صحافة

تصريحات لبوريس جونسون تثير الجدل حول ليبيا

09 أكتوبر 2017
09 أكتوبر 2017

أثار خطاب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين، المزيد من اللغط على الصعيد السياسي الداخلي، سواء حول موقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو محاولته منافسة رئيسة الوزراء تيريزا ماي على زعامة الحزب، وأخيرا تصريحه المثير للجدل حول ليبيا الذي قال فيه إن الشركات البريطانية «لديها رؤية رائعة لتحويل مدينة سرت الليبية إلى دبي أخرى».

وأضاف جونسون بقوله: «رمال بيضاء، وبحر جميل، وقصر قيصر...مكان رائع، لدى سرت إمكانات حقيقية، وشباب واعد، وهناك رجال وسيدات أعمال بريطانيون، أناس رائعون، يريدون الاستثمار في سرت، تلك المدينة الساحلية بالقرب من مكان اعتقال وإعدام القذافي.

لديهم رؤية واضحة لتحويل سرت إلى دبي أخرى في المنطقة»، وأضاف ضاحكا «ولكن عليهم أن ينظفوا أولا شوارعها من الجثث». وحول تصريحات جونسون كتب باتريك وينتور وفرانسيس بيرودين تقريرا لصحيفة «الجارديان» قالا فيه ان هناك قصة وراء هذه التصريحات التي قال فيها إن «كل ما يتعين فعله في سرت هو تنظيفها من الجثث»، فقد أعلن في آخر زيارة له للمدينة في أغسطس الماضي أن الحكومة البريطانية خصصت مبلغ 3 ملايين جنيه استرليني لإزالة العبوات الناسفة التي خلفها تنظيم داعش في الأراضي الليبية خاصة في سرت الساحلية وهي المعقل السابق للتنظيم المتشدد. ويشير الكاتبان الى ان تصريحات جونسون أثارت ردود فعل كبيرة في بريطانيا وفي ليبيا أيضا، ففي بريطانيا طالب عدد من نواب البرلمان رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإقالة بوريس جونسون من منصبه، وفي ليبيا أثارت تصريحات جونسون رد فعل مرتفعا داخل ليبيا، وأدان رئيس الحكومة، المدعوم من الأمم المتحدة، فايز السراج، هذه التصريحات. وأشارت الصحيفة الى ان السراج التقى بالسفير البريطانى لدى ليبيا، بيتر ميليت، للحصول على تفسير لتصريحات جونسون غير المقبولة على حد تعبيره،  وأوضح السفير ميليت أن جونسون كان يقصد بعبارته قتلى تنظيم داعش.

وفي نفس السياق كتبت لورا هيوز تقريرا  لصحيفة «ديلي تلجراف» نقلت فيه عن متحدث باسم تيريزا ماي قوله «ان اقتراح بوريس جونسون بان تصبح مدينة سرت الليبية دبي المقبلة بعد إزالة الجثث، غير مناسب». وردا على سؤال حول ما اذا كان سيتم إقالته نتيجة للتعليقات التي دفعت أعضاء البرلمان إلى المطالبة باستقالته، قال مستشار رئيسة الوزراء أن هذه القضية تعتبر مغلقة.

وتقول الصحيفة أن هذا التوبيخ يأتي بعد أيام قليلة مضطربة لماي بعد وضع جونسون خطوطه الحمراء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما دفع بالمزاعم بأنه يخطط لتحدي القيادة. وتذكر الصحيفة ان زملاء جونسون في مجلس الوزراء ونواب البرلمان أدانوه بسبب هذا التصريح، وقال داميان جرين، السكرتير الأول للدولة، إن تصريحات جونسون غير مقبولة. وعلى الرغم من أن جونسون دافع عن ما قاله، مؤكدا أن تصريحاته كانت تهدف في الأساس إلى الحاجة إلى التفاؤل في ليبيا، لكن «الجارديان» شددت على أنه لم يكن موفقا في اختيار كلماته بما يتناسب مع حساسية الموقف في ليبيا.

 

 

 

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الليبية الموازية في شرق ليبيا دانت عبر لجنة الخارجية والتعاون الدولي في البرلمان الليبي تصريحات جونسون «غير المسؤولة» مؤكدة أنها «لن تسمح بالمساس بكرامة المواطن الليبي»، وطالبت باعتذار رسمي عن التصريح، كما عبر عدد من المواطنين الليبيين عن غضبهم حيال تصريحات جونسون على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن جانبه اتهم حزب العمال، جونسون بأنه «قاسي وعديم الإحساس»، ووصفت المتحدثة باسم حزب «العمال» للشؤون الخارجية، إيميلي ثورنبيري، تصريحات جونسون بأنها «مخزية»، وتساءلت عما إذا كانت ماي ستتخذ أي إجراء لتوبيخه.