العرب والعالم

أمين عام حزب الاستقلال المغربي يدعو إلى الحكمة والتروي

10 أكتوبر 2017
10 أكتوبر 2017

أكد ان بلاده تمر بمرحلة تصحيح المسارات السياسية -

الرباط -عمان- يوسف حمادي -

دعا نزار بركة ، الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال خلفا لحميد شباط ، مناضلي حزبه إلى إعمال الحكمة والتروي في اتخاذ القرارات ، معلنا أنه كباقي زعماء الحزب الذين تعاقبوا على تسييره لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

وأكد نزار في تصريح خص به «عمان» مباشرة بعد إعلان فوزه أمينا عاما لحزب الاستقلال ، إن المرحلة الحالية في بلده المغرب هي مرحلة تصحيح المسارات السياسية وإعطاء العمل السياسي ما يستحقه من التزام وأخلاق ومسؤولية ليكون في مستوى المرحلة ، ويتجاوب إيجابيا مع طموحات الوطن والمواطنين . مشيرا إلى أن السياسيين في المغرب كانوا دائما يختلفون في عدد من القضايا ، لكن سرعان ما كانوا بعد أخذ ورد يعودون إلى اتخاذ القرار الصائب والعمل بما يخدم مصالح المغرب والشعب فلا يمكن دائما المشي على طريق سليم . فأحيانا تكون هناك أشواك وسط الطريق .ناصحا السياسيين بالحكمة والتروي في اتخاذ القرارات بشكل ديمقراطي يخدم المصلحة العليا للمملكة .

يذكر أن الانطلاقة الأولى التي دشن بها نزار بركة حملته الانتخابية للوصول إلى أريكة الأمين العام لحزب الاستقلال أقدم حزب في المغرب لم تكن عشوائية ، فالزعيم الجديد خريج مدارس الاقتصاد ورئيس سابق لمديرية التوقعات المالية بمديرية الدراسات ، عرف كيف يحسب وصوله إلى الأمانة العامة لحزب جده المؤسس الزعيم التاريخي علال الفاسي .

فحسب المراقبين السياسيين فإن الأسابيع الأخيرة للاستقلاليين في مقر الحزب «العتيد» بالعاصمة الرباط لم تكن عادية بل كانت ساخنة جدا لدرجة أن هناك من وصفها بـ«أيام وقوف الحزب على صفيح ساخن» وأن نزار بركة الذي كان يقود مجموعة المختلفين مع حميد شباط ، الأمين العام السابق للحزب ، كان واعيا بصعوبة المرحلة لكنه قاد سفينة الحزب إلى شاطئ الأمان وسط « تراشق المناضلين بالصحون في اجتماع «التوافقات»

بمركب الأمير مولاي عبد الله ليلة الانتخابات».

يذكر أن رئيس مؤتمر حزب الاستقلال لانتخاب الأمين العام الجديد ، نور الدين مضيان ، كان قد أعلن أن 1238 مصوتا ، من أصل 1284 ، شاركوا في عملية التصويت لانتخاب الأمين العام ، وأن نسبة المشاركة في العملية بلغت 96.24%.

ومن جهته كشف الناطق الرسمي باسم الحزب ، عادل بنحمزة ، أن تفوق نزار بركة على شباط تم بفارق 690 صوتا ، بخلاف المؤتمر السابق حيث أسقط شباط سلفه عبد الواحد الفاسي ، بـ 20 صوتا فقط .

للإشارة فإن نزار بركة نشأ في أسرة سياسية عريقة ، وأن جده لأمه هو الزعيم المغربي علال الفاسي، حاصل على درجة دكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة إكس مارسيليا 3 بفرنسا ، عمل مدرسا بجامعة محمد الخامس بالعاصمة الرباط ، التحق بوزارة المالية سنة 1996، وتدرج في عدد من المناصب والمسؤوليات ، من بينها رئيس مصلحة التوقعات المالية بمديرية الدراسات والتوقعات المالية، قبل أن يعين رئيسا لقسم السياسة الاقتصادية، ثم قسم التحليلات الماكرو - اقتصادية.

التحق الأمين العام الجديد بحزب الاستقلال سنة 1981 ، ثم تدرج في عدد من المسؤوليات داخل الحزب ، بدء من انتخابه عضوا بالمجلس الوطني سنة 1989 ، ثم اللجنة المركزية سنة 1998 ، قبل أن يصبح عضوا باللجنة التنفيذية للحزب منذ 2003 . عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس عضوا بلجنة ابن رشد لتقوية التعاون بين المغرب وإسبانيا ، هو عضو مؤسس للرابطة المهنية للتفكير والتوجيه، وعضو المجلس الإداري للجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي .