كلمة عمان

رعاية متواصلة للشباب

04 أكتوبر 2017
04 أكتوبر 2017

إذا كان من المعروف على نطاق واسع ، داخل البلاد وخارجها أيضا ، ان من أبرز السمات المميزة لمسيرة النهضة العمانية ، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ انطلاقها ، أنها وضعت المواطن العماني في بؤرة اهتمامها ، ومقدمة أولوياتها ، وذلك إيمانا من القيادة الحكيمة ، بقدرة وكفاءة المواطن العماني ، وبدوره الحيوي كشريك في جهود التنمية الوطنية ،

وكهدف لها ، وصاحب مصلحة مباشرة في إنجاحها والحفاظ عليها ايضا ، فإن جلالة القائد المفدى – أبقاه الله – وضع الشباب العماني في مقدمة شرائح المجتمع العماني ، بتأهيلها وتعليمها وتدريبها ، ودفعها للقيام بدورها في مختلف المجالات ، وعلى كل المستويات ، ويقينا كذلك بأن الشباب العماني هو في الواقع قوة الحاضر ، وأمل المستقبل لتحقيق كل ما يتطلع إليه المواطن العماني ، تنمويا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتقنيا ، وغيرها وبما يتجاوب مع طموح المواطن وتطلعه الى حياة أفضل ، في إطار خطط وبرامج التنمية الوطنية والإمكانات التي تتيحها الموارد الوطنية في مختلف القطاعات .

وبينما عبرت وتعبر هذه الرعاية السامية الكاملة والمتواصلة لقطاع الشباب عن نفسها ، في الكثير من الخطوات والترتيبات والأولويات التي حظي ويحظى بها الشباب العماني ، في مختلف المجالات ، بما في ذلك تخصيص عام وطني للشبيبة العمانية ( عام 1983 ) وعام وطني للشباب ( عام 1993 ) ، بل والدعوة المباشرة من جلالة السلطان المعظم - أعزه الله - للجميع بالعناية بالشباب العماني والأخذ بيده ، سواء في الحكومة أو في القطاع الخاص وعلى كل المستويات في المجتمع ، فإن جلالته ناشد الشباب العماني أيضا للإقبال على العمل وعلى الوظائف وفرص العمل المتاحة ، في ظل الظروف العمانية المعروفة ، من أجل أن يسهم بقواه وتفكيره ، وبجهده وعلمه وطموحه ، في بناء حياة أفضل له وللمجتمع ككل ، اليوم وغدا . وفي هذا الإطار وترجمة لهذا الحرص السامي ، الشامل والمتواصل ، أكد مجلس الوزراء في بيانه أمس على انه « ماض في تنفيذ كافة الخطوات الداعمة لهذا النهج ، حيث قام بوضع الخطط والبرامج لتهيئة فرص العمل المناسبة للقوى العاملة الوطنية ... وأنه قرر في جلسته المنعقدة أمس الأول توفير فرص عمل للقوى العاملة الوطنية لعدد خمسة وعشرين ألف باحث عن عمل كمرحلة أولى في مؤسسات الدولة العامة والخاصة وأنه سوف يتم البدء في تطبيق هذه الخطوة اعتبارا من شهر ديسمبر القادم » .

جدير بالذكر ان هذه الخطوة بالغة الأهمية والدلالة ، والتي تتواكب مع جهود حكومة جلالته ، على امتداد الآونة الأخيرة ، لتهيئة الظروف لاستيعاب أكبر عدد ممكن من أبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل ، سواء في مؤسسات الدولة أو في القطاع الخاص ، واتخاذ الخطوات التنفيذية للاستمرار في استيعاب المزيد من الباحثين عن عمل وفقا للخطط والبرامج الخاصة بذلك ، تتطلب في الواقع مساندة ودعم الجميع ، في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ، وعلى مستوى الأسر ، ومن أبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل ، حتى يمكن تحقيق هذا الهدف الوطني لاستيعاب الجزء الأكبر من الباحثين عن عمل ، ولإعطاء دفعة اكبر للاقتصاد الوطني لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن ، التي تتطلب ليس فقط وعيا قويا وعميقا بطبيعة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة ، خاصة تلك التي تمر بها مختلف الدول التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل ، ولكن أيضا بمسؤولية الجميع وخاصة الشباب في الحفاظ على مكتسبات التنمية الوطنية في كل المجالات .