1128738
1128738
العرب والعالم

ميركل تبدأ مشاورات صعبة لتشكيل حكومة في مواجهة هجمات اليمين

08 أكتوبر 2017
08 أكتوبر 2017

اتهام مواطن أسترالي بقتل سائح ألماني طعنا -

برلين - سدني (د ب أ - أ ف ب): بدأت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مشاورات صعبة لتشكيل حكومة تهدف اولا إلى وضع حد للانتقادات التي تواجهها من الجناح اليميني لمعسكرها السياسي وذلك بعد أسبوعين على فوزها في الانتخابات الألمانية.

وعقدت ميركل وكبار قياديي حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي بمن فيهم وزير المالية فولفغانغ شويبله اجتماعا ظهر أمس في برلين مع حلفائهم البافاريين في الاتحاد الاجتماعي المسيحي بقيادة هورست سيهوفر.

ويهدف الاجتماع إلى إنهاء الانشقاقات بين الحركتين المتحالفتين وخصوصا بشأن السياسة السخية التي تتبعها المستشارة الألمانية في مجال الهجرة، والتوصل إلى برنامج مشترك للسنوات الأربع المقبلة.

لكن المهمة تبدو معقدة واحتمال التوصل الى اتفاق ضئيل.

ويحمل الحزب البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي يمثل المعسكر الأكثر تشددا في اليمين، ومعه الجناح اليميني في الاتحاد الديموقراطي المسيحي، المستشارة وسياستها الوسطية مسؤولية النتيجة المخيبة للآمال التي سجلت في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

فقد حققت فوزا ولكن بأسوأ معدل (32,9%) منذ 1949.

وباتت ميركل التي أضعفت من بداية ولايتها الرابعة، مضطرة لتشكيل تحالف مخالفا للطبيعة على الورق مع الليبراليين ودعاة حماية البيئة، لضمان أغلبية في البرلمان.

وأفادت وسائل الإعلام الألمانية أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي قدم في مفاوضات أمس خطة من عشر نقاط يغلب عليها التشكيك في ميركل شخصيا.

وقد فاجأت المستشارة التي تحكم ألمانيا منذ 2005 ناشطي حزبها مساء الانتخابات بقولها انها «لا ترى شيئا يجب تغييره في سياستها».

وترد خطة الاتحاد الاجتماعي المسيحي على هذا التصريح بالقول ان «الذين يقولون الآن -امضوا في طريقكم، سنستمر كما كنا- لم يفهموا ويعرضون للخطر قدرة الحزب على قيادة البلاد».

ويطالب الاجتماعيون المسيحيون البافاريون بان «تحتل الحركة مكانها على يمين الوسط».

وهم يقترحون تحديد سقف سنوي لعدد المهاجرين و»ثقافة مرجعية» ألمانية يفترض بالقادمين الجدد تبنيها.

وفي حال أخفق اللقاء، ستكون المشاورات اللاحقة المقررة اعتبارا من منتصف اكتوبر لمحاولة تشكيل تحالف اغلبي في البرلمان مع الليبراليين ودعاة حماية البيئة محكومة بالفشل.

أما الاشتراكيون الديموقراطيون الذين انضموا إلى المعارضة، فيصبون الزيت على النار.

وقال زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين مارتن شولتز لصحيفة «بيلد» أمس «انها قصة مجانين.

الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي ينتميان إلى المجموعة البرلمانية نفسها في مجلس النواب لكنهما في الواقع حزبان متعاديان».

وحتى الآن يعارض الاتحاد الديموقراطي المسيحي المدعوم في موقفه هذا من الليبراليين ودعاة حماية البيئة، تحديد سقف لعدد اللاجئين.

لكن ميركل عبرت أمس الأول عن تفاؤلها في إمكانية التوصل «بإرادة طيبة» إلى اتفاق مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي «بدون أن يضطر أي كان إلى إنكار مواقفه».

ولا تقتصر الانتقادات الموجهة لميركل على حليفها البافاري الذي تشهد العلاقات معه توترا منذ سنتين مع وصول مئات آلاف المهاجرين إلى البلاد.

فهي تصدر حاليا من داخل الاتحاد الديموقراطي المسيحي نفسه.

وقد لاحظت ميركل ذلك بنفسها في مؤتمر الشباب في حزبها في دريسدن.

وطالب بول تيسمياك زعيم المنظمة الشبابية في الحزب «بوجوه جديدة» على رأس الحزب «وبتوجه محافظ اكثر تشددا». وقال «علينا أن نعدد أخطاءنا بشكل واضح: من الواضع أن جزءا من ناخبينا يشعرون انهم غير ممثلين بشكل كاف». ولقي زعيم الجناح اليميني في الاتحاد الديموقراطي المسيحي ينس شبان تصفيقا حارا عندما دان السياسة التي تتبعها في مجال الهجرة والتي أدت إلى النتائج السيئة في الانتخابات، ورفض قادة الحركة فتح النقاش. في موضوع مختلف أعرب رئيس الجالية التركية في ألمانيا أمس عن أمله في تحسين العلاقات بين برلين وأنقرة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ألمانيا.

وقال جوكاي صوف أوغلو، رئيس الجالية التركية في ألمانيا «المواطنون في تركيا وفي ألمانيا ينتظرون تطبيع العلاقات» مضيفا «لذلك الآن، يجب تحويل جميع الأماني إلى عمل، مستقل تماما عن من سوف يشغل منصب وزير الخارجية». ويشار إلى أنه من المرجح أن يشغل السياسي بحزب الخضر جيم أوزديمير، ذو الأصول التركية، منصب وزير الخارجية في الائتلاف الحكومي الجديد.

وقال صوف أوغلو إنه لن يعتبر تعيين أوزيمير، الناقد اللاذع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كوزير للخارجية، مدعاة للقلق بالنسبة للعلاقات الألمانية التركية.

وأضاف « لا أعتقد أنه لديه أي مصلحة كبيرة في تعميق الفجوة بين ألمانيا وتركيا».

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعرب عن رغبته مؤخرا في تطبيع العلاقات المتوترة حاليا مع ألمانيا. وقال جاويش أوغلو في حوار نشر أمس الأول في مجلة شبيجل «إذا اتخذتم خطوة نحونا، سوف نأخذ خطوتين نحوكم». ويشار إلى أن ألمانيا بها نحو 3 ملايين شخص من أصل تركي، وكانت الدولتان تتمتعان بعلاقات قوية. ولكن العلاقات ساءت بين الدولتين مؤخرا عقب قمع أردوغان للمعارضين السياسيين، وبعضهم مواطنون ألمان، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.

في الأثناء قالت الشرطة الأسترالية إنه تم توجيه الاتهام إلى رجل أسترالي (33 عاما) بالقتل بعد طعنه سائحا ألمانيا في مدينة بريزبن الجمعة.

واعتقل الرجل الذي هرب من مكان الحادث في سيارته بعد الحادث الذي وقع على الطريق أمس الأول.وسوف يمثل أمام المحكمة اليوم.

وذكرت شرطة كوينزلاند أن السائح الألماني ـ 30عاما- وصديقه كانا يحاولان عبور طريق بالقرب من النزل الذي كانا يقيمان فيه قبل فجر يوم الجمعة عندما كادت سيارة الرجل أن تصدمهما.

وأفادت الشرطة بأنه اندلع شجار بين الجانبين بعد ذلك، طعن خلاله الرجل الأسترالي السائح الألماني في البطن والظهر عدة مرات، وتوفي بعد أربع ساعات في المستشفى.

ووقع الحادث على بعد أمتار قليلة فقط من منطقة تعج بالسائحين في بريزبن حيث يوجد عدد من الفنادق منخفضة التكلفة وبيوت الشباب.

ولم تكشف الشرطة عن اسم الضحية لكنها قالت إنه كان يقيم في كوينزلاند منذ فترة.