المنوعات

العدوان يوثّق رحلته إلى فلسطين في «سماء الفينيق»

09 أكتوبر 2017
09 أكتوبر 2017

عمّان، «العمانية»: في كتابه «سماء الفينيق» الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية، يوثق الكاتب الأردني مفلح العدوان يوميات رحلته الأولى إلى فلسطين، التي قام بها عام 2014 حين استضافه متحف محمود درويش في ندوة عن روايته «العتبات». فخلال أسبوع من التجوال في مدن الضفة الغربية، لامس العدوان تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، ومعاناتهم مع الاحتلال، وجدار الفصل العنصري، وعاين بشكل مباشر الإيقاع اليومي للإنسان وتعالقه مع المكان في مساحات الأرض الفلسطينية، مع استحضار للتاريخ والذاكرة، ومقاربتها مع الواقع المعيش، إضافة إلى إضاءة المشترَك الحقيقي بين الأردن وفلسطين، جغرافيًا وإنسانيًا وحضاريًا، على مدى التاريخ.

وكان لاستحضار طائر الفينيق الأسطوري جانب وظيفي في النص، إذ تمكن العدوان مستندًا إلى دلالات الفينيق في الذاكرة الجمعية، من زيارة تلك الأمكنة التي مُنع من زيارتها في القدس، حين تم توقيفه عند حاجز قلنديا. قدم للكتاب وزير الثقافة الفلسطيني الشاعر د.إيهاب بسيسو قائلًا: «يتخذ المبدع مفلح العدوان من (سماء الفينيق) قبة للحكاية، تطل على مكونات الوقت الفلسطيني من حياة وذاكرة، السماء التي تحتضن أجنحة الفينيق جزءا من رواية الأرض التي تصعد نحو علياء السرد بكل كبرياء وشموخ».

وأضاف بسيسو: «في رحلة مفلح العدوان إلى فلسطين قادمًا من المملكة الأردنية الهاشمية، تطل المدن بعفوية خاصة للبوح ويصبح الوقت مسار سرد يستند إلى التاريخ والحاضر ضمن يوميات يصوغها العدوان بأسلوب مميز وهو ينتقل بين الأمكنة والمدن». وكتب الكاتب الصحفي باسم سكجها مقدمة للكتاب ورد فيها:

«وكأن لي اسمًا آخر، وكأن اسمي كان، أو صار: مفلح العدوان. ولكن مفلح من مشارف عمّان، وأنا من نَسل يافا، ودَم القدس. ولكنني هو، أنا الذي تجمعت جيناتي عند ساحل مفتوح على البحر الواسع، وهو الذي تكون قلبه على شرق آسر يأتي بالشمس، ولا يبخل بالقمر، ويطلّ على القلب، يُطلّ على فلسطين. وأنا، هنا، لا أقدم كتاب مفلح، ولكنني أهدي نصّي للقراء، لأن اللغة تمثّلني، والأجواء تستغرقني، والأماكن تستحوذني، فكأنني، كقارئ، تقمّصت روح ذلك الفينيق الذي رافق مفلح، وحرسه من أيّ شرّ، وشحن في روحه كلّ ذلك الحبّ، وشحذ قلمه وعقله، وشدّ من همّته، ليأتي بهذا الكتاب الآسر، أو لعلّني، وكأنّني، وأنّني، كنت السماء التي غلّفت أيام مفلح الفلسطينية بهذا الوَلَه الكنعاني الحميم».

يُذكر أن غلاف الكتاب زُيّن بلوحة للفنان د.جهاد العامري، لها دلالة خطوات العودة إلى النهر والبحر.