أعمدة

توعويات: الأمراض المزمنة وخدمات الطرق

04 أكتوبر 2017
04 أكتوبر 2017

حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

حدثني أحد الأخوة عن حوار دار بينه وطبيب عربي يعمل في أحد المستشفيات، حول أهم الأسباب التي جعلت بعض الحالات المرضية تتضاعف في المجتمع العماني وخصوصا عند النساء، حيث أوضح ذلك الطبيب أن عامل (الحياء) يأتي في مقدمة تلك الأسباب، عندها طلب صاحبي من الطبيب التوضيح أكثر حول هذه المعلومة ، فأجاب أنه لو أفترضنا أن عائلة عمانية توجهت من ولاية شناص حتى محافظة مسقط ، وكان من ضمن الركاب عنصر نسائي فتأكد كل التأكيد أنه من المستحيل أن تطلب أي أمرأة من قائد المركبة البحث لها عن دورة مياه إذا تطلب الأمر ذلك، والسبب يعود إلى عامل الحياء الذي يجعلها تمتنع من تقديم مثل هذا الطلب، وخصوصاً أنها تعلم كل العلم أنه لا توجد دورات مياه على الطريق العام مخصصة للعامة، إلا في المساجد وأغلبها يكون مغلقا خارج وقت الصلاة، لذلك فإن أغلب النساء يتحملن هذا الأمر ولو كُنا مصابات بأمراض مزمنة كالسكري وغيرها من الأمراض الأخرى، لذلك فإن مثل هذه الحالات تتضاعف وتزداد نسبتها بين أفراد المجتمع.

أعزائي القراء مما لا يخفى عليكم أن الكثير من الأمراض المزمنة بدأت تنتشر في حياة المجتمع كالسكري والكلى والقولون..الخ، وأصحاب هذه الحالات في حاجة دائمة للذهاب إلى دورات المياه، وللأسف الشديد هذا ما تفتقر به أغلب الطرق وخصوصا الطريق العام الذي يوصل بين المحافظات فيما بينها، والأمر كذلك مفقود في أغلب الأسواق والأماكن العامة كالمتنزهات والشواطئ والمواقع السياحية الأثرية ، حيث يلجأ أغلب الأفراد إلى التوجه لأقرب مسجد أو مؤسسة حكومية أو خاصة أو مطعم ، فهل يا ترى مثل هذا التصرف يليق بنا كمجتمع ونحن نعيش مرحلة التمدن والتحضر والحياة الحديثة، وحول هذا الموضوع لن أتشعب كثيراً، وسأناقش الموضوع حول فقدان الطرق العامة لأغلب الخدمات ومن ضمنها دورات المياه العامة ، فهل يعقل على سبيل المثال أن طريقا يمتد من خطمة ملاحة وإلى محافظة مسقط ، ولا نجد دورة مياه عامة على جانب هذا الطريق الحيوي الهام، وإن وجدت فربما في مواقع قليلة وأغلبها معطلة أو تحتاج إلى صيانة، في الحقيقة أن الوضع الصحي الذي يعاني منه كثير من أفراد المجتمع، يستوجب أن تتوفر به مثل هذه الخدمات مع مدخل ومخرج كل ولاية (واحد للقادمين والأخر للمغادرين)، بحيث يكون الأول من ناحية اليمين للشارع العام، والآخر من اليسار بالنسبة للطريق العام، وذلك بهدف تقدير ومساعدة لمن يعانون مثل هذه الحالات التي ابتلى الله تعالى أصحابها، كما أنه يعتبر من ضمن متطلبات الحياة المدنية الحديثة، ولذلك فإن رسالتنا التوعوية لهذا اليوم موجهّ للمعنيين بهذا الأمر نحو الاهتمام بالوضع الصحي والخدمي الذي يطالب به كثير من أفراد المجتمع، وخصوصا ممن يعانون من ويلات الأمراض المزمنة، كما أني أتمنى من وزارة البلديات الإقليمية ووزارة السياحة التعاون في وضع خطة لتوفير دورات مياه عامة على الشارع العام في كل ولاية، خدمة لأفراد المجتمع وتشجيعاً للسياحة الداخلية، كما أن هذا الموضوع يجب أن يكون ضمن أجندة عمل المجلس البلدي في كل ولاية ومحافظة، وأن يتم دعوة القطاع الخاص للمشاركة والتعاون جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة ، في توفير مثل هذا الخدمات التي يحتاجها الأفراد، وقبل ذلك هي تعتبر من ضمن أولويات الرعاية الواجب توفرها في حياة كل مجتمع حديث في هذه المرحلة، سائلين الله تعالى الصحة والعافية لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، وأن تكون المرحلة القادمة شاهدة على طرح مناقصات لمثل هذه المشاريع الداعمة والمعززة للصحة العامة.