كلمة عمان

المصالحة الفلسطينية ومواجهة الإرهاب

08 أكتوبر 2017
08 أكتوبر 2017

أعربت السلطنة عن تنديدها وإدانتها الشديدة، بالعملية الإرهابية، التي تعرضت لها إحدى نقاط الحرس الملكي السعودي في مدينة جدة، أمس الأول، وأكدت على تضامنها مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، قيادة وحكومة وشعبا، في مواجهتها لهذه الآفة، وجهودها للقضاء عليها، وذلك انطلاقا مما يربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين من وشائج وروابط ومصالح مشتركة ومتبادلة في الحاضر والمستقبل، انطلاقا من الموقف العماني الواضح والدائم في إدانة ورفض كل صور الأعمال الإرهابية، والداعي كذلك للتعاون والعمل الملموس للتخلص من الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وهو أمر لن يتحقق على النحو المأمول، إلا في ظل تعاون حقيقي ومسؤول،على كافة المستويات، ثنائية وإقليمية ودولية، للسير من أجل تحقيق هذا الهدف المهم والنبيل.

ومع الوضع في الاعتبار أن التنظيمات الإرهابية، العاملة والنشطة في المنطقة، ومنها تنظيم «داعش» و«تنظيم القاعدة» وغيرهما، تستفيد، بشكل أو بآخر، من مجموعة المشكلات التي تعيشها عدة دول في المنطقة، فضلا عن المواجهات المسلحة، والحروب التي تشغل عددا آخر من دول المنطقة وشعوبها بأشكال مختلفة، وتفتح المجال أمام أنشطة مثل تلك التنظيمات وعناصرها الإجرامية، إن العمل وبذل الجهود الصادقة من أجل إيجاد السبل لحل المشكلات الراهنة، اقتصادية واجتماعية، ووضع نهاية للحروب والمواجهات الجارية، عبر الحوار وبالطرق السلمية، ووفق قواعد القانون والشرعية الدولية، والتوصل إلى توافقات وعناصر التقاء، تلتقي عليها الأطراف المختلفة، لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، وبعيدا أيضا عن أحاديث النصر أو الهزيمة على هذا الجانب أو ذاك، من شأنها المساعدة في التهيئة لحلول سلمية تتوق إليها دول وشعوب المنطقة، اليوم قبل الغد.

وفي هذا الإطار فإنه ليس من المبالغة في شيء القول: إن اتفاق المصالحة الفلسطينية، الذي تم التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس، وبرعاية ودعم من جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة، في الأيام الأخيرة، وما أدى إليه من خطوات طيبة بين رام الله وغزة لجسر الهوة بين الجانبين، ولتمكين حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية من ممارسة مهامها مرة أخرى في قطاع غزة، ولصالح الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة والضفة الغربية المحتلة وخارجهما أيضا، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن المأمول أن يتمخض، خلال الأيام والأسابيع القادمة عن استعادة اللحمة والوحدة الفلسطينية، التي تشكل ركيزة لا غنى عنها لدعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، وهو ما يؤدي في الوقت ذاته، إلى الدفع بالمنطقة ككل نحو طريق الاستقرار وإغلاق الطريق أمام الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، بأشكالها المختلفة، للتمسح بالقضية الفلسطينية، أو بالدين الإسلامي وهما منها براء.

كما أن من شأن نجاح المصالحة الفلسطينية أن يفتح الطريق أمام نجاح الجهود المبذولة، على مستويات عدة، لحل المشكلات الأخرى القائمة ولصالح استقرار دول المنطقة وشعوبها.