1129769
1129769
العرب والعالم

الجيش التركي يحشد آلياته للهجوم على إدلب ونفي تصادم مروحيتين أمريكيتين

09 أكتوبر 2017
09 أكتوبر 2017

معركة الرقة تقترب من النهاية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أكد الجيش التركي أمس أنه بدأ أنشطة الاستطلاع في محافظة إدلب بسوريا أمس الأول قبل عملية عسكرية متوقعة في المنطقة المتنازع عليها في شمال غرب سوريا.

وأضاف أن الخطوة شملت إقامة نقاط مراقبة وأنه يقوم بمهامه بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها في عملية آستانة في إشارة إلى اتفاق جرى التوصل إليه الشهر الماضي في عاصمة كازاخستان.

وتقول تركيا إنها ستقدم مساعدة لمقاتلي المعارضة السورية الذين تساندهم منذ فترة طويلة بهدف تنفيذ اتفاق عدم التصعيد الذي يهدف إلى تقليص العمليات القتالية مع القوات الموالية للحكومة في المنطقة التي تعد أكثر المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة سكانا. ومن جانبها ذكرت وكالة (الأناضول) التركية أن أعداد كبيرة من ناقلات جنود وعربات مصفّحة تابعة للجيش التركي، تموضعت في قضاء ريحانلي بولاية هطاي المتاخمة للأراضي السوري، استعداداً للانتقال إلى محافظة إدلب.

وتابعت الوكالة ان التحركات استمرت طوال ليلة الأحد، وفي ساعات الصباح من يوم امس، حيث اتجهت المعدات والعربات العسكرية إلى النقاط الحدودية مع سوريا، فور وصولها إلى قضاء ريحانلي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أمس الأول، عن بدء تنفيذ اتفاق لتخفيف التوتر في إدلب، كانت أنقرة وحلفاؤها توصلت له في إطار اجتماعات استانا بشأن سوريا. ودخل يوم السبت  500 عنصر من «الجيش الحر» من تركيا الى ادلب، في إطار اتفاق وقف اطلاق النار،  في وقت رفع الجيش التركي، وتيرة تحركاته العسكرية في المنطقة، في إطار استعداداته للانتشار في محافظة إدلب، لكن هيئة «تحرير الشام» توعدت فصائل المعارضة الذين يعتزمون قتالها في المحافظة.

ويأتي انتشار القوات بموجب اتفاق توصلت إليه الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) خلال مفاوضات أستانا، حول سوريا بشأن إنشاء منطقة «خفض توتر» في إدلب.

ويخضع الجزء الأكبر من محافظة إدلب لسيطرة هيئة «تحرير الشام» التي تعد «جبهة النصرة» سابقاً منذ 23 يوليو الماضي، مع تقلص نفوذ الفصائل الأخرى.

من جهة أخرى اتهم مسؤول عسكري في الجيش السوري الولايات المتحدة بتزويد تنظيمي  (داعش) و«جبهة النصرة» في سوريا بالأسلحة.

ونقلت وسائل إعلام عن رئيس إدارة العمليات الرئيسية في الجيش السوري، الجنرال علي العلي، قوله خلال استعراض أسلحة تم الاستيلاء عليها من المسلحين، «نعلم أن الولايات المتحدة زودت الإرهابيين في سوريا في الفترة من 5 يونيو وحتى 15 سبتمبر من العام الجاري، بـ 1421 شاحنة بمعدات عسكرية وأسلحة، بدعوى أن هذه الأسلحة مخصصة لمحاربة الإرهابيين، لكن في نهاية المطاف وصلت إلى أيادي مقاتلي (داعش) و(جبهة النصرة)».

وهاجم تنظيم «داعش» نقاطاً لــ «جبهة النصرة» في بلدة الرهجان الواقعة في عمق البادية شرق حماة، حيث اندلعت معارك عنيفة أسفرت عن قتلى وجرحى وسط أنباء عن سيطرة التنظيم على البلدة.

وأشارت مصادر محلية إلى أن مقاتلي التنظيم الذين نفذوا هجومهم على مواقع «النصرة»، كانوا من الذين فروا من ريف السلمية الشرقي مع عائلاتهم، حيث يحاولون إيجاد قاعدة جديدة لتواجدهم.

وأفاد ناشطون أن «النصرة» تشن هجوماً معاكساً على التنظيم لاستعادة بلدة الرهجان، وأشاروا إلى أن هناك مفاوضات قد تسمح لعائلات التنظيم بالبقاء في المنطقة، مقابل تسليم المقاتلين كامل سلاحهم للنصرة والخضوع لــ «دورات شرعية ومعسكرات تدريب».

وفي السياق، سيطرت «جبهة النصرة» على بلدة أرمناز غرب إدلب، بعد اشتباكات مع «أحرار الشام» و«فيلق الشام» أسفرت عن قتلى وجرحى بين الطرفين.

وقالت مصادر عراقية إن «النصرة» هاجمت بشكل مفاجئ مقار ومستودعات «أحرار الشام» و«فيلق الشام» في البلدة، أوقعت اشتباكات عنيفة وأسفرت عن انسحاب «الأحرار» و«الفيلق» منها. وأشارت المصادر إلى أن هجوم «النصرة» جاء رداً على التظاهرة التي خرجت يوم الجمعة الماضي وطالبت بخروج «النصرة» من المنطقة وتجنيبها الحرب.

وأكد المتحدث باسم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الكولونيل ريان ديلن، إنه لا صحة للأنباء التي تحدثت عن مصرع عسكريين أمريكيين في سوريا إثر تحطم مروحيتين.

وقال الكولونيل ديلن عبر حسابه في «تويتر»، «الأنباء عن سقوط مروحيتين ومقتل عسكريين أمريكيين في سوريا لا صحة لها». ويأتي تصريح ديلن، عقب أنباء تداولها نشطاء تفيد بمقتل 8عسكريين أمريكيين إثر تحطم مروحيتين أمريكيتين اصطدمتا ببعضهما قرب سد الحسكة الغربي بعد إقلاعهما. وتقود واشنطن تحالفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة يوجه ضربات جوية ضد مواقع تنظيم «داعش» في سوريا والعراق منذ 2014، كما يتواجد عسكريون أمريكيون في مناطق شمال شرق سوريا لتقديم المشورة والتدريب لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، فضلا عن تواجدهم جنوباً في قاعدة التنف حيث يتولولن مهام تدريب «جيش سوريا الجديد».

ميدانيا أيضا تقترب القوات التي تقاتل تنظيم داعش بدعم أمريكي من خوض «الأسبوع الأخير» من معركة الرقة، على ما أعلنت قائدة هذه الحملة لوكالة فرانس برس. وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية على نحو90% من المدينة التي شكلت معقلا للتنظيم المتطرف في سوريا، وحاصرت ما تبقى من جهادييه في جيب قرب وسطها.

وأكدت قائدة حملة «غضب الفرات» روجدا فيلات ان عناصرها يتقدمون إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش على جبهتين في شمال المدينة وشرقها. وصرحت لوكالة فرانس برس من الضواحي الغربية للرقة «في حال التقاء المحورين نستطيع ان نقول إننا دخلنا الأسبوع الأخير من حملة تحرير الرقة». وأضافت «في غضون ثلاثة أو أربعة أيام، يمكننا ان نتخذ القرار ببدء الحملة النهائية».

وأشارت فيلات الى استمرار المعارك الشرسة على الجبهة حيث يستخدم الجهاديون القناصة والانتحاريين ومواقع محصنة في أنفاق للتصدي لتقدم قوات سوريا الديمقراطية.

وأفاد علي شير، القائد الميداني في «وحدات حماية الشعب» التي تشكل المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، بأنّ عناصره حاصروا منطقة مستشفى الرقة وبدأوا أمس الأول يعدّون لهجوم في محيط الملعب شمالا. وصرّح لفرانس برس «سنحرر المناطق شمال الملعب، سنتقدم ليلاً على الأقدام وندخل نقاطا جديدة شمال المعلب، هذه أول مرة نستخدم هذا الأسلوب في الرقة». وفر عشرات آلاف المدنيين من الرقة جراء المعارك التي بدأت منذ دخول قوات سوريا الديموقراطية الى المدينة، لكن قد يكون تنظيم داعش احتجز آلاف الأشخاص ليستخدمهم دروعا بشرية.

وفي شأن آخر، انطلقت أعمال الدورة العاشرة للجنة الروسية-السورية المشتركة للتعاون الاقتصادي التجاري والعلمي والتقني بين البلدين، في مدينة سوتشي الروسية على ساحل البحر الأسود.

وخلال الاجتماع بحث الجانبان مشروع بروتوكول تعاون اقترحه الطرف الروسي للاتفاق على رؤى مشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات بصورة ملموسة ومحددة بدقة وتنفيذها وفق جدول عمل زمني محدد.

وجرى توزيع الخبراء من الجانبين على لجان عمل متخصصة في مجالات الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والطاقة والنقل والجيولوجيا والثروة المعدنية وقطاعات التعليم والثقافة وغيرها.

ويترأس الوفد السوري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، ومن الجانب الروسي نائب رئيس الحكومة دميتري روغوزين.