العرب والعالم

توجس إسرائيلي من سلاح المقاومة لتجميد العملية السياسية

03 أكتوبر 2017
03 أكتوبر 2017

رام الله - عمان - أجمع محللون إسرائيليون على أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إلى قطاع غزة،من شأنها أن تصب، من نواح معينة،في مصلحة إسرائيل، التي يمكن أن تستغل المصالحة من أجل مواصلة تجميد العملية السياسية بادعاء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يتحالف مع حركة حماس، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حركة «إرهابية».

ورأى المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هرئيل، أنه «ربما يوجد هنا احتمال لتحقيق تهدئة لأمد طويل نسبيا عند حدود القطاع، على الرغم من أن علامات الاستفهام ما زالت كثيرة»، حيال احتمالات نجاح المصالحة.

واعتبر الصحفي أساف غفور، محلل الشؤون الفلسطينية في موقع ( nrg ) اليميني والمقرب من نتانياهو، أن الأهمية المباشرة في المصالحة هي أن «مصر الشريكة الأمنية لإسرائيل في السنوات الأخيرة، تتحمل عمليا المسؤولية عن قطاع غزة، ويتوقع أن تعزز هذه الخطوة العلاقات الأمنية والاستخبارية بين إسرائيل ومصر، وحتى أنها ربما تخفض المخاطر المتوقعة على إسرائيل من جانب حركة حماس».

وعبر المحللون عن توجس إسرائيل من مصير سلاح المقاومة، الذي بأيدي حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع، على الرغم من تصريحات عباس حول السلاح الشرعي، ورجحوا أن حماس لن تلقي بسلاحها. ووفقا لهرئيل، فإن التخوف في إسرائيل هو أن حماس تسعى إلى تقليد نموذج حزب الله في لبنان، بأن «تكون شريكة في الحكومة، لكن قواتها الأمنية تبقى بعيدة عن سيطرة السلطة الفلسطينية». وكتب هرئيل أن ثمة جوانب إيجابية في المصالحة بالنسبة لإسرائيل، «لأن تسوية كهذه من شأنها أن تلجم بشكل معين سلوك حماس. والنواقص المحتملة تتعلق بمسألة الإشراف على الذراع العسكري وسلاح حماس وكذلك بما يمكن أن يحدث في الضفة الغربية».

وأضاف هرئيل أن «ثمة تحفظ آخر ليس مريحا لإسرائيل التعبير عنها علنا. فنتانياهو وليبرمان يفضلان على ما يبدو انقساما بين السلطة وحماس، كي لا يتمكن عباس من الادعاء بأنه أعاد توحيد صفوف الفلسطينيين ولذلك بالإمكان العودة إلى دفع العملية السياسية. ويبدو أن من وجهة نظرهما، فإن مفاوضات فلسطينية داخلية طويلة مفضلة على اتفاق يمكن أن يلزم إسرائيل بخطوات من جانبها».

ورأى المحلل السياسي ايهود يعري أنه «توجد رعاية دولية واسعة لهذه التسوية، حتى من جانب الولايات المتحدة، الأمر الذي يُبقي إسرائيل في موقع غير مريح. عمليا، كل شيء يجري في ملعبنا، لكن إسرائيل ليست لاعبا، وإنما تجلس كمشاهد في المدرج. وتضع إسرائيل شرطا للتعاون بنزع سلاح حماس، مثلما طالب أبو مازن بنفسه في الماضي».