلك تفاصيل عن مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة ومعلومات حول منشآت عسكرية مهمة ومعامل طاقة. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع تأكيد التقرير لدواعي السرية.

وفي مايو قالت الوزارة إن كوريا الشمالية قرصنت الانترنت الداخلي للجيش الكوري الجنوبي لكنها لم تكشف عما تم تسريبه. ولبيونج يانج وحدة تضم 6 آلاف اخصائي متمرن في الحرب الإلكترونية، بحسب حكومة كوريا الجنوبية.

وهذه الوحدة متهمة بشن هجمات على أهداف مهمة بينها قرصنة شركة «سوني بيكتشرز» في 2014.

والتقرير الذي نشرته صحيفة شوسون ايلبو هو الثاني من نوعه أمس عن هجمات إلكترونية على أهداف عسكرية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. فقد قالت الحكومة الإسترالية إن متعاقدا في مجال الدفاع لم تحدد هويته تعرض للقرصنة وان «كمية كبيرة من المعلومات» سرقت. وتم تسجيل 47 ألف حادثة إلكترونية في الأشهر الـ12 الماضية، أي بزيادة بنسبة 15% عن الفترة التي سبقتها، بحسب ما أعلنه وزير الأمن المعلوماتي دان تيهان في كانبرا لدى إعلانه تقريرا لمركز الأمن المعلوماتي.

وتمت قرصنة متعاقد الدفاع عن طريق ملقم خارجي، حيث استخدم القراصنة أدوات تحكم عن بعد للبقاء ضمن الشبكة، بحسب التقرير. وذكرت الصحيفة الاسترالية ان القرصان مقيم في الصين لكن الوزير تيهان قال لهيئة الإذاعة الاسترالية «لن نعرف ولا يمكننا أن نؤكد بالتحديد هوية المنفذ».