1125782
1125782
العرب والعالم

روحاني: لن نقبل بتغيير الحدود في المنطقة

04 أكتوبر 2017
04 أكتوبر 2017

أردوغان في طهران لترسيخ التقارب التركي-الإيراني -

طهران - عمان - سجاد اميري-(أ ف ب):-

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن بلاده لن تقبل تغيير الحدود الجغرافية في المنطقة بأي شكل من الأشكال، داعياً مسؤولي إقليم كردستان العراق إلى التراجع عن القرارات التي اتخذوها بشأن الانفصال.

وأضاف روحاني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في طهران أن العلاقة بين البلدين وعلى مدى السنوات الماضية شهدت تطوراً ملحوظاً على صعيد السياسة الإقليمية والثقافة والاقتصاد وقد تم اتخاذ قرارات مهمة خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك خصوصاً في ما يتعلق بتعزيز التجارة والعلاقات المصرفية بين الجانبين، وكذلك رفع مستوى التعاون في مجالي النفط والغاز وتهيئة الأرضية لاستقبال المستثمرين الأتراك في مجال الغاز، منوهاً إلى أن إيران تعتزم رفع حجم التبادل التجاري مع تركيا إلى مستوى إلى 30 مليار دولار.

وقال روحاني: إن مسألة مكافحة الإرهاب تحظى بأولوية لدى إيران وهي مستعدة للتعاون مع تركيا وباقي دول المنطقة في هذا المجال.

من جانبه قال الرئيس التركي أنه بحث مع روحاني كافة أشكال التعاون وفي مختلف المجالات، مؤكداً أن تنامي التعاون هو الذي يقرب وجهات النظر بين البلدين.

وأضاف أردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع روحاني بأن أنقرة وطهران وبغداد قررت اتخاذ خطوات أكثر صرامة رداً على استفتاء كردستان العراق، مشيراً كذلك إلى أنه بحث مع نظيره الإيراني سبل مواجهة النشاطات الإرهابية في سوريا لاسيّما في مناطق خفض التوتر.

من جانب آخر وقعت إيران وتركيا 4 عقود تعاون بحضور الرئيسين روحاني وأردوغان في مجالات التعاون الجمركي والمصرفي والثقافي وفي مجال الإذاعة والتلفزيون.

وبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس زيارة رسمية تستغرق يوما إلى طهران فيما تشهد العلاقات بين البلدين تطابقا في ملفات إقليمية حساسة مثل كردستان العراق والتقاء في وجهات النظر في الملف السوري.

وتتخوف الحكومتان من أن يعلن أكراد العراق الاستقلال عن بغداد ما يمكن أن يؤجج النزعة الانفصالية لدى الأقليات الكردية في تركيا وإيران، وتتطلعان للعمل مع حكومة بغداد على وقفه. ووصل اردوغان الذي تعود زيارته الاخيرة إلى إيران إلى يناير 2015، ظهرا إلى طهران برفقة وفد كبير.

ونظمت لأردوغان مراسم استقبال رسمية استعرض خلالها الرئيسان التركي والإيراني حسن روحاني حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزف النشيد الوطني لكلا البلدين، كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.ثم بدأ الرئيسان لقاءهما.

ومن المقرر عقد اجتماعات تخصص للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستراتيجي بين إيران وتركيا وخصوصا بهدف بلوغ الهدف المشترك وهو مضاعفة التبادل التجاري ثلاث مرات ليصل إلى 30 مليار دولار في 2018. وكان رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي اكار وصل إلى طهران منذ الأحد الماضي.

واقتنصت طهران هذه المناسبة للتذكير بمعارضة تركيا وإيران المشتركة للاستفتاء حول الاستقلال الذي جرى في 25 سبتمبر الماضي في كردستان العراق والذي أدى إلى فوز ساحق لمؤيدي الانفصال عن السلطة المركزية في بغداد.

وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال امير حاتمي عند استقباله الجنرال اكار مساء أمس الأول: إن «التعاون بين إيران وتركيا والعراق يمكن ان يخلق الاستقرار والأمن في المنطقة وان يقف في وجه التحركات الانفصالية». وحول المسالة العراقية والنزاع السوري، تكرر تركيا وإيران اللتان تعدان أقليتين كرديتين على أراضيهما، منذ اسابيع معارضتهما لأي تفكيك للعراق وسوريا وأي تعديل للحدود.وكثف البلدان الجاران التهديدات الموجهة لسلطات إقليم كردستان العراق ردا على الاستفتاء.

وتبدو العلاقات التركية الإيرانية افضل بكثير مما كانت عليه خلال الزيارة الأخيرة لأردوغان في كانون يناير 2015.

وقبل يومين من زيارته في 2015، اتهم اردوغان إيران بالسعي إلى «الهيمنة على المنطقة» ودعاها إلى «سحب كل قواتها من اليمن وسوريا والعراق»، ما أثار موجة استنكار في طهران حيث طالب نواب محافظون وصحف بإلغاء الزيارة لكن دون جدوى.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي لوكالة الانباء الإيرانية «إرنا»، «نشهد اتجاها تصاعديا وإيجابيا في العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بين إيران وتركيا» أملته «الوقائع» على الارض. والعلاقات بين تركيا وإيران كانت متقلبة على الدوام.

وبعد فترة من التحسن الكبير في النصف الثاني من عقد الألفين، تدهورت العلاقات إلى حد كبير منذ 2010 مع اندلاع «الربيع العربي» في دول عدة والتفويض الذي منحته أنقرة العضو في حلف شمال الأطلسي، لنشر الدرع المضادة للصواريخ التابعة للأطلسي على أراضيها، وهو اعتبرته طهران تهديدا وجوديا.