العرب والعالم

4 قتلى و39 جريحا باعتداء انتحاري في مصراتة تبناه داعش

04 أكتوبر 2017
04 أكتوبر 2017

انتقادات لوزير الخارجية البريطاني اثر هفوته حول ليبيا -

طرابلس - مانشستر - (أ ف ب) - قتل أربعة أشخاص وأصيب 39 آخرون بجروح أمس في اعتداء انتحاري تبناه تنظيم (داعش)، واستهدف مجمع المحاكم في مصراتة، ثالث كبرى مدن ليبيا.

حصل الاعتداء في «مجمع المحاكم»، وهو مبنى يقع في وسط مصراتة ويجمع المؤسسات القضائية في المدينة الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة النافذة التي ساندت حكومة الوفاق الوطني في العملية التي أفضت إلى خروج مدينة سرت الساحلية من قبضة التنظيم في ديسمبر عام 2016.

وأفادت وكالة الأنباء الليبية أن الاعتداء تزامن مع وصول موقوفين متطرفين الى المجمع، حيث كانوا سيمثلون أمام النيابية العامة. وأكد المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق العميد محمد الغصري في تصريح لوكالة فرانس برس «ان مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص تابعين ل - داعش - قاموا بعملية انتحارية استهدفوا من خلالها مجمع المحاكم في مدينة مصراتة». وأضاف أن الثلاثة نزلوا من سيارة، فتجح واحد منهم في الدخول الى المبنى حيث فجر نفسه فيما «قتلنا الثاني وأوقفنا الثالث».

وتبنى تنظيم داعش، عبر وكالة أعماق الدعائية التابعة له على تطبيق «تلغرام»، الهجوم . وأفاد مستشفى مصراتة المركزي أن عدد الجرحى بلغ 39.

وقالت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني ان قوات الأمن والمتطرفين تبادلوا إطلاق النار لمدة 20 دقيقة بعد الانفجار.

وتعدّ فصائل مصراتة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس، الأفضل تسليحا اذ انها تمتلك طائرات من طراز «ميغ» ومروحيات هجومية.

ودان المبعوث الأممي الجديد الى ليبيا غسان سلامة، الاعتداء على مجمع المحاكم في مصراتة وقدم تعازيه الى عائلات الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للجرحى. ونقلت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على حسابها على موقع «تويتر» عن سلامة قوله إن «الاعتداءات على المدنيين، من ضمنهم موظفو المؤسسات القضائية، هي انتهاك لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية».

الى ذلك ، أكد المفوض الأوروبي لسياسات دول الجوار يوهانس هان، دعم الاتحاد الأوروبي لخارطة الطريق الأممية بليبيا.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس، مع وكيل وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية (المعترف بها دوليا)، لطفي المغربي، بمقر ديوان رئاسة الوزراء بالعاصمة الليبية طرابلس. وقال إن زيارته إلى ليبيا تندرج ضمن مواصلة سياسات الدعم التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لإعادة الاستقرار والأمن لهذا البلد. وأضاف يوهانسن هان، أن الاتحاد الأوروبي يدعم الخطة الأممية التي تسعى لإيجاد حل سياسي يمهد للوصول لانتخابات تفرز أجساما سياسية متفق عليها بليبيا.

من ناحية ثانية ، أثار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عاصفة من الانتقادات أمس الأول بعد أن قال ان بإمكان ليبيا ان تصبح مركز جذب للمستثمرين والسياح اذا ما تمكنت من «التخلص من الجثث» أولا.

وجونسون الذي زار ليبيا في اغسطس اكد ان هناك شركات بريطانية ترغب في الاستثمار في سرت، المدينة الساحلية الواقعة غرب البلد الغارق في الحرب والفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011. وقال أمام المؤتمر العام لحزب المحافظين في مانشستر ان الشركات البريطانية «لديها رؤية رائعة لتحويل سرت الى دبي اخرى»، مشيرا الى المميزات العديدة للمدينة الليبية الساحلية من «الرمال البيضاء والبحر الجميل» و«الشباب الرائع». وأضاف «الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم القيام به هو التخلص من الجثث» قبل ان يبادر الى الضحك.

وقالت النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي جو سوينسون ان جونسون يفتقر الى المهارة الدبلوماسية الضرورية لمنصبه وطالبت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإقالته. وقالت سوينسون «هذا التعليق الفظ بشكل لا يصدق، حول مسألة بهذه الأهمية هو دليل اضافي على ان بوريس ليس اهلا بهذا المنصب. يتعين على ماي ان ترتب بيتها وأن تقيله».

وسارع جونسون في وقت لاحق للدفاع عن تصريحاته واتهم «الذين ليست لديهم معرفة أو فهم لليبيا» بأنهم «يريدون أن يلعبوا سياسيا مع الواقع الخطير للغاية في سرت».

وقال الوزير داميان غرين من المحافظين انه «يتعين استخلاص العبر» من تصريحات جونسون. وقال لبرنامج توداي على الاذاعة الرابعة في بي بي سي «على بوريس وكل سياسي في اي وقت ان يكونوا حساسين في استخدام اللغة».